برامج تتيح الاستماع لنصوص الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني والتقارير والكتب الإلكترونية أثناء التنقل * توفر مزايا كبيرة لمستخدمي الكومبيوتر العميان والأطفال والتلاميذ الذين يتعلمون القراءة واللغات * برامج متخصصة تستطيع لفظ كل كلمة تطبعها على الشاشة
نيويورك ـ ديفيد بوجيه *
لا تعتبر الكومبيوترات الناطقة شيئا جديدا، ففي أفلام الخيال العلمي كانت هذه الكومبيوترات تنطق منذ سنوات سابقة. ويستخدم العالم الفيزيائي ستيفن هوكنج جهاز تركيب الصوت للتكلم، كما يقوم هواة الكومبيوتر باستخدام أصوات ركبها كومبيوتر على آلة تسجيل اللرسائل الهاتفية الصوتية.
وفيما عدا هذا تجاهل المستهلك العادي ميزة النطق بالكومبيوتر، وهو شيء يبدو غريبا لأن كل جهاز كومبيوتر يأتي مجهزا ببرامج تستطيع قراءة النصوص. وبالبحث في موقع الإنترنت www.downloads.com يمكن إيجاد الكثير من البرامج المشابهة منها ما يكون متخصصا ويستطيع لفظ كل كلمة تطبعها، ومعظمها صممت فقط لقراءة النص الذي يظهرعلى الشاشة.
ويساعد الاستماع للوثائق وهي تقرأ بصوت عال على التقاط الأخطاء التي قد لا يجدها المراجع اثناء قراءة النص. ويمكن لمستخدمي الكومبيوتر العميان، والأطفال الذين يتعلمون القراءة، والناس الذين يتعلمون الإنجليزية، أن يستفيدوا من هذه الميزة. وتمكن هذه البرامج أيضا من الاستماع للمقالات على الإنترنت. ولكن للمستهلك العام فهذه ميزات غير ضرورية جدا.
* نص ونطق
* ولكن التغير آت في مجال يعرف بـ«النص إلى النطق». وبرامج ويندوز الجديدة مثل «أي سبيك iSpeak» و«تكست ألاود إم بي3» 3TextAloudMP، و«تكست تو آودي» TexttoAudio تستطيع القيام بأكثر من مجرد قراءة النص بصوت عال، فيمكنها أيضا أن تحوله لتسجيلات صوتيه مضغوطة عالية الجودة تعرف بملفات «إم بي 3».
وأثار صرعة نظم «إم بي 3» المراهقين بتحويل موسيقاهم المفضلة الموجودة على الأقراص المضغوطة إلى ملفات «إم بي3» والاستماع لها على أجهزة موسيقى متنقلة. وما يميز برامج النطق هذه هو أنها تستطيع توفير نفس الحرية للذين تتعدى اعمارهم 20 سنة إذ يمكنهم الاستماع لوثائق ورسائل بريد إلكتروني وتقارير وكتيبات وكتب إلكترونية وأي شيء يمكن طباعته أو تنزيله من الإنترنت أثناء ذهابهم وإيابهم من العمل.
ومع أن العدائين والذاهبين للعمل كانوا يستمعون للكتب على أشرطة منذ سنوات وقامت شركات مثل Audible.com بإنتاج الكتب بنمط «إم بي 3»، فقد كانت هذه المنتجات باهظة الثمن وكان الاستماع مقصورا على ما يكتبه أشخاص آخرون.
وبالمقابل فان استخدام الكومبيوتر لتسجيل موادك (وثائقك) الخاصة بك له مساوئ، اذ انك لن تستطيع الاستماع لصوت ممثل متمرس مثلا، ولن تستمع لصوت إنساني كليا، فعندما تستمع لأصوات الكومبيوتر فستجدها جامدة وآلية.
* أصوت كومبيوترية
* ولكن شركة «إيه تي آند تي» قامت بتطوير أصوات ممتازة، ومع أنها أحيانا تقرأ بشكل سخيف لكن جودة الصوت تضاهي صوت الإنسان. وحاليا يقوم أضعف برنامج لقراءة ملفات إم بي 3 هو برنامج آي سبيك من شركة فونكس (بسعر 70 دولارا) أحيانا قراءة رسائل البريد الإلكتروني بسهولة وقراءة صفحات على الإنترنت وقراءة الكلمات أثناء طباعتك لها. ولكن لا يتم هذا إلا داخل نافذة البرنامج نفسه. ومع أنه قادر على قراءة صفحات الإنترنت فيجب عليك أن تنسخها وتلصقها داخل نافذته أولا. ومع أن لائحة آي سبيك تظهر في برنامج «أوتلوك» ولكنها لا تقوم إلا بنسخ النص ولصقه في نافذة «آي سبيك». ومع أن البرنامج يستطيع قراءة أي كلمة تطبعها ولكن عليك أن تطبعها داخل نافذته.
وللآن فبرنامج آي سبيك هو الوحيد الذي لا يستخدم أصوات «إيه تي أند تي» وعوضا فهو يستخدم أصواته الخاصة به والتي تتفوق على أصوات مايكروسوفت ولكنها تحتوي على توقف مزماري. ويبدو وكأن الشخص الذي يقرأ يضرب حنجرته أثناء القراءة.
ويبدي برنامج «تكست تو آوديو» (النص إلى الصوت) إمكانية ممتازة فهو برنامج إم بي 3 الوحيد الذي يستطيع إدخال ملفات محررة ببرنامج «ورد» لتحويلها بالإضافة لملفات النصوص العادية. ويمكنه أن يفتح هذه الملفات ويحافظ على تشكيلها ويبين الكلمات التي يقرأها. ويأتي هذه البرنامج مع برنامج لتشغيل ملفات إم بي 3 ويمكنك مراجعة الملفات قبل تسجيلها على قرص مضغوط.
ولكن لهذا البرنامج مساوئه أيضا. فهو يعرف ملفات نصوص تنتهي بـ«tx» وليس «txt» مما يعني ان عليك أن تغير تسمية كل ملف قبل إدخاله. ومن المصاعب الأخرى هي المشاكل التي تطرأ عندما تستخدم أصوات «إيه تي أند تي»، إذ لسبب ما يتجاهل البرنامج النقاط في نهاية الجملة وبالتالي يقرأ الوثيقة دون توقف، ويعامل الفواصل على أنها فراغ في الأسطر، ولذلك فلا يلفظ الكلمات التي تحتوي عليها بشكل صحيح. وتلقي الشركة اللوم على «إيه تي أند تي» وتقول أنه سيتم تحديث البرنامج خلال هذا الشهر. ولكن برنامج «تكست ألاود إم بي 3» وهو برنامج منافس يستطيع استخدام هذه الأصوات دون أي مشاكل ولذلك فيعتبر الفائز في مسابقة من منهم أقرب لصوت الإنسان. ويوفر هذا البرنامج أيضا ميزات مفيدة جدا لا تتوفر لدى منافسيه. ويمكن لهذا البرنامج أن ينطق الكلمات في أي من برامج ويندوز مثل معالج النصوص أو متصفح الإنترنت أو برامج البريد الإلكتروني. ومتى أردت نسخ نص معين، يقوم البرنامج بوضع النسخة في مخزنه الخاص والغرض من هذا هو أن المستخدم يقوم بتجميع لائحة من الرسائل والوثائق التي يريد الاستماع لها أو لتحويلها لنمط إم بي .3 ويحوي هذا البرنامج بضع مشاكل وأخطاء في التهجي ولا يستطيع إدخال أي شيء غير النص العادي أو أي نص قمت بنسخه. ولا يعتبر أي من هذه البرامج سهل الاستخدام، إذ بعد تشغيله لأول مرة لا يعرف المستخدم من أين يبدأ. وبالإضافة لهذا فحالما قام بتكوين أول ملفات إم بي 3 فإن ايجاد هذه الملفات وتحميلها بالبرنامج يقع على عاتقه.البرنامج الأمثل يتفوق على هذه المصاعب بتحميل الملفات المحولة مباشرة في البرنامج ويمكنه أيضا معالجة ملفات معالج النصوص والنمط المتنقل للوثائق وقراءة النصوص من أية برامج ويستطيع استخدام أصوات «إيه تي آند تي». وكل هذا ما تعده شركة فونكس في برنامج أي سبيك الإصدار 3 والذي سيطرح في شهر يونيو (حزيران). وإذا كنت غير قادر على الانتظار فبرنامج تكس ألاود إم بي 3 هو البرنامج الأمثل لقدرته على قراءة بصوت عال أية وثيقة. وفي أي حال فبرامج النطق التي تولد ملفات «إم بي 3» تفتح عالما جديدا من المكان والزمان والذي من خلاله يمكنك القيام بعملك أو القراءة.
* «خدمة نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»