أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - من قتل كامل شياع ..؟














المزيد.....

من قتل كامل شياع ..؟


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 00:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إنها وضعية سوداء ، ليست قصوى ، حين نسمع باغتيال رجل اسمه كامل شياع يتميز بكونه من أصحاب النوايا الثقافية الحسنة ، وأنه احد المناضلين النشيطين لمحو وصمة الظلم الواقع على المثقفين العراقيين منذ عقود عديدة من زمن القهر والاضطهاد .
ذهب من عاصمة الجمال والحياة بروكسل إلى عاصمة الاستجابات السريعة للعنف ، بغداد ، مندفعا بالقيم الإنسانية المتلائمة مع تكوينه العقلي والفني والنضالي . وجد نفسه حال سقوط الدكتاتور والدكتاتورية عام 2003 قادرا على المناداة بإزالة الحواجز أمام دور المثقفين في بناء عراق ٍ جديد ٍ أصابه وجع ٌ كبيرٌ من حروب ٍ ، داخلية وخارجية ، كان يعرف أنها تحمل أعباء مباشرة وغير مباشرة على العراق ، وما بعدها من نتائج كثيفة وخطيرة ، باهظة التكاليف ، وهي مدمرة ومكلفة إلى حدود كبرى .
لكنه عاد ، إلى وطنه ، من منفاه ليسهم مع المناضلين العراقيين كلهم ومع طليعتهم الثقافية لإيقاف سفك الدماء الزكية وإيقاف ضياع الأموال وإيقاف خراب الديار وإيقاف تدهور الثقافة العراقية .
لم تكن عودته إلى وطنه عبئا على أحد ، ولم تكن عبثا ، بل وجد في العودة عدالة القضية التي من اجلها انتمى ، ومن اجلها اتخذ قراره أن يكون مثقفا ، وأن يكون صحفيا من النوع الهادئ لتحقيق تحرير المثقف العراقي من القهر والطغيان والاستغلال . كان يعمل بداينميكية الأساليب الحضارية .. كان متحدا مع الثقافيين المتنورين وكان نشاطه في وزارة الثقافة نموذجا ثقافيا تكنوقراطيا . كان فارسا شهما في زمن الإرهاب وكان عصاميا في زمن الفساد وسطوة المفسدين . كان وريثا ملتزما لوعي عبد الجبار وهبي وعدنان البراك وشمران الياسري وغيرهم من أصحاب الدفاتر النضالية الأرجوانية حيث كتبوا فيها جدل الشعب العراقي حول قضيته ومستقبله بأروع أنواع الحبر ورسوم التضحيات .
كان يعرف احتمالا ً أن تأتيه رصاصة من عدو ملثم مجهول أو من معلوم متستر .
كان يعرف انه سيقتل بأيدي أعداء العدالة والمساواة .
كان يعلم انه سيكون يوما ما ضحية التناحر والتقاتل من اجل المناصب الطائفية .
كان يفهم أن عدالة قضيته ستكون عند آخرين منطلقا أساسيا للعدوان على حياته .
هو يعلم أن من يعمل بقوة الفضيلة وحرية الثقافة واستقلالية الموقف وبروح الحفاظ على الأخلاقية الوطنية إنما يعرض صدره لرصاصة تكتم صوته إلى الأبد .
لهذا اغتيل كامل شياع .
قتلته قوة العصابة التي تعرف أن الدولة لا تحميه .
قتلته العصابة التي تعرف أن الدولة مشغولة بتجهيزات الطائفية .
قتلته العصابة التي تظن أن العنف يمكن أن يدمر الثقافة .
قتلته عصابة تسرح وتمرح في الشوارع بلا مساءلات .
وبعد ،
من حق المثقفين العراقيين أن يمجدوا قوة الثقافة بتمجيد إرادة كفاح كامل شياع ، المكرسة عنده في الوطن والمنفى ، لتأصيل حضور المثقف العراقي وضميره في عملية هندسة وتخطيط مستقبل الشعب كله .
من حق المثقفين العراقيين أن يفخروا بالمناضل كامل شياع :
لأنه مشروع ثقافي
لأنه حياة نشيطة
لأنه أنموذج التنظيم الكبير
لأنه حرية مسلحة بالعقل الكبير
ولأنه يحمل رسما تخطيطيا لمستقبل الوطن العراقي .
لهذه الأسباب قتلوه .
يجب ، الآن ، على الوطن أن يسعى من اجل الحرية ، وان لا يخاطر بواقعه الديمقراطي . وان على المثقفين الديمقراطيين ، خارج العراق وداخله ، أن يقتدوا بكامل شياع وان يمدوا جذور ثقافاتهم إلى أعماق التنظيمات الجماهيرية ليقيموا فيها كما أقام كامل شياع ، وان يعيشوا في دروب ملاحم الشعب العراقي كما عاش كامل شياع .
***************************
بصرة لاهاي في 25 – 8 2008





#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق العباقرة نحو البيت الأبيض ..!
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه .. 9
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه .. 8
- زواج رجل الدين أمر من السماء ..!!
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه .. 7
- هل تستطيع المرأة العراقية تحدي الطفيليات ..!‍!
- الله أكبر .. هل يصبح شعارا للحزب الشيوعي السوداني ..‍‍!!
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه 6
- عن جدلية الفقر والفقراء في العراق الديمقراطي..!
- كامل الجادرجي برؤية فاضل الجلبي
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه .. 5
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه 4
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه 3
- معضلة الذاكرة .. وقصة الهروب من سجن الحلة ( الحلقة الأخيرة 2 ...
- تكتيك عبد الكريم قاسم ضد نفسه (1)
- معضلة الذاكرة .. وقصة الهروب من سجن الحلة .. 23
- معضلة الذاكرة .. وقصة الهروب من سجن الحلة .. 21
- معضلة الذاكرة .. وقصة الهروب من سجن الحلة ... الحلقة العشرون
- معضلة الذاكرة .. وقصة الهروب من سجن الحلة 20
- معضلة الذاكرة .. وقصة الهروب من سجن الحلة .. 19


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - من قتل كامل شياع ..؟