أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عصام خوري - الأرز أهم من أولمرت














المزيد.....

الأرز أهم من أولمرت


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الخطر الخارجي لطالما هدد سوريا ، لكن حين يطال الخطر لقمة العيش يصبح ألمرت وغيره من ادارة الصقور في واشنطن أقل شأنا بكثير من كسيرة الخبز.
فرغم كل الاشاعات التي تحدثت عن زيادة الرواتب في سوريا، وعقبات التنمية وقدرة الحكومة الحكيمة على تذيل تلك العقبات كخطوة نحو نهضة مستوى الفرد، والارتقاء بمستوى دخله.
استمر المواطن السوري مشدودا نحو التلفاز الذي تناقل عبارات النشرات الاقتصادية المتنوعة في المحطات الفضائية المختلفة المتحدثة عن أزمة العقارات في الولايات المتحدة وانعكاساتها على بورصات العالم، وتفاقم أزمات الغلاء على مختلف المواد التموينية في دول الجوار، وانعكاسات هذه الأنباء على دول سلحفاتية الاقتصاد المفتوح كسوريا.
فالحكومة العربية السورية انتهجت في سياستها الاقتصادية وفق رأي اغلب المتابعين لها، مبدأ "التجريب والتكفير للتجريب": وهذه فلسفة عميقة الاثر لم تنتهجها أية حكومة في العالم، رغم براعة الاقتصاديين والمختصين في برامج الحكم الرشيد وتنمية الموارد البشرية في مراكز الدراسات التي لم تحاكيها الحكومة الرشيدة السورية.
فلطالما تحدث الاقتصاديون الرسميين في سوريا، عن دراستهم للتجربة الماليزية والتغير الاقتصادي فيها الذي يعد من انجح التجارب العالمية، ومن ثم تغير الخطاب الاقتصادي السوري نحو دراسة فلسفة الاقتصاد الصيني وتحوله من الاشتراكية نحو ثقافة السوق الاجتماعية، ومن كثرة الزيارات الاقتصادية المتبادلة بين الصينيين والسوريين توقع الكثير أن يكون التوجه الاقتصادي السوري قائم على مفهوم "الدب الصيني"، الذي دعي بهذا الاسم نتيجة لوزنه الكبير وبطأ حركته...
طبعا تأخر تحرك الدب السوري بقدرة لم يستطع أن يحللها أي من الاقتصاديين الرسميين سوى بروتين العبارات التي تتحدث عن حجم الضغوطات التي تطوق الجمهورية العربية السورية، وقد عزز من هذا الطرح مشاريع العم سام: بحربه على العراق، وانعكاسات الدرع الصاروخي على روسيا، ومناكفاته مع الخال شافيز، ومشاريعه المتنامية تجاه الملف النووي الايراني، بالاضافة لدعمه مشروع اسرائيل في حرب تموز على لبنان.
بالاضافة لتزكيته مشاريع الحاج الحريري ومعلقة المحكمة الدولية التي ستطالب التمديد في كل جلسة حتى لو هرب بن لادن من كهوف تورابورا نحو مغارة الضوايات في قرى طرطوس.
طبعا المواطن السوري يتابع بالاضافة للاخبار الاقتصادية الواقع الوزاري اللبناني بجدلياته المتعدده، ومعلقة انتخاب رئيس توافقي في ظل حكومة توافقية وفق مشروعي النصف+1 أو مناهضيه.
نعم جميع المواطنين السوريين باتوا يعرفوا قوى آذار، كما يعرفون أغلب شتائم الشعب المصري تجاه حكومته المتجاهلة لأزمة الرغيف، ولنكون واقعيين الشعب السوري برمته يرى ظاهرة الشارع المصري بصورة أوضح من مجمل الضغوط التي ذكرتها سابقا على سوريا.
فبعد ارتفاع اسعار الأرز في سوريا لقيمة تجاوزت 200% من قيمته الأصلية 13 ليرة سورية للكيلو الواحد، لتصبح 60 ليرة دفعة واحدة، بات أغلب المواطنين في حالة تيه من المقبل، خاصة وأن الحكومة الرشيدة التي يتزعمها السيد عطري لم تتوانى عن إدراج مشاريع رفع أسعار البنزين خلال مدة أربعة أشهر فقط ل33.3%، ليتبعها مشروع قسائم المازوت المدعم للأسر بغياب دعم واضح للقطاعات الصناعية في سوريا...
بعد أن تمت زيادة في أسعار طن الحديد لنسب تقارب 200%، بعد أن كان كيلو الحديد 12ليرة سورية ليصبح هذا العام 48ليرة سورية، والغريب حقيقة تزامن هذا المشروع مع التصريحات الرسمية التي ركزت على مساعيها في امتصاص إشكالية السكن وارتفاعه تكاليفه في سوريا!!... وقد تعزز هذا المشروع بزيادة على أسعار الاسمنت، رغم وجود معملي اسمنت جديدين في قرية كفربوا من محافظة حماة برعاية إيرانية، وهما مشروعين غير خاسرين كالمعامل القطاع العام.
باختصار شديد المواطن السوري على الرغم من قناعته الشديدة بالخطر المنيط بالحكومة السورية عسكرياً، إلا أنه يتلمس مع كل صبيحة جدول أسعار يأرق يومه، ويدفعه التساؤل في حقيقة مستقبل أسره القريب، فطبق المجدرة الذي لطالما كان طعام الفقير، بات يكلف ما قيمته 100ليرة سورية كحد أدنى، مما يجعلنا نتخيل قيمة الطعام الشهرية للفرد الواحد بكلفة تتجاوز 6آلاف ليرة سورية، فهل يحتمل متوسطنا الشهري نحن السوريين الخطاب الاقتصادي الرسمي، وانعكاساته على سوقنا الاجتماعية؟!!.





#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوع في سوريا
- لمن نكتب!!
- لبنان أولا... إنه الشرق الأوسط الكبير
- القذافي ينزعج من الدكتاتورية
- اللاذقية تدخل التاريخ
- صحافة بلا هوية
- القمار في سوريا
- تحقيق: وزير سوري مغرم بالأرقام
- تحقيق: البحر ليس للفقراء
- الملاهي الليلية في سوريا
- تحديد النسل والارتكابات الاقتصادية في سوريا
- اللاذقية والاشتراكية الفطرية
- الإدارة المحلية تأمل وتطلعات
- سلطات دينية وجاهلية حديثة.... وعولمة!!
- الأرثوذكسية والحكم الرشيد
- الشام تحمل عروسا
- المريخ ووزراء العالم الثالث
- الغريب والأغرب والحكمة لمن يحتكم
- تحقيق الصرف الصحي رسميا
- الضجيج وأذان الجوامع


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عصام خوري - الأرز أهم من أولمرت