أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منذر بدر حلوم - إله الإرهابيين














المزيد.....


إله الإرهابيين


منذر بدر حلوم

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 05:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


    كمثل جميع المعتوهين , ذات يوم ظهر بوش الابن على الشاشة والغبطة تملأ وجهه معلنا أن الله أذن له بشن الحرب , فراح آلاف العراقيين يموتون تحت قنابل باركها الله , وكان الدمار والموت بسم الوعد الإلهي ؛ وبسم الوعد الإلهي ما زال شارون يقتل الفلسطينيين جاعلا يهوه يقفز من سطح إلى سطح مصفّقا لدقة تصويب الجنود إلى قلوب الأطفال وأرحام النساء , فلا بد أن يكون مَنْ قَتَلَ محمد الدرة قد نال جائزة إضافية من يهوه ناهيك عن شارون ؛ ولا بد أن يكون إله صدّام قد أذن له بالقتل , بل وبارك مذابحه من حلبجة  إلى كربلاء ؛ وبسم إله الإسلام وبوعد منه بالجنّة فجّرت أجساد عشرات المسلمين ونسفت أرواحهم في اليوم الأول من عيد الأضحى (الإسلامي المبارك) في أربيل ؛ وبسمه كذلك فَجّرَ (جهادي استشهادي) نفسه في قطار مليء بالطلاب الأبرياء الذاهبين إلى جامعاتهم في روسيا , وبسمه دون سواه وبوعد منه بالجنّة نسف آخر مدخل ملعب رياضي زاهقا أرواح العشرات من النساء والأطفال , ولا بد أن يكون صاحب مجزرة مترو موسكو اليوم قد فعلها بسم الإله الواعد بالجنّة ؛ أم أنّ في قتل الروس ثوابا يوصل فعلا إلى الجنة , أيّا كان قتلى الروس , بحسب عقل وإيمان صانعي (مقاتلي) أفغانستان والشيشان , المقاتلين الذين بدأوا يعودون إلى أهلهم محمّلين بالموت هدّية لوجه الله ووفاء لذويهم وعرفانا بفضلهم ؟ فإلى أين يذهب , إذن , الباحثون عن لقمة عيشهم في السعودية بعد أن فُجّرت منازلهم وقتلوا ؟! أيذهبون وغيرهم من الضحايا إلى الجنّة أم إلى الجحيم ؟
    الجميع يَقتِلون فيستلمون بطاقات دخول خاصّة إلى جنّة عدن. فإذا بالجنّة مليئة بالقتلة والمعتوهين ! من جهة , وبضحاياهم من جهة أخرى. فهل تراهم يتصالحون في النعيم الأعلى , أم أنّ الضحايا يستسلمون للرعب هناك فيعملون على خدمة قاتليهم !...وبعد , فإنّي لأشفق على حال الحوريات والغلمان الذين خُصَّ بهم الفائزون , فأي شقاء في معاشرة المجرمين والمعتوهين , والعنينين الذين أودى الرعب برجولتهم! فليعذرني القتلى إذا مازحتهم فإني بموتهم لقتيل.
    أم أنّ القتَلةَ واهمون ؟ فتكون المشكلة ليس في الله , إنما في العقل الذي ينتج إلها على هواه , يقدّس جرائمهم وشذوذهم , وفي صاحب المال الذي يدفع ثمن البارود ويموّل الرحلة إلى الجنّة.. وفيمن يسكت عن هذا وذاك ! أفلا يستحق الرجم بألفِ ألفِ حجرٍ من سجّيل ذلك الذي يصنع عقولا تمجّد الموت ويرعاها , وذلك الذي يزوّد أصحابها بالسلاح , وذلك الذي يدفع نفقات السفر إلى الجنّة باتجاه واحد , مستمتعا بنعيم جهل المسافرين , فلا أحد , للأسف , يعود من هناك ليفضح السر !؟ فمَن تراهم يكونون هؤلاء ؟ وأين ؟ أليس ثلاثة أرباعهم منا وبيننا ؟! هذا , إذا كان الربع الرابع أمريكا وإسرائيل , كما يقول العقل غير الطامع بالجنّة ! أم أننا أصحاب المقدّسات تطهّرنا من كل الشرور فلا يصيبنا سوء إلى أبد الآبدين ؟
-انتهى-



#منذر_بدر_حلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدارة العلم في عصر العولمة وفقدان الهوية
- ولادة الصهيونية- الفصل السابع من كتاب الكسندر سولجينيتسن - م ...
- الليلة جرح روح ضعيفة
- أنشوطة اللاسامية و وجع الكتّاب الروس
- من (إيفان دينيسوفيتش) حتى (مائتا عام معا) سولجينيتسن واليهود
- سولجينيتسن في شَرَك المعايير المزدوجة ؟
- أولغا بيرغوليتس - حصار الروح
- أنّا أخماتوفا - نصف قرن في قفص الاتهام
- التكامل والإبداع
- الطفور بين البيولوجيا والثقافة
- البيولوجيا والثقافة دموية القسر و عبثية الفصل
- صناعة الحاضر- أو حاضرنا هو مستقبلنا
- - مشكلة الشخصية -1- بين الحرية البيولوجية و القيد الأيديولوج ...
- البطالة وثقافة اللامبالاة


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - منذر بدر حلوم - إله الإرهابيين