وصفي السامرائي
الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق و انتهاء الحرب الباردة بدا للكثيرين ان الصراع بين الدولتين الروسية و الامريكية قد انتهى.و ان عالم القطب الواحد سيستمر الى اجل غير منظور.
على الرغم من المشاكل التي ورثتها الدولة الروسية من مخلفات الاتحاد السوفيتي من اقتصادية و اجتماعية و غيرها الا ان الادارات الامريكية ظلت تخشى من تنامي الدور الروسي لذلك قامت بتطويق روسيا بالقواعد التي نشرتها في بلدان الاتحاد السوفيتي اسيوية كانت ام اوربية لمنع ظهورها كقطب مؤثر من جديد.
ان العملية العسكرية الروسية الاخيرة في جورجيا تعطي اشارات واضحة الى عودة القطب الروسي الذي لم يعد يحتمل الغطرسة الامريكية سواء في محاسرة روسيا او في سعيها المحموم في السيطرة على اسواق العالم. من يتابع الشان الروسي يرى ان هذه الخطوة قد سبقت بجولات مكوكية قام بها الرئيس الروسي السابق بوتين على العديد من الدول خصوصا الصين و المانيا و فرنسا يفهم منها انه يسعى الى ايجاد قطب عالمي يحاول الحد من السيطرة الامريكية على العالم.
ان من مصلحة دول العالم الثالث ظهور مثل هكذا قطب عالمي تعتمد عليه في الحد من التهديدات الامريكية لها , خصوصا دول الشرق الاوسط المهددة بالتفتيت الى دويلات صغيرة تحت عنوان الشرق الاوسط الكبير ونشر الديمقراطية و ما الى ذلك من الحجج الواهية.
ارى ان من مصلحة القوى التحررية مغازلة الدب الروسي للحصول على دعمه في بضالها ضد الامبريالية الامريكية التي اوصلت العديد من دول المنطقة الى الحضيض خصوصا العراق بعد ان تحالفت مع اشد القوى رجعية و مكنتها من رقاب الجماهير لتعبث بحقها في الحياة و سرقة مواردها لتقوية مليشياتها في صراع النفوذ على السلطة .
#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟