الأقدام على تنظيم حركة طلابية اعتراضية ضرورة سياسية واجتماعية.بالأخص الآن وفي قلب الصراعات السياسية لها مكانة اجتماعية خاصة، ينبغي لنا أن نؤسس دور طليعي جدي في هذا الميدان، ونحاول في اقرب فرصة تأسيس منظمة جديدة طليعية عصرية عامة يتجمع حولها طلبة العراق.
بعد التغيرات التي طرأت على الوضع السياسي والاجتماعي في العراق، ونتيجة لأقدام الحكومة الأمريكية بالهجوم على العراق و انهيار الحكومة البعثية، لقد واجهت جماهير العراق أدوار مختلفة في عصرالأستبداد البعثي، الكابوس الذي جثم على نفس سكان العراق انتهى دوره، الآن بدأ دور جديد خطيرة ومرعب، ان بقاء الوضع السياسي على هذا الشكل الغير مستقر، إضافة إلى تدمير الأسس الاقتصادية والاجتماعية، تواجد قوات الاحتلال، مجيء أحزاب الإسلام السياسي، الحروب القومية والمذهبية، فقدان الأمان، البطالة، الفقر والجوع، انعدام المستلزمات الضرورية لحياة الناس، هو الوضع الحالي للمجتمع العراقي. وهذا له تأثير سلبي ومباشر على حياة الطلاب ومجالاتهم الدراسية.
ان مصير و مستقبل العراق السياسي وتأثيراته الجدية على تغيير الوضع الاجتماعي والسياسي لجماهير العراق هي مسألة مهمة وحساسة، لها تأثير مباشر على التيارات الاجتماعية والجهات السياسية التابعة لهذه التيارات، لأن طرح سياساتهم و برامجهم مرتبط بأي تغيير يطلبون و كيف يديرون المجتمع و أين يؤدون بالمصير السياسي والوضع الاجتماعي في العراق. من خلال هذه الأوضاع السياسية الحالية في العراق أصبح الجو مفتوحا لكل الجهات السياسية و التيارات الاجتماعية لتقديم برامجها وخططها وفعاليتها السياسية على صعيد المجتمع، من هنا يجب أن يكون للحركة الطلابية دور وتدخل جدي من خلال تطوير حركتها و اعتراضاتها لأجل تثبيت مجتمع مدني معاصر ومتطور.
ان الطلبة في العراق وخلال فترة 35 عاما من التسلط البعثي لم يكن لديهم فرصة للتنظيم والاعتراض وتقديم طلباتهم ورفع أفاقهم وتوقعاتهم فحسب بل واجهوا التهديد المستمر، سلب الحريات، الأجواء اللاأنسانية، التبعيث الإجباري، فرض الانخراط في مليشيا الجيش الشعبي، الطرد من المدارس والجامعات، الاعتقالات، الحرمان من كل أنواع الثقافة الاجتماعية والسياسية المتقدمة والمعاصرة، أبعادهم من أي شكل من أشكال التدخل في الدور السياسي، بشكل عام ومضت حياتهم الدراسية تحت سيطرة ظلم واستبداد الحكومة البعثية، غدوا ضحايا أيدولوجية العروبة رمز سياسات الحزب البعثي.
بغض النظر عن هذا فأن الحركات الاجتماعية البرجوازية الأخرى ومن ضمنها الحركات القومية الكردية والعربية وتيارات الإسلام السياسي، ان أهتمامهم بفرض ايدولوجية حركاتهم الاجتماعية وتياراتهم السياسية هو محاولة لأبعاد الطلبة عن مطالبهم وافاق الشبيبة العصرية، يستغلونهم كأبواق لسياسات ومصالح أحزابهم، وحددوا مجال دراسة وتعليم الطلبة بأهدافهم وسياستهم الرجعية، فنموذج ثلاثة عشر سنة من سيطرة الأحزاب القومية الكردية في كردستان اثبت إنها تجربة مرة على الطلبة.
من الممكن ان نتحدث حول هذا الموضوع في مقالات أخرى لكن الأهم الآن هو كيف نستفيد من فرصة التحولات الراهنة في الوضع السياسي في العراق، التي فيها إمكانية ان نعمل لتفعيل الحركة والاعتراض والفعالية الطلابية باتجاه آفاق عليا لحياة عصرية للطلبة، ويكون لهم حضور فعال في ميدان الصراعات السياسية والاجتماعية، ويجب أن يكون لهم دور وتدخل جدي لتقدم الجبهة الراديكالية والمنادين بالحرية والإنسانية والمساواة و حركة المساواتية للمرأة والرجل.
قبل كل شيء يجب على قادة وفعالي الطلبة في العراق تأسيس تنظيم جديد يختلف باسمه و برنامجه عن تأريخ تقاليد ونشاط الحركة الطلابية العراقية، وإعلانها على صعيد العراق، تعبر عن الرغبات والأفاق والمطالب العصرية للطلبة، مختلفة تماماً عن المنظمات التي أسست وتعمل تحت تأثير الحركات الرجعية والأحزاب والجهات القومية وتيارات الإسلام السياسي، وتنظم الصف الواسع من البنات والبنيين، ولها دور لقيادة الاعتراض الطلابي والتأثير على الصراعات السياسية والاجتماعية التي ستحدد المصير السياسي في العراق.
هذا التنظيم يجب ان ينظم الطلبة المنادين بالحرية في أفاق إنسانية ومساواتية، وارتقاء فعالياتهم في رسم دور جدي لهم كقوة فعالة في المسائل السياسية ومصير التحولات الثوريةالأجتماعية في العراق.
ان برنامج هذا التنظيم يجب ان يقدم حلوله لرفع الأفاق والمطالب الطليعية للطلبة، من أجل تأمين الحرية وتأمين المستلزمات الضرورية للدراسة ومجانية التعليم، لرفع المستوى الدراسي كي يواكب ماوصلت اليه المستويات الدراسية العالمية على الصعيد العلمي والأجتماعي.
فأساس برنامج تنظيم جديد وعصري للطلبة يجب أن يكون مبني على المساواة التامة بين المرأة والرجل، فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، إلغاء الدروس التي تمجد القومية ورموزها، عدم فرض أي عقيدة في كل المراحل الدراسية، حرية التنظيم.
أن الحزب الشيوعي العمالي يدعم بكل جدية التنظيم الحر والعصري والطليعي للطلبة، و مستعد لتأمين المستلزمات التنظيمية لرفع أصعدة الفعالية والاعتراض الطلابي، وندعوا الطلبة أن ينظموا أنفسهم فوراً حول برنامج يدعوا للتغييرات الثورية في المجتمع العراقي، أن يجتمعوا وينتظموا لتحقيق الحرية والمساواة، نستطيع فقط من خلال هذه الطريقة أن نؤمن ظرف ملائم و هادئ ومستقر للطلبة الآن وللأجيال القادمة.