أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بشارة وبركة ليسا عميلان















المزيد.....

بشارة وبركة ليسا عميلان


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 05:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من المحزن والمخجل ان تطالعنا بعض الكتابات الفلسطينية من الخط الأخضر بنصوص تحمل في طياتها تهما جاهزة بالعمالة لشخصيات سياسية فلسطينية يفترض انها تمثل الشعب العربي الفلسطيني في مناطق الخط الأخضر، وفي كنيست اسرائيل،فهل من المعقول ان يتهم عزمي بشارة ومحمد بركة بالعمالة ؟ هل هذه هي معركة العرب الفلسطينيين داخل كيان اسرائيل ؟ ومنذ متى كانت الخلافات بين ابناء الشعب الواحد تأخذ هذا الطابع الأسود من المجابهة؟ ليس هناك أي تبرير لأيٍ كان من الطرفين،فهذا المشهد المرعب الذي يتجدد كل فترة يجعلنا نتخوف من مستقبل الأقلية الفلسطينية التي بقيت صامدة في ارض فلسطين،تلك الارض التي حولت بالقوة و رغما عن عربها ، أهلها لتصبح كيانا صهيونيا يعرف الآن باسم اسرائيل.

 

هذه الدولة التي اسمها اسرائيل ولا يعرف لها حتى الآن حدود برية او بحرية، او تعريف واضح للمواطنة،باستثناء انها دولة لليهود.ترفض معاملتكم كمواطنين عاديين وطبيعيين مثلكم مثل أي يهودي يتم جلبه من اثيوبيا او الارجنتين  للسكن على ارضكم وفي بيوت اقاربكم من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين والمشتتين داخل الداخل وفي الداخل و الخارج. هذه الدولة هي التي ستفرح بتلك التهم المجانية والغير مسئولة،وسوف تحاول جاهدة دعم انقساماتكم وتعزيزها بكل ما لديها من اساليب يفترض انكم أصبحتم تعرفونها وقد تجاوزتموها بوعيكم وحسكم الوطني الجماعي.

 

هل لعنوان مثل عزمي بشارة ليس عميلا سوى نية واحدة وهي الصاق تهمة العمالة بالرجل ؟ ان العنوان ومع احترامي لكاتب المقالة عنوان استفزازي واتهامي من الطراز الأول وهذا لا يصح في زمن التضحيات الفلسطينية الكبيرة،وفي وقت يقوم فيه مكتب شارون بطرح الترانسفير وتبديل المستوطنات بعرب الداخل بشكل علني وبلا خجل أو خوف،فكيف سيخاف شارون او حتى أكثر الحمائم حمائمية في اسرائيل منكم وانتم على هذه الحال من الفرقة والخلافات؟

 

الذي يقرأ مقال عزمي بشارة ليس عميلا ( رجا زعاترة) والرد عليه الذي يحمل عنوان محمد بركة ليس عميلا ( عز الدين بدران ) يشعر بان كلا الجانبين يعمل بشعار انصر أخاك ظالما او مظلوما، هذا التوجه الأسود في الكتابة يجعلنا نشمئز كثيرا ونتشاءم من هذه التعرية وذاك الاستخفاف بالانتماء الوطني للنائبين العربيين في الكنيست.

 

 لست من الذين يقبلون التهم الجاهزة بدون ادلة واثباتات اكيدة،فمجرد نعت الانسان بالعمالة هو نوع من الكفر بالوطنية،خاصة اذا كانت الادلة غير متوفرة والاثباتات مفقودة،ما معنى ان تقول صحيفة معاريف او غيرها من الصحف ان عزمي بشارة حمل رسالة من اسرائيل الى سوريا؟ أو أن تقول مجلة أخرى أن محمد بركة مع إلغاء حق العودة لكنه لا يستطيع التصريح بذلك. هل نحن نحاسب البشر على نياتهم ام على أقوالهم و افعالهم ؟

 

نحاسب بشارة وبركة على موقفيهما عندما نسمع من بركة انه ضد حق العودة ومن بشارة انه ضد رمي الحجارة. لغاية الآن لم نسمع ان هناك منهما من هو ضد رمي الحجارة والعصيان المدني والانتفاضة الشعبية الفلسطينية او ضد حق العودة،نعم هناك اختلاف في المواقف من المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية او الانتحارية،لكن لا يوجد خلاف على ان الشعب الفلسطيني من حقه المقاومة مادامت ارضه محتلة وسيادته مستباحة ودماء ابناءه تهدر كل ساعة، وهناك تأييد للقرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع الفلسطيني الاسرائيلي.

 

 لم نسمع منهما حتى الآن ما يؤكد انهما ضد رمي الحجارة او ضد حق العودة، هذا على الرغم من مشاركة محمد بركة ووفد كبير من الجبهة في حفل جنيف التفريطي حيث تخلى ياسر عبد ربه ومن معه من مجموعته السويسرية عن حق العودة،وهنا لا بد من الاشارة الى انه لا يوجد ما يبرر للأخ محمد بركة أو لوفد الجبهة مشاركتهم في تلك الحفلة السيئة الذكر، لأنها  كانت حفلة لمباركة مشروع التفاهمات التي تفرط بالحقوق الفلسطينية وتبيع حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، وتنتقص من حق الشعب الفلسطيني بالدولة والسيادة والاستقلال الحقيقي.

 

لقد استضاف كاتب هذه السطور قبل اكثر من عامين الدكتور عزمي بشارة في اوسلو حيث بقي معه في عدة محاضرات وندوات سياسية في العاصمة النرويجية اوسلو، وقد تحدث عزمي بشارة باللغتين العربية والانكليزية وكان واضحا جدا في طرحه السياسي، وأيد نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال بما فيه العمل المسلح ضد الجيش الإسرائيلي والمسلحين المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة،واوضح للحضور ان الحرب ليست بين جيشين نديّن ليتم مطالبة الشعب الفلسطيني بوقف اطلاق النار، فالحرب تدور بين احتلال عنصري قوي متسلح باحدث انواع الاسلحة وبين شعب لا يملك سوى السلاح البدائي، وقد تحدثت عزمي بشارة بجرأة وصراحة وقدم موقفا قوميا ووطنيا ناصع البياض. لذا لا يمكن القبول بما كتبه الاخ رجا زعاترة بان عزمي بشارة ضد رمي الحجارة.وحفاظا منا كجمعية لاصدقاء فلسطين في النرويج حرصنا على دعوة ممثل عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة للمشاركة في ندوة سياسية عن شعبنا داخل الخط الأخضر، وسمع الحضور وجهة نظر الجبهة بعدما كانوا عرفوا وجهة نظر التجمع في ندوة سابقة.لذا نحن مع شعبنا ولسنا طرفا في الصراعات تلك، لكننا نرفض مبدأ التخوين بدون اثباتات ودلائل.

 

اذا ما نظرنا امامنا و تلفتنا وراءنا فسوف نجد ان كل ابناء شعبنا الذين صمدوا وصبروا ولم يغادروا البلاد في ارض ال48 هم ضحايا الخريطة،ضحايا السياسة العنصرية للنظام الصهيوني في اسرائيل،ضحايا الابارتهايد الصهيوني،كما انهم ضحايا الدول العربية التي  تخلت عنهم و تركتهم وحدهم لعشرات السنين يواجهون مصيرهم المجهول، وضحايا الطرف الفلسطيني الرسمي الذي تركهم وحدهم وأخذ يسبح في بحر السلام المتجمد. رغم هذا و في نهاية المطاف انتصروا على الوحدة، وانتصروا كذلك على العنصرية واثبتوا انهم جديرون بالحياة والبقاء.

 

رغم كل تلك العوامل استمروا وانجبوا تجارب وطنية كبيرة وراقية،إن كان عبر النضال المشترك مع اليهود من اليسار وفي صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي وراكاح وغيرها،ثم تطوروا وانتجوا تجارب فلسطينية عربية جديدة، تجسدت في بقاء الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كوريث للإرث الكبير، إرث التجربة منذ النكبة حتى سلام الشجعان،ثم برزت تيارات قومية وإسلامية،كان ولازال ابرزها تيار التجمع بقيادة الدكتور عزمي بشارة الذي اثبت انه يستطيع السباحة رغم شراسة التيار.

 

 لقد اظهرت الانتخابات الاخيرة للكنيست أن هناك قوتان أساسيتان في صفوف شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر،هما التجمع و الجبهة، وهنا لا بد من ذكر التجربة الفريدة لأبناء البلد حيث لازالت تلك المنظمة تحافظ على المبادئ والأسس التي أنشأت عليها،لكنها لم تعد بالحجم الذي كانت عليه سابقا.

 

الوحدة الوطنية والتحالف في المعركة ضد العنصرية والصهينوية التي لا تعترف بالفلسطينيين لا في ال48 ولا في أراضي ال67 هو أفضل السبل لتحقيق بعض التوازن في ميزان القوى الذي لازال يشهد تفوقا نوعيا صهيونيا.إذا كانت النية سليمة وكان الهدف واحدا وهو الحرية والاستمرار والتقدم والمساواة والسيادة والاستقلال والحياة،فان مقالات مثل فلان ليس عميلا يجب ان تختفي من الجدل والنقاش الدائر في الوسط الفلسطيني داخل الداخل وكذلك من وسائل الاعلام.

 

انتهى

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنور ياسين يُسَلِم على الحرية
- النظر لعملية تبادل الأسرى بعينين مفتوحتين
- ضمائر حرّة و حيّة
- هنيئا للاسرى ، هنيئا للمقاومة وصبرا يا سمير الكبير
- مؤتمر حركة فتح ، هل سيعقد باسرع من البرق ؟
- ريم الرياشي
- تضامنًا مع الصحفي ذيب حوراني (مراسل -المنار-) الذي اعتقلته ق ...
- نهايات و بدايات
- هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟
- فنان سوري بقلب عربي فلسطيني
- كانت سنة سوداء
- وداعا احمد صدقي الدجاني
- كلمات وطائرة وأفق
- كلمات لروح الأسير الشهيد بشير عويص
- اختراق الجليد ، سلام العبيد ..
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بشارة وبركة ليسا عميلان