أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم مشكور - زيارة وفد مجلس الحكم الى لبنان: لماذا التصرف بعقلية المعارضة؟














المزيد.....

زيارة وفد مجلس الحكم الى لبنان: لماذا التصرف بعقلية المعارضة؟


سالم مشكور

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 04:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما زال المسؤولون العراقيون الجدد، المعارضون سابقا، يتصرفون خلال اتصالاتهم بنظرائهم في الدول الاخرى بعقلية المعارضين المحتاجين لكل مساعدة وخدمة من هذه الدولة او تلك. لم يصدقوا بعد، او بالاحرى لم يتعودوا بعد، على التصرف كرجال دولة تستعد لتصبح اكثر عافية مما كانت من قبل، وبالتالي لن يكون هؤلاء بحاجة الى البحث في توسيع علاقات العراق مع الدول الاخرى، ولا الطلب من الدول الاخرى تقديم التسهيلات للعراقيين، فكل هذا سيأتي وحده، بمبادرة من الآخرين، بل بطلب منهم.
مناسبة هذا الكلام طريقة سلوك المسؤولين العراقيين الذين زاروا لبنان، من طريق الشام، خلال الاسابيع الاخيرة، وآخرهم وفد مجلس الحكم، المجلس الذي كان حتى الامس القريب "غير شرعي ولا يمثل الشعب العراقي" حسب تصريحات كبار المسؤولين الذين استقبلوا بالاحضان وفده الاسبوع الماضي، فسبحان مغيّر الاحوال!
ما لفت في تصريحات رئيس الوفد موفق الربيعي بعد لقائه رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قوله انه طلب منه تقديم التسهيلات لدخول العراقيين واقامتهم في لبنان والبحث في تطوير العلاقات العراقية اللبنانية، والاكثر غرابة وسذاجة، الطلب منه المساعدة في "تحسين صورة العراق الجديد لدى الاشقاء العرب".
هل يعقل ان يصدر مثل هذا الطلب من مسؤول في دولة تملك كل هذا الشموخ والكرامة؟ ومن خوّل السيد الربيعي ان ينتهك كرامة العراقيين بمثل هذا الاستجداء المهين للعراق واهله؟ واذا كان الربيعي يجهل المعايير التي تتحكم بعلاقات الدول كان عليه على الاقل الاستعانة بمستشارين. كان هؤلاء سينصحونه بأن لا يستعجل هذا الطلب لأنه سيتحقق تلقائيا. يكفي ان يهتم المسؤولون العراقيون بترتيب الوضع الداخلي العراقي واعادة الكرامة والعزة للمواطن العراقي بعد طول استلاب، ويسرعوا في تحسين الوضع الاقتصادي، عندها سيأتي الآخرون ليشيدوا بـ"العراق الجديد" ويطلبوا هم تحسين العلاقات معه، ويعرضوا التسهيلات الكبيرة لدخول العراقيين الى دولهم، اقلها الغاء التأشيرة واجور الاقامة وشروطها، كما هو متوافر لرعايا الدول العربية الغنية في لبنان.
بل ان الساحة العراقية تستقطب منذ الآن المستثمرين والبضائع ورجال الاعمال وبينهم اللبنانيون، وهم محبوبون ومفضلون من العراقيين، وبالتالي كان على الربيعي وباقي المسؤولين العراقيين ان يتصرفوا بأسلوب اكثر رفعة وانفة من هذا الموضوع.
على مدى اكثر من عقد عاش كاتب هذه السطور احلى سنوات حياته في لبنان لكن هاجسه الدائم كان الاقامة وتجديدها السنوي واحتمالات الاستدعاء للتحقيق، كما حدث مرة، لمعرفة هل انني معارض عراقي ام لا. لكن ختام تلك الاقامة الطويلة والتجذر النفسي والعائلي في هذا البلد الساحر كان ان تلقيت اتصالا هاتفيا يهددني فيه العنصر بأن علي الاسراع بدفع غرامة التأخير وتجديد اقامة زوجتي والا فسيتم سجنها. وفي ذلك اليوم نفسه سمعت احد المسؤولين يصرح بأن "لبنان بلد كل العرب"، حينها احسست ان العبارة غير مكتملة اذ كان عليه ان يضيف الى تصريحه كلمة "الاغنياء" ليكون صادقا. لم يكن امامي حينــها غـير قــبول عرض عمل خارج لبـنان كنت مـترددا في قبوله، لأغادر البلد الذي عشقته وقررت ان اعيش فيه العمر كله، مجروحا ومشدودا اليه بكل الحنين.
سيستعيد العراقي عافيته وسيعود "غنياً" وبتسهيلات رسمية كبيرة، الى احبابه واصدقائه في لبنان وستزدهر بحمدون وباقي المصايف التي تتذكر الآن وبكل حب واعتزاز، المصطافين العراقيين، وسيعود المثقفون العراقيون الى نظرائهم اللبنانيين، والى مقاهي بيروت ومنتدياتها. سيعود للعراقي كبرياؤه الذي جرحه العهد البائد، وجعله محل استهانة الآخرين. من اهم الدروس التي يجب ان يتعلمها المسؤولون العراقيون الجدد هي ان يضعوا كرامة العراقي في الداخل والخــارج فوق كل اعتبار، فلم يهن العراقي على الآخرين في العقود الغابرة الا لان  نظـامه البائد استهان به واهدر كرامته.
عليهم ان يتعلموا كيف يتصرفون كرجال دولة غنية ستجتاز محنتها وتستعيد عافيتها وان يوقنوا بأنهم لم يعودوا معارضين يعيشون هاجس الفيزا والاقامة.
والعلاقات بين الدول تحكمها المصالح وعــناصــر الـقوة المادية والسياسية ولـيس العــواطــف التي طبعت تصريحات رئيس  وفد مجلس الحكم العراقي في بيروت.
سالم مشكور



#سالم_مشكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة لصدام ولنهج عربي
- هل يتنصل الاميركيون عن وعدهم بالفيدرالية؟
- براغماتية مؤسلمة
- ندوة مغلقة: تركيا ودورها العراقي
- عبـثــيــة النـقـــاش مـع المؤمــنـــيـن بالاســـتـبـداد
- عندما يتوقف الزمن عند بعض قادة الاسلاميين العراقيين
- الذكرى السنوية الثالثة للمواجهات في جامعة طهران الحركات الطا ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...
- عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات ...
- أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو ...
- ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة ...
- البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب ...
- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سالم مشكور - زيارة وفد مجلس الحكم الى لبنان: لماذا التصرف بعقلية المعارضة؟