أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالاله البياتي - الاحتلال














المزيد.....

الاحتلال


عبدالاله البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ادا كان النظام السابق قد قاد العراق الى مآسي وكوارث واضطهاد وانقسامات فأن الاحتلال ومارافقه من خراب وتدمير وتعسف وسياسات قد ضاعف ما يعانيه العراقيون وجعل الخلاص من هده المعاناة مرتبطا بالخلاص من الاحتلال واسترجاع السيادة
ولم يعد التساؤل اليوم هوعلى رفض اوقبول الاحتلال فالعراق باجمعه وبكل هيئاته وتياراته السياسية والدينية والاجتماعية متفق على ضرورة التخلص منه واسترجاع السيادة فكل التساؤل هومتى سيتم ذلك وكيف.
فلقد بات واضحا الان للجميع ان الاحتلال غيرقادر على حل اي من المشاكل التي يجابهها العراق بل وان مشاريعه واهدافه وسياساته المعلنة والجارية تزيد من معاناة العراقيين وتؤخر حلها ان لم تزيدها تعقيدا
وليس عجيبا لذلك ان المحتل قد اصبح اليوم كراكض وراء السراب فمشاريعه التي ينفذها باسم الديموقراطية لن تمر ان لم يقضي على الهوية العربية الاسلامية للعراق ويجهز على كل التيارات القومية والاسلامية واليسارية وان لم ينجح في اثارة الحزازات والصراعات القومية والدينية والطائفية وان لم ينجح في السيطرة على ثروات العراق الطبيعية ويسخرها لمصالحه وان لم يستطيع اذلال هذا الكادر السياسي والاداري والتكنيكي الواسع الذي يملكه العراق داخل الدولة وخارجها داخل العراق وخارجه على ان يجري كل دلك برضى
العراقيين وامام انظار العالم باجمعه
لا احد يمكن ان يصدق الكلام عن الديموقراطية فالاحتلال بحد ذاته هو اعلى اشكال الديكتاتورية لانه ينكر بالقوة العسكرية على شعب العراق سيادته على ارضه وحقه في ادارة شؤونه بنفسه.
 ولسنا بحاجة الى خبرة سياسية كنيرة لنعرف ان العراق هومهد الحضارة العربية الاسلامية ولن تستطيع اي قوة مهما بلغت قوتها وجبروتها ازالة هويته واعتزازه بها وان المس بهذه الهوية سيثير معارضة متزايدة في صفوف العراقيين بل وان واكثر ما يحتاجه العراق اليوم هو التمسك بهذه الهوية والى تحقيق السلام مع الدول العربية والاسلامية المجاورة وتوثيق  التعاون معها جميعا كطريق للخروج من محنته 
 ولسنا بحاجة الى معرفة عميقة بتاريخ العراق ومجتمعه لنعرف ان سياسة فرق تسد باسم اجتثاث البعث او مواجهة السنة لن تنجح في اذكاء الصراعات بين ابناء البلد الواحد فالمجتمع العراقي ورغم كل الاختلافات القومية والدينية والمذهبية والطبقية مشبع بقيم العيش المشترك العميقة في حياته. وكان كافيا لاظهار هذه الحقيقة ان يقوم المحتل بالغاء الدولة لتبرز الى العلن قيم التضامن الوطني والديني وقيم الانتماء المديني والتعاطف العشائري والعائلي هده القيم التي التي تشكل قوة المجتمع العراقي والتي ساهمت الديكتاتوريات المتعاقبة السابقة في سحقها
اما اثارة الاختلافات بين القوى القومية والاسلامية واليسارية باسم صراعات الماضي  ان العراق يملك من الكادر السياسي الواسع المدرك لضرورة اقامة كتلة وطنية موحدة تناضل من اجل استعادة السيادة وبناء عراق ديموقراطي والمدرك ان محاكمة صراعات الماضي ينبغي ان تنير طريق  وحدة  اليوم لا ان تعيق تشكلها والمدرك لخطورة السماح للمحتل ان ينفرد بهذه التيارات واحدة بعد الاخر
ومن النافل القول ان كل القرارات التي تتخذ في ظل المحتل وخصوصا القرارات الدستورية والقرارت المتعلقة بالثروات الوطنية هي قرارات مؤقتة ولا تملك صفة الالزام لشعب العراق ولن تكتسب اية شرعية دولية   
ان المحتل يركض وراء سراب فكلما كشف عن مشاريعه واهدافه كلما توسعت المقاومة باشكالها المتنوعة وكلما استخدم القوة ضد المقاومة كلما انكشفت مشاريعه
نحن لا نستهين بقدرات الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية والسياسية ولكن القوة لا تخلق حقا وكل هذه القدرات هي اضعف من ان تصمد امام حق شعب عريق يريد ان يحكم نفسه بنفسه هذا الحق المكفول له في كل الشرائع والاتفاقيات الدولية والذي يتمتع بتاييد كل المنظمات العربية والاسلامية و الدولية
ان المشروع الامريكي في العراق هومشروع فاشل سياسيا واقتصاديا وعسكريا وستدفع الولايات المتحدة ثمنا باهضا للاستمرار في تنفيذه  ومن الاحسن والاجدى للعراق ان ترحل  الولايات المتحدة عن العراق سريعا وان تستخدم قدراتها في مساعدته على بناء دولة ديموقراطية حقا ومستقلة حقا فليس هناك ديموقراطية بدزن سيادة وطنية
ولن يتم ذلك الا من خلال انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف الجامعة العربية والامم المتحدة لتشكيل جمعية تاسيسية تصع دستورا دائما وتشكل حكومة شرعية. وما غير ذلك هو تضليل وسراب
عبدالاله البياتي
31/12/2003    



#عبدالاله_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول العراق بمنظوربغدادي
- رسالة الى زلماي خليل زادة
- الحرب على العراق والديموقراطية


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالاله البياتي - الاحتلال