|
الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (3)
عادل ندا
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 07:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو قمنا بدراسة أى مقدمات بقراءة تحليلية علمية بحتة، لأمكن إستنتاج نتائجها المنطقية، بدرجة عالية من الصحة والدقة. هذا ما يسميه الماديون بالحتمية، ويطلق عليه المثاليون بالقدرية. الحتمية والقدرية تسميتان لرؤيتان، لظاهرة واحدة هى الواقع كما خبره الإنسان. الأعلى من ذلك أن المستقبل أصبح صناعة، تخضع للإرادة الإنسانية. فنحن من يصنع المستقبل الذى تحدده إختياراتنا. فإخياراتنا تصبح مقدمات جديدة. فالواقع الحالى+الإختيارات= المستقبل مثلا "ستنهار أمريكا" جملة قد تصبح هدفية، لو رددها البشر وفكروا فيها مليا ، ورغبوا فيها بشدة، وشحذوا طاقتهم وهممهم فى هذا الإتجاه. ستنهار أمريكا فى زمن ما، طبقا للهدف. الهدف هو كتلة والطاقة المغذاه بها الكتلة. وفى المقابل درجة شدة المقاومة ومدى كفاءتها العملية. هكذا يصنع الإنسان المستقبل ولا ينتظر حدوثه الحتم قدرى. فأفضل طريقة لقراءة المستقبل هى صنعه. السؤال هو: هل نريد الإنهيار لأمريكا؟ إذا ما تعودنا ورغبنا فى مزيد من النضج الإنسانى. النضج الإنسانى بمعنى زيادة درجة الرغبة فى تحمل المسئولية البشرية. وعدم إعتماد من يحس أنه أضعف على من يحس هو نفسه بأنه أقوى. رفض الإزلال النسبى. رفض العبوديه النسبية. إزعان بمعنى إذا جاءك الغصب أقبله، وكأنه ما تريده. التحرر الإنسانى الحقيقى. الجثارة والجرءة فى تحقيق العدل، حق، ليست كما العدوان الظالم الذى يتصف به أصحاب فكر الغاية تبرر الوسيلة. الجثارة والجرءة بناء، أما العدوان فهو هدم. الأخلاقيون يمتلكون الجثارة والجرءة بينما الا أخلاقيون يمتلكون العدوان المنظم. الأخلاقيون لا يخافون الموت، فهو خير، بينما يرعب الموت اللا أخلاقيون. فالموت أفضل من الحياة الزليلة حتى ولو بدرجة ما. إنهيار أمريكا لا يعنى إنهيار الغالبية العظمى من الأمريكان البسطاء ولكنه يعنى أن تأخذ أمريكا (الأمريكان) حجمها الطبيعى كما أخذت بريطانيا حجمها الطبيعى بزوال المستعمرات سابقا. علما بأن حجم بريطانيا (الإنجليز) الطبيعى أقل مما هى عليه الآن فى الصورة المشبوهة التى نرسمها للواقع. ونتحسر عليه. بخرف، اليس كذلك؟ يتبنى البشر أفكارا يستحيل ولا يجوز ولا يصح تطبيقها أساسا. ويطبقونها بالقوة. وهذا هو التخريف. وعوى الإنسان ذلك أو لم يعى. فلماذا لا أتبنى فكرا يمكن تطبيقه، ويتماشى مع فعل طبيعة الأمور وتطورها الطبيعى؟ فكرا يقف ضد الظلم والقهر والإستغلال والسرقة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وبالقانون التمييزى الذى يكيل بمكيالين. فلقد دقوا طبول الحرب، الحرب منذ الأزل. فرهبنا فتركنا الساحة للمعتدون. على الجميع إعلان الحرب. حرب إنسانية على الظلم والقهر والإستغلال والسرقة والقتل، وكذلك على الجهل. أنا لست مثلكم أيها الديمقراطيون، إدعاءا وتخريفا. يعيشون مرحلة الصراع العدوانى الإستحواذى والفصل والتمييز. وافكار الديمقراطية المثالية كأى فكر مثالى يساء إستغلالها فى ظل هذا المناخ و فى ظل النظم المبنية على الفساد. الدكتاتور العادل قد يكون أفضل من الليبرالى أو الديمقراطى المجرم. والمتكسبون من الإجرام. مرتزقة يبغون الفساد عمدا. "الحكم مشتق من الحكمة وتعني تحقيق العدل، والحاكم هو منفذ العدل أو من يتحقق العدل على يديه." الدكتور وليد سعيد البياتي الديمقراطية لا يمكن أن تكون فضيلة عندما تكون نتيجة تطبيقها ونشرها ما يحدث للفلسطينيين والعراقيين والأفغان وروندا ووو... من دمار وتخريب وسرقه. ناهيك عن ملاييين الجوعى والمرضى والمعذبون فى جميع أنحاء العالم. المهم هو الديمقراطية وليسقط الإنسان. غالبية البشر فى النظم الرأسمالية تعيش على الديون ومهددة بالفقر والجوع والطرد من مساكنها إذا تعثرت فى دفع الديون، والمهم هو المحافظة النظام الرأسمالى ومكاسب الأغنياء، وليسقط الإنسان. تتعاملون مع أنفسكم وتحاولون أن تتعاملوا معنا كرعاع وعبيد ونحن أحرار لنا كرامة إنسانية ونموت دونها، ولا نستسلم لما تحاولون إجبارنا عليه. ليس يعنى أنك تعودت على ان تكون عبدا، عبدا للنظام وللأقوى فى النظام، أننا مثلك، سنقبل عبودية أحد لنا. عملتم غسيل مخ للبشر فيرون ما تريدوا أن يروه. أول مسمار فى نعش أمريكا هو الوعى وطاقته الوضعية. النظام الذى نريده هو النظام الذى لا يفرق بين أمريكى وأفريقى فى كل الحقوق والواجبات. النظام الذى نريده هو النظام الذى لا يفرق بين يهودى وفلسطينى فى كل الحقوق والواجبات. النظام الذى نريده هو النظام الذى لا يفرق بين الغنى والفقير، فى كل الحقوق والواجبات. ال................ إذا لم تحكم بالعدل، فإنسى وقل على الدنيا السلام. ما نعيشه اليوم مسخرة أيها المخرفون كيف يعقل أن نرسم حدودا بين المغرب والجزائر، ولكى يحضن الأبن أمه التى يراها بعينيه على الحدود، يذهب الى الجزائر العاصمة ويأخد طائرة الى الدار البيضاء ثم يذهب الى الحدود ليقابلها؟ ناهيك عن الإجراءات. معلش شوية تخاريف. وبلاش نتكلم عن غزة ولا الحرب على الإرهاب
#عادل_ندا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (2)
-
الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (1)
-
دولة إسرائيل وهم (21)
-
دولة إسرائيل وهم (20)
-
دولة إسرائيل وهم (19)
-
دولة إسرائيل وهم (18)
-
دولة إسرائيل وهم (17)
-
دولة إسرائيل وهم (16)
-
دولة إسرائيل وهم (14)
-
دولة إسرائيل وهم (13)
-
دولة إسرائيل وهم (9)
-
دولة إسرائيل وهم (7)
-
دولة إسرائيل وهم (6)
-
دولة إسرائيل وهم (5)
-
دولة إسرائيل وهم (3)
-
دولة إسرائيل وهم 1
-
مع خالص إحترامى لعقلى
-
من وحى فيلم الفالوجة
-
دعوة الى رحلة مع الجمال
-
لا أهلا ولا مرحبا بك يا بوش
المزيد.....
-
مصر.. كيف تأثرت القيمة السوقية لشركة حديد عز بعطل في مصنع؟..
...
-
تونس.. البرلمان يصادق على فصل يهم التونسيين المقيمين بالخارج
...
-
جميل ولكنه مؤذ.. مقتل 5 أشخاص إثر تساقط الثلوج في كوريا الجن
...
-
اعتذار متأخر: بوتين يعبّر عن أسفه لميركل بسبب حادثة الكلب
-
أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة م
...
-
السودان.. وفاة 4 أشخاص جوعا في غرب أم درمان
-
سحب ملحق إلكتروني لـ-ساعة آبل- من الأسواق بعد اكتشاف عيب خطي
...
-
المغرب - إسبانيا: تفكيك شبكة لتهريب المخدرات من المغرب بطائر
...
-
قاذفات بي-52 الأمريكية الضخمة تحاكي قصف أهداف معادية في المغ
...
-
تونس: قيس سعيّد يشدد على أهمية إيجاد نظام قانوني جديد لتحفيز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|