ماجد زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
فارقنا قبل الاوان كامل شياع المستشار في وزارة الثقافة ، المثقف الغيور والمناضل الشهم الذي اغتيل ظهر يوم السبت على ايدي قوى مجرمة ظلامية تحاول ان تطفئ شعلة الثقافة . لم تستهدفه لشخصه وانما ارادت ان تنال من القيم الفكرية التي يمثلها الشهيد ، قيم الثقافة التقدمية والانسانية والفكر الحر وحقوق الانسان والتسامح .
الرصاصات الغادرة توجهت الى مثقف بارز وباحث جاد واعلامي صادق وكفاءة وطاقة متجددة لبى نداء الوطن من منفاه في بليجيكا الذي دام حوالي ربع قرن جراء عسف الدكتاتورية واضطهادها للديمقراطيين والمثقفين ليسهم في بناء العراق الجديد .
عرف كامل شياع بين رفاقه ومحبيه واصدقائه والعاملين معه بدماثة الخلق ومنتهى اللطافة وحب الناس والتعاطف مع قضاياهم وتأصيلها ومسعاه الدؤب لخدمة الثقافة والمثقفين :
لم يكن طائفيا او متزمتاً ولامتطرفا الا في حبه للوطن ودعوته الى التسامح والسلام ونبذه للعنف. تعرفت عليه قبل اكثر من عشر سنوات كان في زيارة الى شقلاوة للتعرف على التجربة الكردستانية ودعوته للعشاء ورافقنا اثنان من الحماية فقال : عشاء تحت الحراب ؟ ذكرني بذلك قبل ايام فمازحته : اليس الان نعيش تحت هذه الحراب في الاماكن العامة والخاصة ، بل وفي بيوتنا ؟
كانت مشاريعه الثقافية خضراء ، حمل فيهاالامل والعمل والهم لاعادة بناء ما دمرته الدكتاتورية الصدامية وترميم الخراب الثقافي والنفسي للانسان العراقي على مبادئ الاعتراف بالاخر والحوار والتفاهم وتوسيع المشترك ، كان دائما يقول الانسان اثمن رأسمال ببنائه نستطيع ان نستعيد عافية الثقافة من جديد .
ان ارتكاب الجرائم الشنيعة باسلوب الاغتيال والعبوات اللاصقة للكوادر والكفاءات لاتطفئ الافكار ولن تثني اهل العزائم عن بناء الدولة العصرية الضامنة للحريات المدنية .
#ماجد_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟