أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابوالقاسم المشاي - شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !














المزيد.....

شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 05:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التكوين المعرفي للخطاب العربي يعاني منذ أزمنة بعيدة حالة ترقب وارتباك إنها "شوزفرينيا" تاريخية حفرت ونهشت اللغة بمعاول مراحلها المتعددة داخل دائرة ضيقة منكمشة بحدة ومؤطرة برؤية سلفية غير قبلة للتحريف أو الخروج به من حالة ( الأزمة ) إلى منطقة التفاعل مع الواقع والتأثير فيه، بل مكتفياً بأن يسكب على نفسه أحماض القلق المركزة والمتوارثة في محاولة يائسة للتخفيف من عطش الأسئلة ودرجة الاكتئاب وفيزياء التواصل الميتة ومؤد لج وبأحكام غائية رهينة المبررات الجاهزة والهوامش المغلقة بغموض النوايا دون الطرق على أبواب ومفاصل الأزمة التي يعانيها التفكير (باستثناءات محددة جداً ).

فمشروعية الخطاب العربي المؤسساتي عاشت تتداول القطائع والتضاد والتصادم والانهيار المفاهيمي في التواصل واعادة تشكيل آلية الخطاب ذاته وتحديد مساره بما يتماشى مع مراحل التطور الفكري والصراع الثقافي العالمي والتصدير الأيديولوجي في عروضه الجديدة ( خاصة ) وبمختلف تجلياته واتجاهاته فقط حالة اهتمام وتوارد خواطر خارج الحدث ومراجعات نظرية عقيمة بعيدة عن التداول والمواكبة والفاعلية القادرة على الإنتاج ( بالمفهوم الثقافي ) وبشروط مشروعة أي تلك التي تتسع وتسمح بإعادة قراءة التاريخ ورؤية الآن ومنهجيته دون قطيعة معرفية مع الأمس لكن بتواصل وتأصيل و استمرارية التمازج مع النسيج الفسيولوجي الحي للفكر التاريخي العربي وخطابه.

حالات متكررة من الإنعاش العضوي وإصرار منقطع النظير وهوس دائم وكبير بالاستيراد المعلب لمفاهيم تغييب وتسطيح جعلت حالة التفكير اغتراباً ومنفصلاً مع ( الأنا ) المنتجة للخطاب الذي ظل رهين البحث والنصوص والاستطلاعات الغربية لمحفظة وأدراج الثقافة العربية ونحت لمفاهيم أخذت شوطاً في تغلغلها منذ النهضة إلى الثورة الصناعية مروراً بمراحل لاحقة ساهمت دون أدنى شك في تقديم جرعات وحقن تخدير مسكونة بحالة التملك مع إضافة قليل من المعقولية الملونة حتى أصبحت موضة اليوم وصاغتها المرحلة الجـاهزة وأدواتها ( كإتلاف ) في مشاريع الاستسلام والتقسيم والهيمنة والمناورات والاعتماد على اقتصاد الآخر... وأصبح بذلك الموجود والمؤثر تماماً وبحرية التصرف في تراثنا، ونتائج ذلك هو أننا أقمنا ستاراً حديديا محكما على التراث الفكري العربي والتعامل معه بجمودية دون المساس به أو تجاوزه والاختلاف معه يعد كفر والحاد وخروج عن الطاعة ، والخروج عن الطاعة أصبح يمثل عصياناً مدنياً وجرماً بموجب القوانين السلطوية الغائية ( الطاعة... الحاكم بأمره... نظرية المؤامرة... الاتهام الأبدي بالخيانة...) التي حفرت وكتبت على جسد الإنسان العربي في الوقت الذي أصيبت فيه الحناجر ببكتريا اللغة وجراثيم الخيبة بفعل المناداة بالحقائق التي يحتمها علينا التاريخ ويصبغها الواقع.. ، ومن حقوق الانسان العربي والدفاع عن كرامته وتقرير مصيره والحفاظ على موارده وتحقيق ذاته ووجوده على أرضه وبناء مستقبله وفق مشروع يتضمن ويضمن الخروج به من حالة العواطف والمراهقة والنزيف والاغتراب إلى مرحلة تاريخية فاعلة واقعية لا تحمل كثيراً من المعاناة والتغييب والغياب، لأن العالم يشهد اليوم تغيرات كبرى وقوى تنتج التجاوز وتدافع عنه متمسكة به، أيديولوجياً، ثقافياً، إعلامياً ، مدعوماً بترسانة اقتصادية وعسكرية ، أنها وببساطة جداً مرحلة تاريخية تكرس التحديد للمكان والزمان وتنطلق من مفهوم الوجود الجزئي إلى الحضـور الكلـي ( الهيمنة وفق المفهوم الليبرالي الجديد )، ومع ذلك لازال الخطاب العربي مبحوحاً ومكثفاً ومحنطاً والتفكير المؤسساتي الحكومي يراهن على "الجيولوجيا" التاريخية .              
فهل كتب على المشروع الثقافي ( الفكري ) العربي أن يكون مثل الكائنات الجيولوجية المتكونة بفعل تراكم الآثار ؟!

كاتب ومفكر - ليبيا



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات الخطاب ... صراع التأويلات قرأة في مفهوم التجاوز - جزء ...
- استنساخ الايديو - الثقافي ورهانات ما بعد العولمة


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابوالقاسم المشاي - شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !