|
هكذا نصفق للاعتقال السياسي.....!
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 08:08
المحور:
حقوق الانسان
أثار اعتقال المهندس مشعل التمو خطفاً ، في فجر الخامس عشر من شهر آب اللّهاب 2008 ، و هو يستقلّ سيارته الخاصة ، على طريق كوباني " عين العرب " حلب ، الكثير من الأسئلة حول ما يتركه مثل هذا الاختطاف الأمنيّ من قلق عام ، عارم ، ليس بالنسبة إلى المعتقل ، وذويه ، ومعارفه ، وأصدقائه ، بل ومجتمعه ، والرأي العام على حد سواء......!.
لا أعتقد أنّ أحداً لا يقبل بتطبيق القانون ، وإحالة كلّ من يخالف القانون إلى القضاء ، شريطة أن يكون نزيهاً ، شفّافاً ، عادلا ً ، غير سياسيّ ، يعطي للمرء ماله ، وما عليه ، دون عسف ، أو إكراه ، أو تجنّ.....!
بيد أن عملية اختطاف المواطن المطلوب أمنيّا ً ، أيّاً كان ، وعدم منحه فرصة إعلام ذويه بما تعرّض له ، لحظة الخطف أو الانقضاض عليه- وهو من أبسط حقوقه كإنسان – بل الاستمرار في التكتّم والتعتيم على ما تعرّض له ، كما في حالات موصوفة ، ليس من شأنه إلحاق المزيد من الأذى النفسيّ ، والروحي ّ، والجسديّ ، بشخصه ، فحسب ، بل إن ذلك ليتعدّى دائرة شخصه ، كي يتمّ معاقبة ذويه الأبرياء ، من زوج ،وأبناء ، وبنات ، وأخوة ، وأخوات وأقرباء ، ومحبين ، بل ومجتمع .....!
هذه الفكرة تحديداً ، انتابتني ، وأنا أزور أسرة الكاتب والسياسي الكردي البارز مشعل التمو ، وهنا أنا لست في معرض الدّفاع عن آرائه ، الخاصة به ، فهي شأنه الشخصيّ ، بل في معرض الدفاع عن حرية رأيه ، وسواه ، أياًّ كانوا ، الدفاع عن حرية الرأي بشكل عام ، كما يمنحنا إياه القانون السوري ، ما دامت الأفكار سلميّة ، ضدّ العنف ، تدور ضمن دائرة الحرص على وطننا ومواطننا ،و إطار وجهة النظر، مع ما ترتبّه من اختلاف مقدس مع الآخر.....!.
ثمّة أسى عميق جداً ، استشففته في نفوس جميع من التقيتهم في بيته ، من أهل ومحبين ، وأنا في معرض التخفيف عن وطأة ألمهم ، وأساهم ، رغم أن من يعمل في الشأن العام ، ضمن واقعنا - حيث اختلال المعادلة - يبدو وكأنه مجرّد مجنون ، شاذّ ، يقامر براحته ، بل وبحياته ، ويضع في حسبانه أيّ مصير قد يتعرّض له ، وهو ما يعرفه كلّ من حوله ، ويقرّ به ، في اعتراف غير مرئيّ ، مسلّم به ....؟
شخصيّاً ، إنّني أمقت حجز حريتي ولو لمجرّد ثانية ، واحدة ، من الوقت ، ولست من هؤلاء الذين يستهوون الظلام منادين: "يا ظلام السجن خيم ....... إنّنا نهوى الظلام....!"-مع احترامي الكبير لبطولات هؤلاء الذين ردّدوا طويلاً هذه الميميّة - ولاسيّما أنّنا في وطننا ، وبلدنا ، الجميل بحقّ ، والذي لم أتمكّن ولن أستطيع ، ولا أفكّر- كشخص- بالاستعاضة عنه بكل بلدان العالم -رغم توافر ذلك لي في أكثر من مثال - البلد الذي نحرص على أن يكون منيعاً قويا ً ، نريد له كلّ الخير ، بل وإن كل ما أقوم به ، ليجعلني أن أكون – وفق مثل هذا الخلل المشار إليه - في كلّ برهة ، قاب قوسين وأدنى من هذا العالم الجحيميّ ، دون أن تردّد- أبدا ً - بسبب تصوّره ، وأنا أعرب عن قناعاتي ،كما يمليها علي الضمير الوطنيّ والإنسانيّ ، هذا العالم الذي لا أتمنّى لأحد من أبناء بلدي سوريا ، بل العالم كلّه أن يزجّ فيه، وإنّني لأجزم ، أنه ليس من أحد في المعمورة يعدّ "غاوي سجن " فطرةً ، في ما إذا كان سوياًًّ ، معافى عقليّاً ، وإن كان هناك من طرق سلمية حضارية عمادها الحوار ، يمكن اللّجوء إليها ، في ظلّ هيمنة الحبّ والحرص المتبادلين بين جميع أبناء بلدنا ، وأظنّ كلّ مواطن شريف ضمن هذا الوطن ، حريصاً على ذلك....! ؟ .
أجل ، رغم مقت- حلّ الاعتقال ومرارته- إلا أن الظروف التي يخلقها الاختطاف ، حيث التعامل بأعصاب باردة مع ذوي المعتقل ، في هذه الحالة ، وهو استهتار ليس بحقوق المعتقل ، بل حتّى بحقوق ذويه ممّن يعانون الأمرّين في ظروف فرض العزلة عليه ، بعيداً عن العالم الخارجي ، ممّا يدفع بأهله أن يرحبوا- حتى بالاعتقال المرير- ،رغم وضوحه ، كما في حالة الأستاذ مشعل .....!
كمواطن سوري ، غيور على كلّ ذرّة تراب من وطني ، وعلى كلّ غصن شجرة ، وعلى كلّ مواطن ، وكلّ طائر ، وكلّ فراشة ، وكلّ نجمة معلّقة في سمائه ، وأتوجّه بندائي إلى كلّ الغيارى والشرفاء في بلدي ، وأقول : في بلدي .....، أن يتمّ إلغاء هذه المفردة القميئة التي تسيء إلى سمعة بلدنا ، الذي نريده أن يكون مثالاً في الأمان الحقيقي ،لا أن يستمرّ- أي الاختطاف - كأحد الأساليب العقابيّة الجماعية ، بطريقة بدائية لمعاقبة أسرة المعتقل ومجتمعه ، دون ذنب اقترفوه.......!
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشعل التمو وسطوات الخطّ الأحمر
-
أعلن الحداد الرسمي
-
واحد ثمانية ........!
-
محمد موسى كما عرفته....!..
-
مزامير -سبع العجاف -:
-
نحومؤتمر لأحزابنا الكرديّة في الدّوحة:
-
وتستمرّ المجزرة....!
-
حوار مع الباحث المناضل جبران الجابر:
-
بدل -بول-
-
بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في ....دمشق...!
-
مهرجان قامشلي الشعري دون شعراء قامشلي
-
المازوت أوّلاً.....!
-
بيان شخصي ضد ّالهجرة:-هنا الحسكة- في .... دمشق...!
-
المازوت أولاً
-
مرثاة الدم الأخضر
-
إطمئنوا ....وطمئنونا عنكم*......!
-
طلب انتساب إلى إعلان دمشق...!
-
هذا القائد هذا الموقف
-
هذا الاجتياح الهمجيّ هذا الإجماع الكردي...!
-
سامية السلوم في كتابها الجديد - صراع الآلهة -
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول 66 من 337 مهمة إنسانية إلى
...
-
اقتحامات واعتقالات بمدن الضفة وتصاعد اعتداءات المستوطنين
-
بيان إدانة الاعتداءات الوحشية على سكان قرية كاخرة في عفرين
-
الأردن يُعلن تسلم جثمان ماهر الجازي منفذ هجوم معبر اللنبي وي
...
-
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يغادر الأحد إلى نيويورك للمشار
...
-
الأونروا: نحن العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة
-
اعتقال نجم الراب -ديدي- إثر لائحة اتهام -غير معلنة-
-
محامون يطالبون باعتقال ومحاكمة جندي إسرائيلي في مراكش بـ-قان
...
-
إسبانيا تعلن اعتقال تاجر مخدرات من أكثر المطلوبين في أوروبا
...
-
أجبروني على ارتداء زي الجيش وتفتيش المنازل
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|