ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 02:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ربما لطيبة الانسان العراقي التي تصل احيانا الى درجة السذاجة ، فتراه يصدق الآخرين ، وحين يصطدم بالواقع لايستفيد من الدرس وان كان مؤلما ، الامر الذي يعطي الآخرين فرصة استغلاله لمرات وليس لمرة واحدة ، وهذا يعود لطبيعة العراقي المجبولة على الخير والصدق وحب الناس وحبه للمال ايضا ( ويحبون المال حبا جما ) وهذه الخصيصة دفعت الكثير من الرؤساء الذين تعاقبوا الخلافة على العراق وشعبه الى انتهاج سياسة ( المال او السيف ) وهذا ماخلق حالة الازدواجية التي يراها البعض من اسوأ ماتعانيه الشخصية العراقية .
مناسبة حديثنا اليوم عن طبيعة الشخصية العراقية هو التحذير الذي اطلقه البنك المركزي العراقي من التعامل مع شركات المال غير المجازة رسميا منه ، اذ الخشية اليوم من تكرار انموذج سامكو الذي اصطنعه بعض ازلام النظام السابق وفي مقدمتهم الطاغية الصغير المقبور عدي الذي استولى على اموال المواطنين الذين اغرتهم الفوائد المالية التي كان يدفعها المدعو (سامكو ) حتى دفعهم طمعهم الى تشغيل الملايين لديه للحصول على فوائد هي في الاصل اموالهم التي تعود اليهم بخدعة انطلت عليهم ووقعوا تحت سحر تأثيرها حتى حانت الصدمة التي لم يتسف البعض منها حتى يومنا هذا وعاد ليكرر الخطأ ذاته .
اليوم تشير وسائل اعلامنا المحلية الى تجمع العشرات من مواطني محافظاتنا في الجنوب امام مبنى مجلس محافظة واسط مطالبين المسؤولين بالتدخل والمساعدة في اعادة اموالهم التي استولى عليها احد المستثمرين وهروبه خارج العراقوطالبوا باعادة مبلغ يزيد على ( 200 مليون دينار ) كانوا قد اسهموا بها في احدى شركات المقاولات في بغداد التي تعود عائديتها لاحد المواطنين من مدينة واسط !!
وليس امام المواطنين المخدوعين ( المضروبين بوري على حد تعبير الباعة في الاسواق ) سوى اقامة الدعوى على المحتال ( القانون لايحمي المغفلين عادة ) ، وكان عليهم ان يتأكدوا من مصداقية وقانونية هذه الشركة التي يقال عنها انها جهزت الوزارات بالمواد والمعدات منذ اكثر من ثلاث سنوات فبلع المخدوعون الطعم وفر النصاب بأموالهم الى جهة مجهولة .
لقد أهاب البنك المركزي بالمواطنين الى الحذر واليقظة من الاستثمار في شركات غير مجازة رسميا لانها على حد وصف بيان البنك المذكور تقوم بعمليات النصب والاحتيال وغسيل الاموال ، واكد البيان ظهور عدد من الشركات الوهمية التي تمارس عمليات النصب والاحتيال المالي في المحافظات لقاء وعود بفوائد مالية عالية جدا تفوق فوائد الجهاز المصرفي مايؤدي الى سرقة اموال المواطنين والقيام بعمليات غسيل الاموال ...
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟