أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجيب عوض - العراق ما بين الـتفاؤل والتشاؤم: هل الديمقراطية عكس المقاومة؟















المزيد.....

العراق ما بين الـتفاؤل والتشاؤم: هل الديمقراطية عكس المقاومة؟


نجيب عوض

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 05:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  تتضارب الآراء في الساحة الثـقافية والسياسية العربية حول عراق ما بعد الحرب والوجود الأمريكي الإحتلالي والعمليات العسكرية ضده. وتختلف ردود الأفعال والمواقف, المناوئة منها والمناهضة, من مجلس الحكم العراقي المنتخَب مؤقتاً لإدارة شؤون العراق الخارج من قمع واستبداد النظام السابق. وتطالعنا صفحات الجرائد والدوريات وشاشات الفضائيات العربية بالموقفين المتـناقضين التاليين:
     الموقف الأول يمكن وصفه بالموقف التفاؤلي الذي ينظر أصحابه للوجود الأمريكي وللوضع السياسي في العراق على أنهما أزمة مرحلية لا مفرّ منها لتحقيق هدفٍ أسمى, فرضت الوقائع وشاءت التداعيات السياسية بأن يكون حلاً لا بديل له لخلاص العراق من طغيان النظام الديكتاتوري السابق وبدايةً لنشوء عراقٍ حرٍ, ديمقراطي قوامه التعددية وأساسه الاجتماع المدني التعددي. ويرى أصحاب هذا الرأي التـفاؤلي أنّه بالرغم من الوسيلة الاستعمارية والعسكرية المرفوضة والمدانة بكل المقاييس الإنسانية والدولية, فإنَّ العراق قد يصبح في المستقبل القريب نموذجاً ديمقراطياً عربياً يـُحتذى به. ويدعو أصحاب هذا الموقف إلى إعطاء مجلس الحكم العراقي الفرصة والتـفاؤل بوجوده لا كحل نهائي بل كبداية لعراقٍ جديدٍ يستوعب كل أبنائه ويكون لهم وطناً حقيقياً.  
    الموقف الثاني يمكن وصفه بالموقف التشاؤمي الذي لا يرى أصحابه من العراق الحالي إلا قسوة وبشاعة الوجود الأمريكي ويشيرون إلى النوايا والأغراض الاستعمارية الأمريكية ومن خلفها الإسرائيلية الكامنة وراء دعوة النظام الأمريكي الحالي المحمومة إلى تغيير موقف الشارع الإسلامي والعربي من الغرب ودمقرطة الأنظمة العربية الأحادية وتحرير الأسواق العربية اقتصادياً وإيهام الرأي العام العالمي بالعمل على تطوير نظمه الحياتية من خلال إحلال السلام والأمن. ويؤكد هؤلاء بأنَّه لا يمكن تبرير إسقاط نظامٍ قمعيٍ ديكتاتوري مجرم بالاستعانة بأطراف غريبة مشكوكٌ بنواياها, جلَّ همها منذ عقودٍ طويلة أن تـنهب ثروات المنطقة وتحقق فيها مخططاتها ومشاريعها السياسية والاقتصادية. ويؤكدون أنه لا يجب على العرب السماح بأن تتحول عراق ما بعد صدام حسين إلى حجر زاوية في مشروع أمريكي_ إسرائيلي يبغي إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط عن طريق المناداة بمبادئ كالديمقراطية والحرية والعدالة والسلام.
    لا شكَّ بأنَّ الموقف الثاني هام جداً كعامل توعية وتحذير للشارع والأنظمة العربية يحفذها كي تستعد على كافة الأصعدة لمواجهة المخططات والأهداف الكامنة خلف الشعارات والوعود التي يسوّقها الأمريكان في العراق, الأمر الذي نحن بأمس الحاجة إليه كي نتجاوز الأيام الرهيبة القادمة.  ولكن, يغلب على خطاب هذا الطرح برأيي شيء من المبالغة في التـشاؤم والتـشكيك بل وأحياناً تخوين للمثـقفين والكتاب العرب اللذين ينظرون بشيءٍ من التـفاؤل لعراق ما بعد صدام حسين, التي تصور هؤلاء الأخيرين أتباعاً للفكر الأمريكي ومبررين للاحتلال الظالم للعراق لأنهم يشددون على الديمقراطية ويسلطون الضوء بقوة على مسالب ووحشية النظام السابق ويدعون الرأي العربي للتريث في الحكم على مجلس الحكم العراقي ومساعدته للنهوض بالعراق بلداً حراً- ديمقراطياً إن أمكن- مما قد يحول رأي أصحاب الموقف التـشاؤمي إلى خطاب إقـصائي, صدامي تخويني عربي-عربي أو عراقي- عربي أو عراقي-عراقي.
        في العدد الأخير من إحدى الدوريات العربية "العروبية", على سبيل المثال, نطالع في الافتتاحية نقداً لاذعاً وسخرية حادة من اللذين يرون في الأفق العراقي إمكانية حقيقية لتأسيس نظامٍ ديمقراطي تعددي مدني, فيسخر كاتبها من دعوة هؤلاء لإعطاء المعارضة المدعومة أمريكياً فرصة ويرى أنَّ النضال الثـقافي البديل الذي تطرحه تحت شعار التأسيس المدني للعراق ما هو إلا حجة للتـقاعس عن النضال الحقيقي العسكري. كما نقرأ في أكثر من مقالةٍ من نفس العدد آراءاً تـشكك بشكلٍ غير مباشر بعروبة وعراقية هؤلاء المثـقفين, ملمِّحةً أنهم بتأييدهم وتأملهم خيراً في دعوة الاحتلال لعراق ديمقراطي يخدمون أمريكا ويسوقون شعاراتٍ ثـقافية مغرضة غير صادقة, مما يحاول القول بأننا أمام جماعة من المثـقفين اللذين يخدمون المسعى الاستعماري في العراق ويتجاهلون وجوده الإحتلالي لمصلحة التأكيد على أهمية الخلاص من النظام الاستبدادي السابق.
      إلى جانب التشكيك بنوايا هؤلاء المثـقفين واتهامهم ضمنياً بالتسويق لثـقافة العم سام, يتـنصر كاتب الافتتاحية في المجلة المشار إليها سابقاً للحركات العسكرية العراقية مسمياً إياها "المقاومة العراقية", فيدافع عنها ويدعو لنصرتها ودعمها وشرعنتها ثـقافياً وسياسياً, واضعاً إياها على سوية واحدة تماماً مع المقاومة الفلسطينية (واللبنانية) الباسلة والتاريخية. ويعتـقد كاتب الافتتاحية أنَّه من الأجدى بكل عربي "عروبي", وطني شريف أن يناصر ويساند "المقاومة" العراقية مثلما ينبغي أن يساند ويدعم المقاومة الفلسطينية. فكلا المقاومتين هما الموقف العربي القومي النضالي الوحيد لاستعادة الحقوق وصون الكرامة والدفاع عن الأرض والعرض.
      باعتـقادي, بدايةً, أنَّ هناك إجحاف في التـشكيك بنوايا والتـقليل من عروبة ووطنية المتـفائلين بعراقٍ ديمقراطي, تعددي, حر حتى وإن اعتـقدوا  أنه من الممكن أن يولـد نتيجة حربٍ واجتياحٍ ظالمين مشكوكٌ جداً بالنوايا الكامنة خلفهما. فليس كل من ينادي بالديمقراطية في العراق اليوم, كما نعرف جميعاً, عميل أو منظِّرٌ للثـقافة الأمريكية. وليس كل عربي يحلم أن يرى في العراق بداية مشروعٍ مدني جمهوري عربي مستـقبلي قوامه الحرية والمواطنة وحقوق الإنسان مجرد صوتٍ أجيرٍ للغرب يستـفيد من أمريكا. الديمقراطية ليست ملكاً للثـقافة الأمريكية, كما هو معروف, كي نعزو كل دعوة للديمقراطية تترافق اليوم مع الوجود الأمريكي في المنطقة إلى مخططات عدوانية خفية. الدعوة للديمقراطية في الوطن العربي قديمة قدمَ وجود المعارضة وقدمَ قمعها في البلدان العربية المختلفة. نخطئ في حق العقل العربي إذا اعتـقدنا أنها وليدة الاجتياح الأمريكي للعراق أو المشروع الصهيوني في فلسطين. الدعوة للديمقراطية حاجة وضرورة عربية داخلية أصيلة وشرط بنيوي عضوي لنهوض الأمة العربية- وأي أمة- نبعت الدعوة إليها من غياب الديمقراطية السافر وقمع الحريات وقهر المواطن من قبل الأنظمة العربية نفسها. من المؤسف طبعاً أن تصل درجة الاستبداد والوهن في الشعوب العربية والنخب الثـقافية الحرة والديمقراطية إلى حدٍ لم يبقى فيه لديها حيلة لإقـناع الحكام العرب بجوهرية المجتمع المدني أو مجال لتغيير الأنظمة التوتاليتارية إلا عن طريق قرارات وقوى خارجية ليست بحد ذاتها إلا خطر آخر يبدو أحياناً للإنسان المقموع والمداس بالأحذية أهون الشرور التي لو كان له الخيار لما استعان بها إطلاقاً. من المحزن والمؤسف أن تجعل الأقدار دعوة المثـقف العربي للحرية والديمقراطية امتداداً لخطابٍ استعماري بسبب حربٍ ظالمةٍ قادت إليها سطوة وديكتاتورية حكام الأمة والأولياء عليها أنفسهم. ولكن هذا ليس ذنب العربي المؤمن بالديمقراطية والحرية بل هو تاريخياً ذنب الأحزاب العروبية الحاكمة التي خوَّنت ولاحقت وقمعت الكثيرين دون وجه حق بتهمة العمالة والولاء للغرب والتآمر على الأمة والقضية.
      من جهة ثانية, لـقد تعمدتُ وضع كلمة "مقاومة" بين قوسين لأنني أعتـقد أنه من غير المنصف ومن المبكر موضوعياً وصف الحركات العسكرية ضد الاحتلال الأمريكي بـ "المقاومة" ولا أعتـقد أنه من المنصف المساواة بين المقاومة الفلسطينية وتلك العمليات العسكرية. من الظلم بمكان أن نشبِّه المقاومة الفلسطينية بعملياتٍ قوامها الغضب والنقمة, تحرق الأخضر واليابس في العراق نفسه وتغتال الصالح والطالح تحت أسم الوطنية وبتهمة الخيانة وتدمِّر مقدرات العراق وتؤذي أحياناً أبناءه في عملياتٍ لا يبدو فعلياً أنها تخدم قضية العراق الحر الـقائم من الأنقاض. من الصعب أن نفهم تماماً الأهداف القومية التحررية التي يمكن أن يحققها, على سبيل المثال, تـفجير السفارة الأردنية أو تـفجير مقر إقامة بعثة هيئة الأمم المتحدة أو عمليات تدمير أنابيب البترول والماء أو تخريب وتدمير بعض المراكز الصحية. ما الذي يمكن أن يستـفيد منه المواطن العراقي الفقير والجائع والمصاب من مثل تلك العمليات؟
   تختلف المقاومة الفلسطينية عن العمليات العسكرية العراقية في كثيرٍ من الجوانب الموضوعية. فالمقاومة الفلسطينية حركة تاريخية منظمة قامت على رؤية واضحة ومشروع نضالي تأسيسي ودعت سياسياً كما عسكرياً إلى استعادة حقوقٍ واضحة ومعلنة ومعروفة من كل الأطراف الدولية (وإن لم يعترف بها الكل). المقاومة الفلسطينية تعمل في العلن ولها جسم حزبي معروف له خطاب سياسي وإيديولوجي يوازي العمل العسكري. وهي في حوار وأخذ وردٍ مع السلطة الفلسطينية التشريعية, مع أنها تعارضها وتـنتـقد عملها السياسي بشدة في أحيانٍ كثيرة دون أن تعتبرها خائنة وعميلة. أما الحركات العسكرية في العراق فهي لم تبلغ بعد نضجاً وتـنظيماً ووضوحاً كافياً تؤهلها للتحول إلى مقاومة وطنية فعلية وفاعلة بشكلٍ يخدم الشعب العراقي. مازالت الأطراف التي تـقوم بتلك العمليات مجهولة الهوية, غامضة الهدف والرؤية, لا نعلم تماماً ما الذي تبغيه حقيقةً (برغم ما سمعناه من بعض المقاتلين اللذين تحدثوا باسم مقاومة) من عملياتها ولمصلحة من تعمل وبأمر ودعم أي الأطراف سواء محلياً أو إقليمياً, وهل هي حق مقاومة لأجل العراق. كما أنها لم تحاول حتى الآن فتح حوارٍ أو حتى تقديم خطاب سياسيٍ نقدي معارض واضح لباقي أحزاب المعارضة العراقية المنضوية تحت لواء مجلس الحكم العراقي المؤقت. من المرجَّح برأيي أنَّ هذه الحركات العسكرية لا تهدف إلى إعادة الرئيس المخلوع صدام حسين إلى سدة الحكم ولنفترض جدلاً أنها محاولات صادقة تـقوم بها مجموعة أو مجموعاتٌ عراقـية تريد فعلاً أن يكون العراق حراً, ملكاً لأبناءه. إلا أنه من غير العادل أن نضعها وهي ما تـزال بهذا الغموض والفوضى, بل والريبة أحياناً, على سوية واحدة مع المقاومة الفلسطينية ونسأل الشارع السياسي والثـقافي والشعبي العربي أن يساويها بها ويؤيدها بكل الوسائل وينظر لها نفس النظرة ويبارك عملها ومن ثم نتّهم كل من يدعو إلى نشر الثـقافة المدنية وتوطين الديمقراطية والتـفاؤل بعراقٍ أفضل بأنه يؤيد الاحتلال ويدعو للتخاذل والتخلي عن العروبة فقط لأنَّ خطابه يشبه خطاب حكومة جورج بوش. ربما الأجدى أن نعيد النظر جدياً  بإيديولوجية عروبية معينة علينا أن نعترف بأنها تتحمل جزءاً من المسؤولية في ما وصلت إليه حال البلدان العربية اليوم مثل العراق وسواها. وهل هناك أكثر من عروبية صدام حسين وبعثه من يستحق الامتـنان الأمريكي لعقودٍ قادمة؟.



#نجيب_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التغـيير والثوابت في سورية
- المستقبل يجهل العربية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجيب عوض - العراق ما بين الـتفاؤل والتشاؤم: هل الديمقراطية عكس المقاومة؟