ضبط فلتان الاعلام له ما وراءه

اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 05:44
المحور: الصحافة والاعلام
    

حرية الاعلام بنيوية
اربعة حقوق تقوم عليها الديمقراطية اللبنانية ، الحياة ، التعبير ، العقيدة ، حماية حق الاقلية من تغول الاكثرية 0
وما كانت هذه الحقوق بلا جذور في التربة المجتمعية والسياسية والثقافية 0 والاصح ان جذورها الحقيقية تستند الى كل النصوص المقدسة والى شرعة حقوق الانسان العالمية ، اكبر منجز حضاري للبشرية 0 ان أي تعد على هذه الحقوق هو تعد على جذورها ؛ قام به تاريخيا ديكتاتوريون ومشوهون ، غلبت على جيناتهم الحيوانية وبيئة تنامت فيها شهوة اغتصاب السلطة والثروة معا 0
الديمقراطية و حرية التعبير ومسقطها حرية الاعلام ، امور بنيوية في نشأة النظام اللبناني وتبلوره منذ عام 1860 م ، امور ليست طارئة ولاعفوية 0
قال وزير السياحة اللبناني السيد ايلي ماروني : ان الاعلام مقدس خاصة ان لبنان بلد الحرية واذا تم تغيير الحرية في لبنان تغير كيان البلد

السؤال المشبوه
ثمة سؤال مشبوه وغير بري ء ، لماذا هذا الاهتمام المفاجى ء بالاعلام اللبناني وهامش الحرية الواسع فيه ؛ وفي اثر اعلان نية اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا ؟؟؟؟؟ 0
في جلسة مجلس الوزراء اللبناني الاستثنائية مساء الجمعة 15/8/2008/ :
قال معالي وزير الزراعة السيد الياس سكاف : نحن لا نتعدى على الاعلام ولكن من يتعدون على كرامة الناس يجب التصدي لهذا الامر 0 حرية الاعلام كانت حتى لا يدوس اعداء الحرية كرامة الناس ويسرقوا ارواحهم واموالهم !!!!!!!!!!! 0
دعا معالي وزير الصناعة السيد غازي زعيتر الى ضبط الاعلام 0
طالب معالي وزير الشؤون الاجتماعية السيد ماريو عون > اتخاذ اجراءات لازمة من المجلس الوطني للاعلام لضبط الفلتان الاعلامي 0
قال دولة رئيس مجلس الوزراء السيد فؤاد السنيورة : لسنا دولة بوليسية 0

هل اثارة عناوين من طراز – الفلتان الاعلامي – ضبط الاعلام – ليست حرية الاعلام مطلقة -- ، هل هذه الاثارة تدل ان وراء الاكمة ما وراءها ؟؟؟ 0
هل وصلت العملة الرديئة الى لبنان لتطرد العملة الجيدة ؟؟؟ 0
ما يزال اللبنانيون والاحرار في منطقة الشرق الاوسط يذكرون تحفظ الاستاذ غازي العريضي معالي وزير الاعلام السابق على نص الوثيقة العربية لضبط الاعلام الفضائي العربي الصادرة عن وزراء الاعلام العرب في 12 / 2 / 2008 / وفضلا عن التحفظ فقد اصر ان هذه الاتفاقية غير الزامية 0 ونضيف من عندنا ، الى أي مدى تستطيع هذه الوثيقة ان تغلق الفضاء المفتوح ؟ 0

ذكرت التقارير الدولية ان 18% من سكان العالم يعيشون في ظل حرية الاعلام 0 وان 43 % تغيب عنهم هذه الحرية 0 اما في منطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا ف 2 % احرار و 98 % غير احرار 0 من المؤكد ان لللبنانيين حصة 99 % من تلك ال 2 % 0
لماذا تضيق بعض العيون و تغص بعض الحلوق بهذا الانجاز الاسطوري اللبناني ؟؟؟ 0 هذا اللبنان الذي قال فيه الرئيس الايراني السيد محمود احمدي نجاد من اشهر مضت : > 0 اليس الضبط والربط ومنع الفلتان وحدود المسؤولية والمحاذير الوهمية مداخل صالحة للحكمة التي فاه بها السيد الرئيس الايراني في جامعة طهران ؟؟؟؟؟؟؟؟ 0

الاعلام ليس دكانا
صحيح ان أي اداة او ساحة اعلامية ليست دكانا لمالكها وان على هذا المالك ان يرعى حقوق الناس التي نصت عليها شرعة حقوق الانسان ، ولكن الصحيح اكثر ان من يرى سوءا في استخدام حرية التعبير امامه القضاء والقضاء فقط وهذا بغض النظر ان كان الرائي مالكا لمال قارون وحاملا ال ب 7 على كتفه او مالكا لشروى نقير ومعه قضيب رمان فقط 0 كما وليس من حق الرائي او أي كائن بشري عرفه الوجود الانساني او سيعرفه
ليس من حقه ان يقول اعطوا هذا حق ممارسة حرية التعبير فهو جدير بها او امنعوها عن هذا لانه غير جدير0

لا تخافوا 0 ولمن خاف وعانى ويعاني وقد يعاني ان تمس حرية الاعلام المقدسات وتهدد النشى ء والقيم والمبادى ء – وهذا من حقه – فنلفت انتباهه ونظره المستريب الى ان منظومة حقوق الانسان الدولية فيها ترابط وثيق بين حق حرية التعبير أي حرية الاعلام مثلا وحق حرية العقيدة 0 ولا تستقيم احداهما الا بالاخرى ، وتبادل الاحترام بين هذين الحقين ؛ فضلا عن تكاملهما ، اساس لتفاعل الحضارات لا صراعها ، وضمان لمجتمع لا يتغول فيه طرف على طرف 0
ان أي حديث عن ضبط الاعلام وضبط الفلتان الاعلامي وفق أي مقاييس يضعها هذا الضابط او ذاك هو شغب على الحرية لا يبرره الخوف من الريح المسمومة القادمة وعله تشجيع لقدومها ، قضلا عن انه يهيج الغرائز و الفتنة ناعسة لعن الله من ايقظها ...

#اديب_طالب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات