أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سهيل أحمد بهجت - لهذه الأسباب.. أكره البعث















المزيد.....

لهذه الأسباب.. أكره البعث


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 10:05
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    



جاءتني رسالة تحمل توقيع الدكتور ... بعثي عراقي و هذا نصها:
السيد بهجت المحترم.اطلعت على بعض المقالات تحت اسمكم ,وفي الوقت الذي اتفق فيه مع بعض طروحاتكم وخاصة فيما يتعلق بمضوع الفيدراليه والى بعض تحليلاتكم المنطقيه في ماستؤل اليه وماستجره الفيدراليه الطائفيه والقوميه على العراق من مشاكل ابسطها التفتت الجغرافي مرورا بكوارث الاقتتال على الغنائم والتحاصص على الاكسير الاسود الا اني اوجه عنايتكم الى بعض
الفقرات المطوله في بعض مقالاتكم وتحليلاتكم والتي تتعرض فيها ال حزب البعث العربي
الاشتراكي والى قياداته التاريخيه بالشتائم والسباب والى مالايليق من شخصية اشهد لها بالثقافه وسعة
الاطلاع وجزالة الاسلوب....اخي المحترم لكل منا قناعاته ومقدساته التي يحترم
وارى من باب النقد لاالاساءه انكم جافيتم الحقيقه او انطلقتم من نظره احادية المشهد في استعراضكم دور ومسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وارى دون التدخل في قناعاتكم ان تعيدوا النظر في الاستهداف الذي اراه غير منصف لحزب عقائدي يؤمن به الملايين
من العرب .الااني في الوقت ذاته لاادعوكم للكتابه في صالح البعث لان له من الكوادر
والمفكرين مايغني عن ذلك....ايها المحتلام لك ماشأت من النقد الموضوعي الفكري البعيد عن الشتائم واللعن والسباب فأن للاخرين السن يجيدون فيها فنون الرد الاانأ نأبى الخوض في هكذا
وحول.واقل ما اقول ماذا تسمي مايجري في بلدنا العزيز اليوم ...؟؟هل هي ديمقراطيه ام
استباحه للدم والعرض والقيم العراقيه ,بطائفية اجراميه وبخطب متخلف تحدوه ثقافة لطم
الخدود وشق الرؤس والجيوب.اخي لنبتعد عن
ثقافه الشتم والتنكيل ولنكن ابناء وطن يجمعنا الحب للوطن والانسان ولنبدأ بالترويج لثقافة التسامح والحوار ,وحتما سنصل الى شاطى الامان والرقي.استميحكم عذرا لاي عباره قد تكدركم وعزائي اننا مهما اختلفنا حتما سنلتقي.والسلام
عليكم....بعثي عراقي. إنتهى نص الرسالة
و قد قررت أن أردّ على رسالة السيد المرسل بمقالة و قد حذفت اسمه للأمانة العلمية حيث أنه ليس مسؤولا يحق لي التشهير به.
أنا أكره البعث لأسباب علمية و منطقية و واقعية كوننا نعيش كارثة البعث بكل ما يصاحبها من مآسي و آلام و تدمير و تشوه خلقي و خلقي و نفسي، و حقيقة أنني لم أعرف ما الذي أخطأت فيه من خلال انتقادي البعث العربي الذي لم يجلب للعراق إلا الألم و الخراب! و ذلك الشيء الذي وصفه المرسل بالإكسير الأسود "النفط" كان من أول ثروات العراق التي بددها البعث و طاغيته صدام حسين، و إذا كان السيد صاحب الرسالة يتكلم عن مثالب الديمقراطية العراقية و الطائفية و النزعة القومية فإن هذه السلبيات هي الأخرى نتاج لحقبة البعث الظلامية التي كفرت بالمواطن العراقي و بالعراق ليصبح هذا البلد الغني لقمة لصعاليك المصريين و الأردنيين و الفلسطينيين، بينما كان المواطن العراقي يأكل التراب.
و إذا كان البعثيون يسألونني:
"ماذا تسمي ما يجري في بلدنا العزيز اليوم.."؟
أجيبه بأن العراق لم يكن يوما من الأيام وطنا للبعث و البعثيين بقدر ما اعتبروه أرضا للغنائم و النهب و السلب و تسخير البشر لفتوحات بني أمية و قادسية صدام السيئة الصيت، و إذا ما نظرنا إلى التجربة البعثية عبر التبرير البعثي الذي يقول: أنها تجربة إنسانية لا تخلو من أخطاء.." فإن الجواب المنطقي بل و البديهي هو أن ما قام به البعث في العراق لم يكن "أخطاءا بريئة" بل جـــــــرائم عن سبق إصرار و قصد، بل جرائم مدروسة لتحطيم كل علاقة بين العراقي و بلده و وطنه، نترك البعث لدول الأعراب و القوميين ـ و ليشهد القارئ أنني أكفر بكل القوميات العربية و الكردية و التركية و غيرها ـ و حتى يتأكد الجميع أن كل القومية شر و دمار.
و إذا كان المرسل يعيب على طائفة من العراقيين لطمهم للخدود و شق الجيوب و التطبير في إشارة واضحة إلى مراسيم عاشوراء الحسين، فإني أقول له أن هذا التطبير رغم رفضي له إلا أنه حرية شخصية و هذا أفضل من البعث الذي كان يستخدم "أبو طبر" لقتل خيرة أبناء و بنات العراق و إرهاب المجتمع و يقوم بـ"تطبير العراقيين"، عاش التطبير و اللطم المسالم الذي لا يُكره أحدا على شيء و يسقط البعث الذي حول حياتنا إلى جحيم و آلام.
إنني ألوم الحكومة العراقية لأنها تجامل و تكافئ البعثيين بمــــــلايين الدنـــــــــانير العراقية بينما نحن الذين عانينا طوال العهد المقبور من الإرهاب و الخوف و التهميش و حياة المخاطر التي أذاقتنا المر، نعاني الآن من إهمال حكومي مقصود و من قبل أحزاب معجبة بالبعث السادي الذي لم يتقن إلا فنون التخريب و جعل العراقي شخصا من الدرجة الأخيرة بين كل الشعوب، أي تجربة إنسانية لحزب لم يستورد للعراق إلا أساليب التعذيب و كيمياويات الإبادة و أدوات القتل السريع كقضبان "عدي" و بعضها الآخر التي تقتل ببطئ؟ أي تجربة إنسانية لنظام لم يجد منهجا سوى عبادة الطاغية و تبعية العراق لأنظمة دكتاتورية تمص دم أبناءه؟ أي تجربة إنسانية لنظام كان يمنعنا حتى التنفس أو التفكير أو الحلم؟ أي تجربة إنسانية؟ لنظام حطم نظاما تعليميا كان يوما ما أفضل نظام تعليمي في المنطقة، أي تجربة إنسانية؟ لنظام أهان المرأة و حولها إلى كائن للتكاثر و حيوان يستخدم للتمتع من قبل مجتمع الحرب، و إذا ما كان البعثيون يزعمون أن المرأة كانت أكثر حرية في حياتها الشخصية فهو زعم لا يحق لهم التفاخر به، لأن كل إيجابيات ذلك العهد كانت ميراثا للعهد المـــلكي و الجمهوري ثم جاء البعثيون بخطبهم الرنانة التافهة ليقضوا على آخر خير موجود و يصبح العراق جنة الأحلام للمغامرين و شعبه يذوق الموت كل يوم.
أنا لا أعتقد لأنني على يقين بأن منهج البعث هو "الجريمة" بعينها و من يؤمن بهذا المنهج العنصري الإجرامي هو بالتأكيد شخص غير سليم عقليا و نفسيا، فكل المنهج البعثي المطبق قبل و بعد صدام هو مزيج من دكتاتورية الشيوعية و العنجهية القومية و التطرف الإسلامي، البعث بكل المقاييس هو بحر من الدم مغموسا فيه الجثث و الجماجم و الكراهية و حب السيطرة، العراق بخير مهما كانت مشاكله ما دام "البعث" حزبا محضورا، و حينما يصبح "البعث" حزبا قانونيا مشاركا في العملية السياسية حينها يكون العراق على حافة الإنهيار و السقوط، لن يخدعنا ملمس الحية الناعم فقد ذقنا لدغتها، كذلك لن تخدعنا الكلمات الجميلة فوراءها شرّ مستطير.
إن البعث كان منتجا و والدا لأقبح دكتاتورية لم يشهدها حتى أفقر الدول الأفريقية المعروفة بدكتاتورياتها الفاسدة، فكيف بالعراق الذي كان قبل البعث و الفكر القومي بلدا يسير نحو التطور و الديمقراطية لكنه بعد البعث أصبح أرضا لكل الأمراض العقلية و النفسية و المختلين السايكوباثيين، و أنا في جدالي مع البعثيين لا أريد أن أحول الموضوع إلى جدال بيزنطي فارغ حول الكلمات بقدر ما أريد أن أصل إلى النتيجة الواقعية و هي أن كل هذه المشاكل العراقية و الأزمات تطورت نحو الأسوأ بدلا من إيجاد حلول بسبب حزب عقائدي كان يبرر كل جرائم الطاغية و فساد العصابة العشائرية التي صنفت العراقيين حسب الطائفة إلى "عراقيين أصلاء" و آخرين هم وافدون غرباء بحجة أصلهم الإيراني المزعوم.
لن ننسى الاعتقال و الإعدام و قصص رعب أمن البعث و تعذيبه و قوائم الممنوعات التي ليس لها أول و لا آخر، لن ننسى كل الاغتراب الذي عشناه في بلدنا و البعث الذي جعل كل عراقي يهرب باحثا عن جذوره بين شعوب و بلدان أخرى، لن ننسى فرار العراقيين بحثا عن الحرية و الأمان و السلام حتى أن مواطنا عراقيا طلب اللجوء في "الأسكيمو" بعد أن ضاقت به الأرض فلم يجد مكانا يؤويه، إنـــــــها مــــــــــعــــــركــــــة حـــــــــياة أو مــــــوت بين العراقيين و وطنهم العراق من جهة و هجمة الرعاع القومي ـ البعثي العربي و البعثي الكردي و البعثي التركماني ـ الذين يريدون تمزيق الإنسان قبل الوطن، لا عـــــــراق مع البعـــــث و لا بــــــــعث مع العــــــــــراق.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سهيل أحمد بهجت - لهذه الأسباب.. أكره البعث