أسرى القدس: صلابة أشد من القيد – نادر الجعبة

مؤسسة القدس الدولية

الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 10:06
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

60عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة. الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و»مواطنين إسرائيليين« لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.
»صلابة أشد من القيد« هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها »مؤسسة القــدس الدولية«، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين الذين أمضوا أكثر من ٢٠ عاماً في سجون الاحتلال، بعدما نجحت في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس.

نادر الجعبة - ابن الجبهة الديمقراطية
أكثر من ٢٠ عاماً مرت على الأسير نادر الجعبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولم يبق سوى بضعة أشهر للإفراج عنه، تنتظرها بفارغ الصبر والدته، الحاجة أم حسن (٨٠ عاما).
»الأشهر القليلة المتبقية من حكم نادر هي لي كالأعوام العشرين التي مضت، وكل يوم تهبّ ناره في قلبي أكثر، كأنه في بداية اعتقاله«، تقول أم حسن، مضيفة »كم أنا متشوقة للإفراج عنه«. شوق تقتله أم الأسير بالدعوات: »أدعو لنادر وأدعو للأسرى جميعاً بالإفراج عنهم، فلست الأم الوحيدة التي تحترق ألماً وصبراً على فراق ابنها، وأقول: يا ربّ تطلق سراح جميع الأسرى وتخفف من أحكامهم وتبعد عنهم الحكّام والظّلام، وتعيدهم لديارهم سالمين غانمين«.
خلال العقدين الماضيين، توفي أبو الأسير وشقيقه وجدته، وتزوجت شقيقتاه وأشقاؤه. أحداث كثيرة مرت وهو خلف القضبان الإسرائيلية، يؤنس وحدته بصناعة مجسمات فنية يهديها لأمه في كل زيارة، فتحتفظ بها كقطعة من نجلها، تتفقدها كلما اشتاقت له »لأشعر أنه قريب مني، وعندما يزورني أحد أعرض كل شغل جديد صنعه نادر، والغرفة مليئة بالأشغال القديمة والحديثة، منها الدفاتر والمزهرية واللوحات والبراويز والحقائب بأشكال مختلفة ومواد متنوعة، إضافة إلى مجسمات قبة الصخرة والسفن ورزم المحارم وغيرها الكثير«.
سلالة مناضلة
ولد نادر محمد الجعبة في السادس من أيلول ،١٩٦٠ واعتقل وهو في سن السابعة والعشرين، في الثالث من كانون الثاني ،١٩٨٨ فيما كان يوزع البيانات في بلدة العيسوية. وصدر بحقه حكم بالسجن لثلاث سنوات بتهمة الانتماء لـ»الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين«. لكن، وقبل الإفراج عنه بستة أشهر، قُتل جاسوس في الغرفة ذاتها التي كان نادر معتقلاً فيها، فأدين بقتله على الفور، وحكم عليه بالسجن ١٨ سنة إضافية.
في الأعوام السبعة الأخيرة، كان الأسير نادر معتقلاً في سجن جلبوع، حيث عانت عائلته من ظروف زياراته، وإن كان ذلك أفضل مما كان عليه الوضع في سجني الظاهرية والرملة، حيث منعت عليه الزيارات بشكل شبه مطلق. ولنادر أيضاً أشقاء معتقلون زاروه مرات بعد تصاريح بذلك. لكن إدارة السجن رفضت التماساً قدمه محاميه قبل ثلاثة أعوام، للمشاركة في تشييع شقيقه المتوفى، وإن سمح له بمهاتفة عائلته خلال التعازي.

#مؤسسة_القدس_الدولية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات