أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الحمداني - أهكذا تكون نهاية حياة أدبائنا وكتابنا ومثقفينا؟














المزيد.....

أهكذا تكون نهاية حياة أدبائنا وكتابنا ومثقفينا؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 10:06
المحور: حقوق الانسان
    


صدمت وأنا أتصفح موقع [عراقنا الإخباري] عندما وقعت عيناي على الخبر المثير التالي:[وصية الروائي السوري الكبير الأستاذ حنا مينه]
فقد نشر الروائي السوري المعروف حنا مينه وصيته، يوم الاثنين المصادف 18-8-2008، عبر الصحف الرسمية، بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، معرباً عن شعوره بأنه عمّر طويلا ، وطلب مينه في وصيته ألا يذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، ويحمل نعشه 4 موظفين من دائرة دفن الموتى، وليس أي أحد من معارفه.
وتابع الأستاذ مينه قائلاً : بعد إهالة التراب علي، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة.
كما أوصى بالا تقام له أية تعزية، أو أي شكل من أشكال الحزن، مشددا على عدم إقامة حفل تأبيني له قائلاً : {إن الذي سيقال بعد موتي سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفرة ومسيئة إلي. استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها}. .
وختتم الروائي السوري وصيته بترك حرية التصرف بما يتركه من إرث لـ من يدّعون أنهم أهلي، ما عدا منزله في مدينة اللاذقية الذي أوصى به لزوجته مريم دميان سمعان، طوال حياتها. وذيّل وصيته بتوقيعه وبالتاريخ (17-8-2008.(
الروائي الكبير حنا مينا من مواليد اللاذقية عام 1924. نشأ في أسرة فقيرة، وعمل في بداية حياته حلاقاً ، ثم حمالاً في ميناء اللاذقية، ثم بحاراً، إضافة إلى أعمال أخرى مشابهة، قبل أن يصبح كاتبا لمسلسلات إذاعية، ثم روائيا في الأربعين من عمره، حتى أصبح رئيسا لتحرير صحيفة [الإنشاء] في دمشق، وكانت أولى روايات مينه [المصابيح الزرق]و [النجوم تحاكم القمر] و[القمر في المحاق] و[ نهاية رجل شجاع] وقد أنتج حوالي 30 عملا أدبيا جرى تحويلها إلى إعمال تلفزيونية. .
وهو أب لخمسة أولاد، بينهم صبيان، هما سليم الذي توفي منذ زمن بعيد، وسعد الذي أضحى ممثلا، أما بناته فهن سلوى (طبيبة)، وسوسن (تحمل شهادة في الأدب الفرنسي، وأمل مهندسة مدنية.
إنه لأمر مؤسف جداً أن يحدث هذا الأمر لهذا الكاتب الكبير الذي تمثلت فيه كل القيم الإنسانية النبيلة، والوطنية الصادقة ، أنها خيبة الأمل الكبرى بذوي القربى بدأ من الأقربين إليه، وصولاً لبقية لأهله ومعارفه ، وخيبة الأمل من الدولة السورية، ومنظماتها الثقافية، تجاه هذا الإنسان الكبير الذي جرى إهمال تكريمه في حياته لكي يرفض تكريمه بعد مماته بعد طول عمر لكاتبنا الكبير.
أن كاتبنا الجليل حنا مينا كما يبدو من وصيته يشعر بحزن عميق لما آلت إليه العلاقات الإنسانية مع اقرب المقربين، وهذه تمثل قمة المأساة بالنسبة لكاتب مرهف الإحساس نذر حياته لنشر الفكر الإنساني وقيمه النبيلة من خلال كتاباته الرائدة، ويشعر بالتقصير الشديد للحكومة السورية، والاتحاد العام للكتاب السوريين، والاتحاد العام للكتاب العرب الذين تجاهلوا تكريم هذه الشخصية الأدبية الكبيرة.
أليس عاراً على حكامنا ومؤسساتنا الثقافية تجاهل تكريم كتابانا وأدبائنا وفنانينا ومثقفينا في حياتهم لينتهي بهم المآل إلى بضعة كلمات تقال بحقهم في الصحافة بعد رحيلهم؟
أن هذا الموقف الشائن يعبر أدق تعبير عن مدى اهتمام حكامنا في العالم العربي بالثقافة، ورعاية المثقفين، بل أن بعضهم يرى في الثقافة خطراً يهدد عروشهم وسلطانهم، من خلال توعية الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين للمواطن العربي بحقوقه وحرياته، وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
أن ذكرى حنا مينة ستبقى خالدة في قلوب كل من عرفه وقرأ له، كإنسان محب للخير، كارها للشر، سعى طوال حياته لغرس المفاهيم الإنسانية النبيلة في نفوس قرائه، وناضل من أجل تحقيق الحياة الديمقراطية الحقيقية، والعدالة الاجتماعية، ومن أجل السلام والحرية والديمقراطية في المجتمع السوري بوجه خاص، والعالم العربي بوجه عام ، وللإنسانية جمعاء . أن وصية حنا مينا وصمة عار لكل من تخلف عن أداء الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني تجاهه، وهو في هذا العمر الطويل، وسيكون العار اشد وطأة عليهم بعد رحيله، فهل يدرك كل هؤلاء مواقفهم المخجلة تجاه كاتبنا الكبير حنا مينا قبل فوات الأوان؟



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ومخاطر المعاهدة الأمريكية المقترحة
- حكومة الكويت والسياسة القصيرة النظر تجاه العراق!!
- من ذاكرة التاريح: الفخ الذي نصبه الحزب الديمقراطي الكردستاني ...
- حول الديمقراطية والحياة الحزبية في العالم العربي
- المقدمات الخاطئة لن تعطِ إلا نتائج خاطئة وقد تؤدي إلى نتائج ...
- العراق يواجه خطر داهم ، وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بيده قبل فو ...
- أحزاب الإسلام السياسي الطائفي تتاجر بأرواح المواطنين
- الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والخيارات المرة
- إلى الذين طعنوا بثورة 14 تموز وقائدها الشهيد قاسم :هكذا وقع ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة الأخيرة ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 29 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 28 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 27 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 26 / 30
- دروس وعبر من ثورة 14 تموز المجيدة
- في الذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة الشيوعيين ضد نظام انقلا ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 25 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 24
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 23
- حرب الخليج الثالثةوالكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 22


المزيد.....




- ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
- كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول ...
- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الحمداني - أهكذا تكون نهاية حياة أدبائنا وكتابنا ومثقفينا؟