أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي البدري - حوار ثقافي للتأسيس














المزيد.....

حوار ثقافي للتأسيس


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 01:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للتوقف عند متسق ثقافي يأخذ على عاتقه التأسيس لمشروع ثقافي ،
لابد من الاخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة وحجم الانزياح الحاصل
في الثقافة الاجتماعية ( بمعناها التأريخي ) ، بشقها التقليدي ( الارثي او المتوارث )
نتيجة المؤثرات الخارجية ( التلاقحية ) ومساحة التفاعل – القبول غير المعلن –
معها .
بداهة يمكننا التقرير بأنه كلما عظم ضغط المحددات الموروثة ( هل كان علي ان ادعوها
المحظورات ؟) كلما تعمق أثر الازدواج داخل الوعاء الثقافي - النفسي في التفاعل
مع المؤثرات الثقافية الخارجية – بمعنى المستحدث والوافد معا .
الثابت سوسيولوجيا ان الشعب العربي ( لجذوره البدوية ) هو من بين اكثر الشعوب ازدواجية
في السلوك والفهم ، لان المنطقة العربية – جغرافيا – تضم اكبر بيئة ومد صحراويين ..
لم تكن عملية الانشطار الثقافي التي احدثها الاسلام بظهوره ( كثقافة جديدة ، بنيوية
ومفهومية ) لتلاقي قبولا كاملا – على المستوى المفهومي والسلوكي – وذلك لانها
هددت البنية الثقافية البدوية في جذورها في نفس الانسان العربي وارثه التاريخي
الذي يستمد منه هويته الثقافية والتاريخية وبنيته الاخلاقية ايضا .
وهذا ما جسده الموقف الرافض ( باطنيا طبعا ) لاغلب المفاهيم والطروحات ، الثقافية
والسلوكية التي جاء بها الاسلام كبدائل لمألوفاتهم السلوكية والتعاملية ، وخاصة على
مستوى العادات والاعراف الاجتماعية .
هذا الرفض الباطني ، والذي اجبرتهم قوة الاسلام العسكرية على التظاهر بخلافه ،
هو ما عمق وكرس حالة الازدواج في نفس الانسان العربي ودفعته الى حالة من الانشطار
الثقافي ( المفهومي والاقناعي ) وخاصة فيما يتعلق بالاستيعاب الثقافي وقبول الاخر
( ثقافيا ) وقبول بنيته المفهومية والثقافية والاستعداد للتلاقح معها دون احكام مسبقة
او رفض انسحب على مفتيه قداسة النص المقدس في فترة الانحسار والتقوقع الثقافي
التي خلفها سقوط الامبراطورية الاسلامية وافول عصر ازدهارها السياسي والعسكري
الذي جسده عصر الفتوخات . هذه البنية المفهومية ( الباطنية ) هي المسؤول الاول
عن حالة الاحتباس الثقافي التي يعيشها الانسان العربي وثقف حائلا أمام حالة تأسيس
ثقافي مفهومي جديد تنقل المجتمعات العربية الى حالة الاستعداد النفسي – اولا – للانضواء تحت
سماء العالم ( الثقافية ) والتلاقح مع معطياته الحضارية كـ ( كمطر) عام ، ممكن اتقاء
مخاطر سيوله ، بنفس الوسائل التي يتبعها الآخرون ، لا بطرائق تحكمها العقد التاريخية
والمحددات التي فرضتها ظروف استثنائية في مراحل استثائية .
برأيي ، على اسس هذا الفهم وحده يمكننا التأسيس لمشروع ثقافي عربي يعاصر زمانه
ويواكب مرحلته ومعطياتها الفكرية والثقافية قبل الحضارية .
وقائمة المواجهات تطول طبعا تحت هذا العنوان – الطرح لتشمل الكثير من قائمة التابوات
التي فرضتها مراحل ومحددات تأريخية ، تجاوزتها المجتمعات الانسانية وبناها المفهومية
نتيجه النهوض والتطور الحضاريين ، بفعل الحتمية التاريخية ( بمعناها التاريخي لا
الماركسي ) .
في ظني ان اهم وسيلة لحلحلة عقدة اعادة النظر في البنية الثقافية ( وما فرض عليها من
ابعاد دينية لغرض التكريس المصلحي النفعي ) هي اعادة النظر في منظومة التابوات
التي تراكمت عبر مراحل تأريخية مأزومة بظروف سياسية و ازمات اقتصادية قادت
المجتمعات العربية الى نكوصات ارتعادية قولبتها و حالت بينها وبين النظر الواعي
الى مجريات العملية الحضارية واستحقاقاتها التاريخية والتطورية .
ولعل اول لبنة في هذا التأسيس هي عملية تحرير العقل العربي من عقال الترهيب
تحت مبدأ : كل منظومة فكرية او بنبة ايديولوجية قيد النظر والمناقشة والماءلة
وبآلية سلمية مرنة ومطواعة ودون محددات او قوالب او احكام مسبقة .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتهانات مؤجلة
- ألف رصيف للاختلاف
- درويش .. مداد الحرف والرصاصة
- كركوك وازمة انتخابات الحكومات المحلية
- اذ اوقظ مومياء انعتاقك
- تصور اوباما للانسحاب من العراق
- عروج الى فيوض الالهة ( ايمو )( رعشة من جذور المعنى )
- الحوار .. رؤية واقتراح
- ثقافة التسامح على الطريقة العربية
- استيلاد المستحيل من غدق النار : انهمار( قراءة في قصيدة -موجة ...
- تفاصيل زحام
- شاهد اثبات على جريمة قيد النظر
- المعاهدة الامريكية – المالكية( قراءة في الوجه الظاهر)
- لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافترا ...
- تسابيح مثول لحضرة ملكة الوصية الاولى في معبد النار
- شغب احلام
- اذ تؤجلين احتراقك ...
- تفريس المنطقة لمصلحة من ؟
- الركض خلف هوة السؤال( قراءة في قصة -هل قلت انه يساعد ؟- للقا ...
- ليلى بنت الطباخ


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي البدري - حوار ثقافي للتأسيس