أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى















المزيد.....

الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 736 - 2004 / 2 / 6 - 04:37
المحور: القضية الكردية
    


     اعادت العمليتان الارهابيتان الدمويتان في اربيل عاصمة اقليم كردستان الفدرالي في الاول من شباط الذي صادف اول أيام عيد الاضحى معضلة الارهاب الضارب اطنابه في مختلف انحاء العراق منذ سقوط الدكتاتورية الى واجهة الاحداث اللافته مرة اخرى ، كما أن توقيتها من جهة واستهدافها لقيادات سياسية وحكومية وادارية كردية رئيسية من جهة اخرى تطرح تسأولات عديده ومشروعة حول الاهداف السياسية المتوخاه ، والجهات المخططه ذات المصلحة ، والادوات المنفذه والظروف المحيطه بها القريبة منها والبعيدة واسباب استهداف عاصمة الاقليم والجهتين الكرديتين السياسيتين الرئيسيتين وبذلك نكون امام بعدين مفصليين من ابعاد تحديات الارهاب :
1- البعد الوطني العراقي :
    من المعلوم أن القوى والاطراف الارهابية الاقليمية والعالمية وجدت في حرب تحرير العراق فرصة لاعادة احياء نشاطها والتعويض عما خسرته في مناطق اخرى من العالم عبر افتتاح معركة جديدة في الساحة العراقية وتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة الامريكية ، وقد تلاقت مصالح عدة جهات في آن واحد حول جملة من الاهداف ومنها مناهضة استعادة السيادة والامن والاستقرار من جانب الشعب العراقي ، ووقف محاولات بناء الدولة العراقية الديموقراطية التعددية الفدرالية ، وقطع الطريق على فكرة ان يتحول العراق الجديد نموذجاً لمواصلة التغيير والاصلاح في الجوار وفي دول منطقة الشرق الاوسط حتى يتسنى للانظمة الدكتاتورية والاستبداية أن تواصل استغلالها وتسلطها على رقاب الشعوب وحتى لاتنجح المطامح والاهداف المشروعه لشعوب المنطقة في تطلعاتها المستقبليه الى بدائل ديموقراطية لانظمة الحكم الفاسده القائمة ، وبالتالي حتى تصل الطموحات الى ادنى درجاتها ويدب اليأس في نفوس المناضلين من اجل التغيير والاصلاح ويصبح القبول الدولي والاقليمي بانصاف الحلول والعودة الى الاقتداء بانظمة حكم على غرار النظام التركي وحكومته المسلمة – المعتدلة والعلمانية كما يحلو للبعض تسميتها .
    ان هذه الاطراف المتورطه في الاعمال الارهابية والتي تتوزع الادوار وتتعاون منذ عهد الرئيس العراقي المخلوع ونظامه الدكتاتوري المنهار عباره عن مخططين، وممولين، ومنفذين ، ومصفقين ، ومتفرجين من خارج العراق بالدرجة الرئيسية ومن الجوار الاقرب وكذلك من مجموعات وصلت من وراء الحدود واخرى مقيمة وهي جميعها دون استثناء تحمل عقائد اصولية متزمته وشوفينية جامده ، وكل عملية تقوم بها تحمل رسالة سياسية وهدفا واضحاً لدى مصدر القرار . فالتفجيرات الاخيره التي حصلت في الاسبوعين المنصرمين في مختلف انحاء العراق حملت رسالة اكثر من واضحة موجهة الى هيئة الامم المتحدة التي قررت ارسال وفد للاطلاع واقرار ما اذا تتوفر امكانية اجراء انتخابات عامة في العراق قبل نهاية شهر حزيران القادم كما هو مقرر ، والرسالة السياسية هي العمل على الغاء أو تأجيل الانتخابات حتى تزداد فرص الاعمال الارهابية ويستمر الفوضى وعدم الاستقرار ويدوم – الفراغ الشرعي –

 

 

2-البعد القومي الكردستاني :
    للشعب الكردي تاريخ طويل مع الارهاب المنظم أو ارهاب الدولة حيث تعرض طوال مراحل وجوده ومنذ عهود الامبراطوريتين العثمانية والصفوية وحتى الآن مرورا بالدول التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية والتي اقتسمت كردستان . الى مختلف صنوفه واشكاله من ابادة ، واقتلاع وتهجير ، وتبديل التركيب الديموغرافي للكرد ووطنهم ، والتطهير العرقي ، وتعريض وجودهم القومي والبشري والتاريخي الى ( التعريب والتتريك والتفريس ) كل ذلك من تجليات الفعل الارهابي المنظم الذي يتعرض له الكرد حتى اللحظه ولذلك يمكن القول ان هذا النوع من اساليب قهر الانسان وتدميره وابادته ليس غريباً ومفاجئاً في الساحة الكردستانية والجديد في هذا المجال هو تطوير الارهاب كمنظومة وآليات ونوعية واهداف سياسية وتوسيع مجاله من حدود الدول والانظمة ليشمل المنظمات السرية الاصولية والمجموعات التي تعيش على – الارتزاق – والافراد بحيث وصلت المنظومات الارهابية الى مصاف المافيات – العالمية وسبقتها باشواط بعد أن اضيفت الى – اجندتها – العقائدية الاصولية اهداف سياسية ومالية واختلطت الدعوات الايمانية بالمشاريع الاقتصادية والبنكية وتجارة اسلحة الدمار الشامل والتكنولوجيا التدميرية والسيطرة على مقدرات الناس والبلدان كما حصل لافغانستان ابان حكم طالبان عندما سيطر تنظيم – القاعدة – وزعيمها – اسامه بن لادن – على زمام الامور .
    ان ما تواجهة الحركة التحررية الكردستانية عامة وفي كردستان العراق على وجه الخصوص من تحديات ارهابية في المرحلة الراهنة تعود بالاساس الى افرازات الايديولوجية الشوفينية المثلثة الاضلاع : قومي علماني ، واصولي ديني ، وسلطوي دكتاتوري ، وقد التقت الجماعات والجهات التي تدين بالولاء لهذه المفاهيم والعقائد والمواقف أو التي تحكم بلدانا وتقود انظمة على اهداف موحدة تجاه الشعب الكردي وحركته القومية التحررية الديموقراطية باتجاه مواجهتها والنيل منها بكل الوسائل الممكنه بما فيها اسلحة الدمار الشامل وعمليات الابادة ومحاولات تصفية رموز الكرد وقادتهم السياسيين والثقافيين ومناضليهم ، وستواجه الحركة القومية الديموقراطية الكردستانية في المرحلة القادمة وعلى المدى المنظور هذه القوى والمجموعات الارهابية المتحالفة في خندق واحد والتي باتت تشكل المصدر الاساسي للخطر على الامن القومي الكردستاني . والعدو الرئيس للكرد وقضيتهم ، وسيتخذ الصراع مع هذا العدو مختلف الاشكال والوسائل المعروفه وغير المعروفه فالى جانب استمرارية الصراع مع الانظمة الشوفينية وارهابها ومخططاتها ستواجه الحركة الكردية ارهاب العقائد الاصولية وارهاب دعوات التخلف والظلامية والارهاب ضد المرأة والحريات والابداع والتقدم ، ولاشك أن ما سيواجهه الكرد مستقبلاً يؤهلهم ليقوموا بدور يتجاوز حدود كردستان الى الساحتين الاقليمية والدولية ، ويأخذوا مكانهم في الحرب الكونية الشاملة الدائره منذ اعوام ضد الارهاب العالمي .
    لقد شهدت ساحة كردستان العراق وتحديداً عاصمة الشرعية الكردستانية – اربيل – تفجيرات انتحارية متتالية استهدفت اثنتان منها وزارة الداخلية ، والاخيرتان الحزبين الرئيسيين اللذين يقودان الحركة السياسية والحكومة في توقيت بالغ الدقه ومعبر في الوقت ذاته ، نعم بدأت العمليات بعد الاعلان من – اربيل – عن موقف

 


شعب كردستان تجاه العراق الجديد والفدرالية الكردستانية وبعد انخراط الفئات الشعبية والجماهير الواسعه في عملية التحضير لاجراء الاستفتاء العام ليقرر الشعب مصيره . وبعد أن نشط ممثلو شعب كردستان في مجلس الحكم والوزاره انطلاقاً من حرصهم على بناء العراق الجديد وتقديم كامل الدعم من اجل التوصل الى بديل ديموقراطي تعددي فدرالي ، وبعد أن توطدت علاقات الصداقة والتحالف بين شعب كردستان من جهة وقوى التحالف وحكومتى الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا من جهة اخرى . وبعد أن تبين للقاصي والداني نجاح التجربة الديموقراطية في كردستان واعتراف الخصم قبل الصديق بامكانية تحول هذه التجربة الى نموذج يقتدى به في الداخل والخارج ، وبعد أن بانت امكانية حل المسألة الكردية في العراق على اساس الخيار الفدرالي والاتحاد الاختياري وليس عن طريق الحل العسكري ووسائل الاباده وادارة الازمة بالمنظور الامني كما يجري منذ عقود من جانب الانظمة الغاصبة لكردستان في البلدان الاربعة .
    وقد بدأت الاعتداءات الارهابية بعد ان قامت وسائل اعلام عربية رسمية وغير حكومية بنشر الافتراءات وتعبئة الرأي العام العربي ضد شعب كردستان واتهام الكرد بايواء مجموعات اسرائيلية واستخدام قواتها العسكرية أو بيع الاراضي لليهود أو السماح لشركات اسرائيلية بالعمل في كردستان ، أو الادعاء زوراً بأن شعب كردستان بصدد الاقدام على الانفصال عن العراق أو ان الفدرالية ستقود الى الانفصال . واعلنت بذلك حرباً اعلامية شعواء على القيادات السياسية الكردية. ان هذه الاضاليل والحرب الاعلامية القذره والحملة الظالمة التي مازالت مستمرة والتي صدرت عن انظمة عربية مجاوره للعراق والتي تغتصب اجزاء من كردستان أو وسائل اعلاميه تابعه لها او جماعات الاسلام السياسي والقومجيين من الصحافيين والكتبه من مرتزقه الانظمة ومؤسساتها ومن افراد مرتدين محسوبين على اليسار انما تدعو من وراء حملاتها الى – الجهاد – ضد شعب كردستان وقيادته السياسية ، والى ارسال – الانتحاريين – المعبئين ، واكثر من ذلك فقد سمعنا اصواتا عديده من رؤساء دول مثل الرئيس – بشار الاسد – ومن صحافيين واعلاميين ومن رؤساء منظمات ومرجعيات وزعامات دعت الحكومة التركية – جهارا نهارا – الى التدخل العسكري في كردستان العراق وابادة الكرد واحتلال مدنهم ومناطقهم . الم تكن زيارة الرئيس الاسد الى تركيا مقدمة لتصعيد المواجهة الارهابية ضد الكرد ، ألم تشكل الاتفاقيات الامنية الثنائية والثلاثية مؤشراً سياسياً وميدانياً على اطلاق الحملة الارهابيه ضد شعب كردستان والنيل من الوضع المستقر في الاقليم ؟.
تساؤل اخير : لماذا لاتحصل الاعمال الارهابية في كل من دمشق وطهران ؟      



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تأخذوا -الحكمة-من افـواه الشوفينيين
- وفاء لذكرى القائد القومي ادريس البارزاني
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولا - 5
- امام تصعيد الحملة السورية الرسمية هل استعداء الكرد يفيد القض ...
- الصحافة النسوية الكردية .. والواقع والآفاق
- من رفض ارادة ربع الشعب الى مصادرة حقوق نصف المجتمع
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 2 – 2
- الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2
- عندما يتوحد الخطاب الشوفيني – بين السلطة الاستبدادية ومثقفيي ...
- توضيح من رئيس رابطة كاوا للثقافة الكردية
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصير وتحديات ...
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصيروتحديات ...
- على طريق الفدرالية : وداعاً لتسلط القومية السائده اهلاً بتقا ...
- هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردي ...
- على طريق الفدرالية : محاولة في تعريف فكرة - المؤتمر الشعبي ا ...
- التعاون الأمني السوري –التركي حول ماذا ؟ وكيف ؟
- دروس أولية من سقوط الدكتاتور
- خيار الفدرالية القومية الجيو – سياسية من الثوابت الكردية في ...
- خيار الفدرالية القومية الجيو –سياسية من الثوابت الكردية في ا ...
- نص كلمة رابطة كاوا للثقافة الكردية و اللجنة التحضيرية لتكريم ...


المزيد.....




- مع قرب الذكرى الخامسة لمجزرة الزيتون.. اعتقال الناشطة دعاء ا ...
- مليون ونصف نازح سوداني يواجهون خطر المجاعة مع شح المساعدات
- وزير حرب الاحتلال: يجب منع تحول الضفة ومخيمات اللاجئين الى ن ...
- ثالوث الموت يتربص بنازحي غزة والأونروا تدق ناقوس الخطر
- البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
- بريطانيا: سنتبع -الإجراءات الواجبة- بشأن مذكرة اعتقال نتنياه ...
- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى