أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - دارا كيلو - هولير وقنابل الارتزاق الانتحاري














المزيد.....

هولير وقنابل الارتزاق الانتحاري


دارا كيلو

الحوار المتمدن-العدد: 736 - 2004 / 2 / 6 - 04:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 يأبى الحق الكردي أن يتجسد إلا مغموسا بالدم
      تأبى الأيام وصيرورة التاريخ إلا أن تدفعنا باتجاه البكاء...
      ولم لا, سنبكي شهدائنا ولكننا لن نبكي طويلا, سنتوجع مع آهات جرحانا ولكننا سنداويهم, سنتحسر مع من فارق الأحبة لكننا سنتابع الطريق.
      ليست هي المرة الأولى التي نقدم فيها الضحايا, فجراح حلبجة المنكوبة لا زالت مفتوحة, لكننا لن نتوقف.. إن الوفاء لذكرى ضحايا هولير, وضحايا التاريخ الكردي منذ سايكس بيكو وحتى ما قبل ذلك وحتى الآن, تستدعي الفكر والعمل من أجل أن لا تذهب قطرة دم, أو دمعة يتيم أو أرملة أو ثكلى, أو آهة موجوع هدرا. يجب أن نكون أوفياء للضحايا وأن نمسح دموع الباكين بأن نعمل لإنجاز ما نذر هؤلاء الشهداء أنفسهم له, أن نكمل مسيرتهم, أن نعمل على أن نصون كل قطرة دم وكل دمعة وكل آهة في المستقبل. يجب أن نثبت للأعداء و الأصدقاء أن لسنا هواة بكاء وتضحية, ولكننا أصحاب حق وجديرون به. يجب أن نبرهن أننا أقوى من الموت, أننا أقوى من الدمار , لابد أن نحول الموت حياة, أن نحول الدمار بدءا لعمران جديد. كتب علينا أن نكون كالعنقاء تنهض من رمادها, رحل سامي وشوكت وشاهوان و و و ......ولكنهم باقون لأن الكرد باقون, لأن الكرد يلدون من جديد.
       الكرد يقولون للعالم نعم نحن هنا شعب حي, يدفع بأحبائه للموت ويبكيهم ليبني مرتكزات حياة جديدة, نحن حملة ثقافة الحياة, ثقافة الإنسان الذي يريد أن يعيش كإنسان, لذلك من الطبيعي أن تتعرض لنا ثقافة الموت, ثقافة من لم يعد يمتلك ما يقدمه في الحياة سوى نفيها.  هل سمع أحد ما أن الحياة انتهت أو توقفت رغم الحصاد اليومي للموت؟  إننا نحمل ثقافة الحقيقة والواقع والمستقبل, وستستمر الحياة, وسيتمر الكرد لأنهم يريدون الحياة لأنهم يحملون ثقافتها , ولأنهم يريدون الحياة فهم يستحقون ما يستحقه الآخرون من بناة ومحبي الحياة.
      ما دام المطلوب هو الفكر والعمل في مواجهة فاجعة هولير, يجب في البداية أن نتساءل كيف تسلل هذين المرتزقين وببساطة إلى أهدافهما؟ نعم إنها الإجراءات الأمنية, ولكن لماذا لم تكن الإجراءات مشددة والعراق وكردستان  يعيشان  ظروفا استثنائية؟  لماذا سمح المسئولون بتخفيف الإجراءات الأمنية؟ ألا يدل هذا على نوع من البساطة والطيبة في ثقافتنا وأخلاقنا الكردية والتي يجب تجاوزهما ؟ رغم أن التاريخ لن يعود إلى الوراء, والشهداء لن يعودا إلى أحبتهم, لكن يجب القول أنه كان يمكن بإجراءات أمنية بسيطة ومقبولة كشف هؤلاء المرتزقة.  يجب إعادة النظر حتى لا نبكي أحباء آخرين. بالإضافة إلى ذلك أدعوا النخب السياسية والثقافية إلى فتح جبهة كردية ضد ثقافة الموت وأصحابها, حتى لا يسمم هؤلاء حياتنا بالمزيد من سواد سلوكهم وثقافتهم, والعمل على عدة محاور منها :
1- الانضمام إلى جهود تجفيف الينابيع, من خلال نشر فكر التنوير والعلمانية والديمقراطية, وممارسة السلوكيات المطابقة لها , من أجل التخفيف من بؤر الظلام والفساد التي يعشش فيها هؤلاء, سواء على المستوى الكردي أو العالمي .وبذل كافة الجهود لمحاربة تدين السياسة وتسييس الدين, فهؤلاء المرتزقة بأجر أخروي( لأن هناك مرتزقة بأجر دنيوي) أُقنعوا وغسلت أدمغتهم بآيات وأحاديث إسلامية وليس شيء آخر, إن هؤلاء هم الصورة الحقيقية التي هي مآل استخدام الإسلام في السياسة.
2- دعوة الهيئات الدولية لإعادة تعريف الارتزاق والمرتزقة, فإذا كان المرتزق بالتعريف التقليدي هو من يحارب ويقتل من أجل المال, أي أنه يقاتل بأجر يتجسد مالا, فإن النموذج الجديد من المرتزقة, الذي يجب إضافته, هو المرتزق الذي يقتل بأجر يتلقاه في الحياة الآخرة, يتجسد هذا الأجر بأنهار من الخمر والعسل وعشرات الحوريات. ولا بد من إيجاد الوسائل الملائمة لمكافحة هؤلاء, وتجنيب البشرية شرورهم.
3- دعوة الهيئات الدولية إلى إعادة تعريف أسلحة الدمار الشامل المحرمة , من حلال إضافة نوع جديد هو الانتحاري الذي يفجر نفسه ويقتل البشر بالجملة. إن أسلحة التدمير الشامل تقتل بالجملة ولا تفرق بين عسكري ومدني وكبير وصغير وبشر و حتى حيوانات....., وكذلك تفعل قنبلة التدمير الشامل الانتحارية, فهي في طريقها للعبور إلى الجنة لا يهمها شيء سواء قتلت بريئا أو مذنبا, صغيرا أو كبيرا,  فمخيلتها المريضة لا تستطيع إلا أن تكفر الآخرين, وتجعل جثثهم جسرا للعبور  إلى الجنة للحصول على الأجر الموعود. وبعد ضبط التعريف الجديد لا بد من إيجاد وسائل, على المستوى الدولي, لمكافحة انتشار واستخدام هذه القنابل الفتاكة.
      إن الوفاء لدماء الشهداء, و أهم وأبلغ رد على هؤلاء القتلة, هو التأكيد على الحق الكردي, والعمل بجدية أكثر لتجسيده في الواقع, وأهم خطوة مطلوبة الآن, على ذلك االطريق, هي الإسراع في إنجاز توحيد الإدارتين الكرديتين. لقد أثبت الأعداء أنهم لا يميزون بين الديمقراطي والإتحاد في توزيع حصص الإرهاب والقتل, ويجب أن نشبك أيادينا في طرقنا لبناء حياة جديدة.
     أعزائي: أحباء وأصدقاء وأهل ورفاق شهداء هولير الثكلى, لا أمتلك كلمات العزاء أمام الموت, ولكنني أقول إن كل كردي شريف يبكي معكم.



#دارا_كيلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد والشيوعي العراقي .....وكهنة الفكر الشمولي
- العمامة والسياسة.....رب ضارة نافعة
- العقيد القذافي ... داعية كردستان الكبرى ؟
- صداميــــــات كردية
- الشمعة الثانية في بيتنا الآمن
- استئصال الشعوب...... صحوة الليث شبيلات
- كردستان سوريا ....الوطن السوري أم كردستان الكبرى
- الحوار الكردي في إطار الحوار الوطني السوري
- سليمان يوسف يوسف من أوهام الحوار الوطني إلى حقائق الإقصاء وا ...
- هل دشن البراعم عودة الحركة الكردية إلى السياسة ؟!
- نعم مولانا الخزنوي إنها متاهة ....ولكن......
- لا فرق بين أموات لالش و مكة إلى الكاتب هوشنك بروكا
- ماذا تريد الولايات المتحدة من الحرب على النظام العراقي ..؟


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - دارا كيلو - هولير وقنابل الارتزاق الانتحاري