مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 11:32
المحور:
الادب والفن
مع شمس الصيف .. رحل شاعر الحرية محمود درويش ..
الكلمة وفلسطين في ولادة مستمرة .. في تجدد دائم .
فلسطين والكلمة , في عشق أبدي لا متناهي في طقوس الكون العجيب وأسراره !؟ لأن في البدء كانت الكلمة وفي البدء كانت فلسطين وكنعان ..
مع التكوين ولدت فلسطين.. حاضنة للكلمة .. وموئلا للبشارة .. والتحليق في البعيد المنظور.. وغير المنظور ..
هدت البشرية للنور , زرعت الحق في الجذور , شرَعت قصيدة العدل , ورسمت أبجدية المحبة , فزاد إشراق الكواكب .. وشعَت النجوم في السماء تضئ دروب العتمة , علها تبعد السقوط , تلغي الشرور , توقف طوفان الفساد والكره ودماء الحروب .. ما برحت تنادي العذارى تسهر هادية المارَة , وما برح الشرق يئن بحاجة للفداء ............ للسلام .
بين أعمدة الحق , وشمس الحقيقة , وأناشيد السلام , ركع المحبون وتلاميذ البحر في هياكل الوحدة الإنسانية , تعمَدوا بالماء والزيت والحبَ , انصهروا , تألقوا , تاّخوا , ذهبوا موجة إثر موجة , وزعوا الخمر والسمك والقربان . فرحت تهللت مدينة الصلاة , ففرشت الأرجوان وزهور الربيع مع طفولة لا تعرف الخوف والفساد رافقتها الملائكة والأمهات في عرس شعري لاستقبال واحد من التلاميذ النجباء ..
كنورس بحر الشمال مدَ الجناح وطار , وحلق بعيداً بعيداً دخل في هالة الشمس , جذبته – كان ذلك في خمسنية الصيف لهذا العام – إنها الحقيقة ... إبن الكلمة يترك وراءه قواميس الكلام وبيادر النثر ودواوين الشعر ويمضي إلى موعد في السماء , ويبقى وحده جوهر الكلمة ,
تبقى حقول الكلام وزاد الفكر وحدها وفيرة في سهول القمح ودلتات الأرز وحقول الذرة تملأ الصوامع والإهراءات ومكتبات المنازل في كل دار ومخيم .
وتبقى وحدها الكلمة بيننا مزروعة على شرفات الحبق جدلها الياسمين على رؤوس الصبايا أكاليل فرح ونذور .
كخرز الثلج طعمها في الصيف عنددما تشرق الشمس على قمم الجبال خجولة بسحب الطيور المهاجرة .. .. نعنع و قرنفل نيساني مع خبز الأمهات ورائحة الزعتر البري في الصباحات , يبقى الطعم والشذى , والحضور والصدى , المهرجانات والصور , وعشرات الاّلاف تصغي تسمع تقرأ تكتب للمدى .. عن عاشق للأرض والإنسان والحرية والجمال ...... وتستمر الرسائل بلا انقطاع إلى ما لا نهاية أنشودة كونية .. قصيدة عربية ... فلسطينية.. وأغنية فيروزية .. وتبقى فلسطين لا تنبت ولا تلد سوى الكواكب والنجوم .... الشعراء والمبدعين .. الأبطال والمناضلين ..
أنشودة عالمية فلسفية نضالية ثورية إنسانية تكره الإلتواءات والمنعطفات تكره الضباب والسراب تعشق الإبداع والاّداب , ولا تعترف بالقيود والزنازن , دفاقة كينابيع الجليل زاهية كأوراق البرتقال , تعشق الفضاء والحرية تنهمر إلى السفوح فالحقول فالأودية ويرتسم لون فلسطين الأخضر , تنمو الغابات أكبر فأكبر يتألق الشعر في الأمسيات الحزينة على رثاء نفسه في قصيدته الأخيرة لشاعر فلسطين الكبير , الطائر المغرد في سماء فضاءات كرتنا الأرضية المحترقة ببراكين الإنسان وبراكين الطبيعة ....!
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟