أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم الخالدي - عن أية علمانية يتحدث















المزيد.....

عن أية علمانية يتحدث


هاشم الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انشغلت الفلسفة دائما بأسئلة أزلية ليس لها من أجوبة.. لو أن الأسئلة كانت مما يمكن الإجابة عليها لما كانت أزلية ولما كنا لنتحدث عن الفلسفة، بل عن العلم أو الفن. وهما طريقان آخران للإجابة على الأسئلة التي تؤرقنا. الفيلسوف الألماني بوريس جرويس

لقد طرحت المناقشات الفلسفية القديمة مسالة الوجود هذه من منظور ثنائية الوعي والمادة أيهما اسبق وجودا.
ان الوجود موجود خارج وعي الإنسان, أي سواء أدركه وعيا أم لم يدركه وعيا...أي إن ما لا يدركه وعيا هو موجود لكنه مجهول في وعيه , إن سقف الموجود في الوعي يزداد بينما سقف المجهول لا نهائي ومطلق, ان تساؤل الوعي الازلي عن اصل الوجود ناتج عن ادراك آخر في قدرة الانسان, أي إن الإنسان يعي أن هناك في قدرته الدماغية شكل من الإدراك ,لكنه ليس هو شكل الإدراك وعيا ,وإنما شكل آخر سكوني يعبر عنه في الوعي ذاته افتراضا بالمطلق المفترض, فالمطلق موجود كحقيقة مفروضة على الوعي وهو لا يجهل وجوده وان كان يجهل ماهيته وسببيته ,فالمطلق بالنسبة للوعي فرضية لان إدراك المطلق غير خاضع لآلية الوعي الجدليه, لذلك هو وحي , إلا إن وجوده هو وجود موضوعي ,أي خارج عن إرادة الإنسان ورغبته ووعيه عموما , وان هذا المطلق هو المهيمن في الوعي مهما زاد سقف الوعي , و مهيمن على الوجود, ولا يعلو على وجود المطلق هذا أي وجود آخر فهو وجود سرمدي وازلي ومصد ر للموجودات كلها , فهو الحق الأعلى , لذلك يستمد الوعي منه قيمه في الحق والعدل , ويقترب منه دون أن يصل إليه ,وذلك عجزا أزليا فيه, أي إن الإنسان مسلما له بالفطرة... لذا فان الإدراك وحيا هي ظاهرة موضوعية كما هي ظاهرة الإدراك وعيا ,وهما من خاصية قدرة الإدراك في الإنسان وليس في قدرة غيره من الكائنات الحية . إن ظاهرة الإدراك وحيا تفرض حقيقة ثنائيه ألواحي والموحى إليه , كذلك ظاهرة الإيحاء , إن ظاهرة الإيحاء أصبحت ظاهرة علميه في الباراسيكولوجي رغم أنها ليست ماديه ولا تحجبها المادة ....فهل لا يدل ذلك على حقيقية ظاهرة الوحي والإدراك وحيا رغم اتخاذ المطلق موقع الفرضية في الوعي..؟؟.
لقد طرحت المناقشات الفلسفية القديمة مسالة الوجود هذه من منظور ثنائية الوعي والمادة أيهما اسبق وجودا ,أما ظاهرة الوحي وما للواحي والموحى إليه من شان في المعادله عظيم, كونه الفعل الغير خاضع للجدل المادي وجدلية الوعي, فانه يفتح أفقا كبيرا في فهم طبيعة السير وره الانسانيه التاريخية ودور نزعات الإنسان الغريزية والمعرفية والايمانيه معا وأهميتها في تحقيق سعادة بني الإنسان- الخليفة,ولا أدعي بان لي السبق والتميز ولكني أرى أن آفاق من الفهم للدين والدنيا تتفتح في فترة حرجه من تاريخ امتنا التي باتت تتخبط نخبها بين تناقض مفتعل بين التيارات العلمانية وبين التيارات الدينية التي ذهبت بعيدا رجما في الغيبيات المتوارثة في نصوص التأويلات والتفسيرات المنقوله. بل وبلغت أحزابها عددا وشرذمة ما لم تبلغه في أي وقت مضى ,لأسباب تتعلق بمعانات الناس من السلطات المختلفة وحاجتها إلى الخلاص ...إن النظره إلى الدين من زاوية أسطوريه يقابلها على الطرف الآخر النظرة الماديه الشيئيه ,تلك هي الثنائيه في الفلسفه,وهي ما ينبغي تجاوزها. فالعلمانيه التي ندعوا ايها هي الساحة مشتركه للفعل الانساني الخلاق.

ان القدرات الادراكيه والبدنيه للانسان هي اساسا قدرات ماديه طبيعيه فيه .. نتجت عن تغيير في التركيبه الوراثيه له الا ان لظهور قدرة الادراك الدور الحاسم .. جعلت للانسان ان يتميز بثلاث نزعات موضوعيه هي وعي الواقع ووحي المطلق فضلا عن الغريزه, تنعكس هذه النزعات في المعرفه والايمان و المعيشه, وهي مسألة تتمثل وتتحقق في اولى ممارسته الفرديه و الاجتماعيه البدائيه وارتباطها بعلاقه الاسره او علاقة القطيع والجماعه والتي كانت هي ابسط تلك الممارسه الاجتماعيه, اسوة بكثير من الانواع الحيوانيه, فلما كان الانسان يتميز عن جميع اقرانه الحيوانيه بهذه القدرات وكان اول تميزه هو في تلك الممارسه الاجتماعيه في مرحلة المشاعيه الاولى , الا ان اضطلاع تلك القدرات بالدور الحاسم هو عند ممارسة ذلك الانسان المقتدر انتاج معيشته بعد ان تحول الى كائن منتج بفضل تلك القدرات ايضا, واصبحت علاقات الانتاج هي التي تحدد بشكل رئيسي شكل تطور العلاقات الاجتماعيه عموما.لذلك يبرز التشريع كمنظومة تقنين لتلك العلاقات الاقتصاديه والاجتماعيه بما يخدم اساسا الكتله التاريخيه الصاعده وبما يحفظ الحد الادنى للمعيشة الضرورية لقوى الانتاج وبقاء السلم الاجتماعي ...ويتغير ذلك وفق المستوى الحضاري على عتبات سلّم تطور قوى الانتاج . الا ان ذلك كان منذ البدئ معززا بالوعي المعرفي والعلمي وهو ما يميز الانسان عن الحيوان.... ان حركة الوعي في الممارسه تجدد و تنوع وتراكم المعرفه والعلوم فهي بذاتها قوة نزوع لا حدود لها على المستوى الفردي والجماعي ليس هناك قوة تحول دون تحقيق افاقها كما ان وحي الايمان يعكس الفضيله فهو غاية في الافق من القيم والمثل العليا اضطلع به رسل الخالق وانبيائه عندما تلقوها وحيا منه بلاغا للناس جميعا لتكون شريعة اخلاق على المستوى الفردي والجماعي ايضا.........لهذ فان التمييز بين الشرعة والشريعه هو في مقدمة مستلزمات فهم العلمانيه .. وعلى العموم فان العلمانيه هي تحرير للمعرفه الانسانيه في مجال الشرعة الانسانيه بالدرجة الاولى وتمييز لها عن الشريعه الربانيه من محاولات اختلاط الفهم اما عن موقع هذه الشرعه من التشريع الديني فان تقديره ذلك يعتمد على فهمنا للتشريع الديني اولا , وفي اعتقادي هناك فهمين مختلفين سائدين , الاول يرى بان الشريعة والشرعة معا هما من الدين حصرا وهذا هو الموقف الديني التقليدي, واخر يرى انهما من التقدير الانساني حصرا وهذا هو الموقف العلماني التقليدي, وفي الحقيقه ان موقفا ثالثا برز يتشكل في عالمنا العربي الاسلا مي يميز بين التشريع- الشريعه وهو التشريع الديني, وبين التشريع – الشرعه وهو التشريع الانساني , فالشريعه وفق هذا المنظور الثالث هي قيم ومثل عليا تنطق بها جميع الرسالات السماويه وحيا فهي وحي من الله .... واوحينا اليك كما اوحينا الى نوح ..., وتجدهذه الوصايا من الله سبحانه الى نبيه نوح مرورا بنبيه ابراهيم والانبياء والرسل وصولا الى خاتم النبيين والرسل محمد عليه افضل الصلاة...............شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيمو الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب)الشوره 13....
اما الاخر فهو شرعة وليس شريعة وهي تختلف في الزمان والمكان فهي من بني الانسان , ............. _ فلكل شرعته يتفق مع زمنه ومكانه (لكل جعلنا منكم شرعته ومنهاجا)المائده 48.....فالعلمانيه هي اجتهادات علميه في الشرعه تحفظ ديمومة جعل الانسان خليفه (ناجز).



#هاشم_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على ... الفرضية الأولى للطريقة المادية
- سكونية الوحي والايحاء وجدلية الوعي
- مصادر المعرفه والايمان وعاتق المسؤوليه على من؟
- الحداثه وما بعد الحداثه مشروع غير متوازن ومناقض للفطره الانس ...
- ضد الثنائيه في الفلسفه
- الفضيلة والعلمانيه
- اساله لابد من اثارتها في التقدم نحو الماضي
- ملف يسار من هذا الزمان
- نهاية نزعة البعد الواحد ...التعدديه ضروره حتميه انسانيه
- تنبيه ! ...احذروا البيانات الرافضة للاحتلال زيفا كما احذروا ...
- صراع الحضارات حقيقه تاريخيه موضوعيه
- على هامش مقالات مدخل لوحدة اليسار
- فلسفة الاصلاح الديني في النص شكلا وجوهرا
- حول فلسفة الاصلاح الديني والعلمانيه
- كيف نفهم افكار محمد شحرور فلسفيا
- العلمانيه مدخلها سلطه تؤمن بها
- ملاحضات وتعقيبات حول قانون المساءله
- الفوضى ومصير السلطويه واحزاب القوميه الغربيه
- فشل القاعده من سياق فشل الامريكان
- هل المسؤليه مسؤولية الاحزاب الطائفيه والقوميه في عودة البعثي ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاشم الخالدي - عن أية علمانية يتحدث