المدلول الحقيقي للمساواة

علي سلمان البيضاني

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:21
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

لما كانت المساواة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمبادئ العدالة والانصاف فانة يجدر بنا في هذا المقام ان نعني بايضاح معنى المساواة .
ولاتعني المساواة وحدة المعاملة , ذلك لأن اختلاف الطبائع الانسانية امر لا مفرمنه وانما تعني المساواة تأكيد ان لا يوجد اختلاف طبيعي بين مطالب الناس في السعادة . فالناس جميعا سواء في المطالبة بالسعادة وتقصيها . ولذلك وجب ألا يقيم المجتمع العوائق في وجه تلك المطالب بكيفية أثقل وطأه على البعض دون البعض الاخر . فلا تحرم مثلا ممارسة المحاماة على البعض لانهم من طائفة معينه او من عرق معين.او يمنع الناس من الالتجاء للقضاء لمجرد ان اراءهم ليست مما تحبذها الجماعة.
فالمساواة أذن محاولة لاعطاء الجميع فرصا مماثلة بقدر الامكان لينتفع كل منهم بما قد تكون بين يدية من امكانيات, ومن ثم تعني المساواة ان كل فرد سيعمل حسابة فيما يتخذ من قرارات في كل موضوع يمسة وان كل مكنة يقلدها القانون لمواطن غيرة في مثل ظروفة ستلصق به هو ايضا وانة متى قرر المجتمع معاملة البعض معاملة تتميز عن المعاملة التي يلقاها الاخرون فأن تلك التفرقة يجب ان يكون لها سند من الصالح العام .
فليس مما يخرج عن معنى المساواة تغليب الحاجات العاجلة على الحاجات الغير العاجلة لدى الاخرين .
ومن ثم لا مفر من اعتبار المساواة مرتبطة بالحرية لأن المساواة انما تعني قبل كل شيئ تنظيم الفرص, ثم تعني بعد ذلك أن فرص الفرد لايجوز ان يضحي بها في سبيل فرص فرد اخر الا من اجل الصالح العام . ولنضرب مثلا على ذلك فنقول أنة لا يجوز حرمان اي طفل من التعليم . ولكن عندما يتقدم عدة مواطنين لشغل وظيفة من الوظائف العامة يجب ان يفضل من كان على قدر اكبر من الكفاءه وبعبارة موجزة فأن المساواة عبارة عن تنظيم الفرص بحيث لا تلقى شخصية فرد للقهر من اجل المصلحة الخاصة لشخص او اشخاص اخرين بغير مبرر من الصالح العام . فالفرد يعطي فرصتة في أن يستخدم حريته وهو يعلم انه في سعيه الى تحقيق سعادتة لن تقف في وجهه عقبة استثنائية تختلف عما قد يصادف غيره, وقد لا يصل الفرد الى هدفه ولكنه لا يستطيع على اي حال بأن يدعي من المجتمع قد اثقل علية لكي يضمن فشله .
فالمساواة تعني المساواة في الفرص مع تمكين الافراد جميعا بقدر الامكان من استعمال حرياتهم في الاتجاهات التي يريدونها تحت تنظيم القانون .

#علي_سلمان_البيضاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات