|
هل فَشَلُنا وتخلُفُنا في ميادين الأولمبياد فقط ...؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2378 - 2008 / 8 / 19 - 06:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلنا يخجل من الإجابة أو يتحرج وبعضنا يعتبره تعدٍ مباشر على أصالتنا وعلى المرحوم تاريخنا وعلى كنا وكنا وكنّا ... ونحن محبطون في كافة الاتجاهات وبجدارة ولا نخجل من فشلنا المأزوم .. وقد أثار شجوني الأخ نضال نعيسة عبر مقاله ( العرب وغربة الأولمبياد ) ورحت أبحث خارج مهرجان الألعاب الدولية حيث تصنيفنا فيه الصفر وبخجل مع بعض الطفرات والتي لاتسمن ولا تغني من جوع الإبداع والابتكار وأقتطف من تساؤلات السيد نعيسة من مقاله المذكور وهو يردد بمرارة السؤال (فالعرب العاربة والمستعربة والمتصهينة والمتنفطة والمتأمركة، بقضها وقضيضها، وشبابها وشيبها، لم يستطيعوا جميعاً، بعون وحمد من الله سبحانه وتعالى، أن ينالوا حتى اليوم ولا حتى ميدالية خشبية أو بلاستيكية،) وأهمس باذن السيد نضال منذ أمد قريب انتصر بعضهم على العدو دون أن يحتل سنتمتراً واحداً من أرضه وذلك بنصر إلهي مع أنه تكبّد خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح ...؟! ويتابع السيد نعيسه وهو يزف البشرى للعرب . : ففي أعظم أولمبياد في تاريخ البشرية حتى اليوم لم يستطع العرب المفلسون حضارياً الإتيان بمثله هم وكل خدمهم وحشمهم ومرافقيهم ومخابراتهم وجواسيسهم وغلمانهم وخليلاتهم . ( ولكن تصورا هالنصراني ابن النصراني، وربما اليهودي الأمريكي مايكل فيلبس والعياذ بالله، أصبح أكثر الرياضيين تتويجا بالذهب الأولمبي في تاريخ الألعاب الأولمبية، أمس الأربعاء في بكين بعد أن رفع رصيده إلى 11 ذهبية متجاوزاً كل الأرقام القياسية السابقة كما ثرثرت وجعجعت وكالات الأنباء الملعونة الخنزيرة "تبع" الكفار أعداء الله، وطبعاً، لأنها "منحازة ضد العرب". ورغم أن هذا المشرك( ومصيره النار بإذن الله)، هو ليس من سلالة خير أمة أخرجت للناس،)(انتهى) وجغرافية الوطن العربي في أسيا وإفريقية أراض سهلية وتجري فيها أنهار غزيرة .. الفرات دجلة الخابور العاصي اليرموك ومن أغزر أنهار العالم (النيل) يمر عبرأراضٍ سهلية خصبة في السودان ومصر ومع ذلك نستورد القمح ومشتقاته من دول الغرب كي نسد جوع هذه الشعوب التي لم تزل حتى تاريخه تستورد البذور من منشأ أجنبي لنبذرها بطرق بدائية معتمدين ولم نزل على الثور والبغل في الحراثة وجني المحصول باليد في معظم عمليات الإنتاج الزراعي تقريباً وعلى التوكل القدري ونستورد السمون والزيوت وحليب الأطفال من بلا الكفر ونحن بلاد الشاة والنوق والتين والزيتون ... ومنه فإننا في أولمبياد الزراعة لن نحصل حتى على ميدالية تنكية ... وأما في أولمبياد الصناعة والتكنلوجيا يجب أن ندفن رؤوسنا في الأرض حياءً .. حتى إبرة لانصنعها بدون استيراد الآلة المُصنّعةِ ونستورد كل شيء من المولدات الكهربائية إلى السيارات والقطارات والبواخر والطائرات والأدوات المنزلية من غسالة وبرّاد ومكنسة وفرّامة وعصّارة وكذلك نستجر قطع غيار لتلك الآليات وباستمرار كما نستورد الدواء بدءاً من حبة الاسبرين ونتوجها بحبة الفياغرا الزرقاء شعار الانتصاب العربي .. ونتباهى بالعلاج الشهير بول البعير وحبة البركة وحمل الأحجبة .. وبالنتيجة فإننا في أولمبياد الصناعة قد نحصل على ميدالية صاروخ عابر للقارات من إنتاج غربي .. ؟! نزين به صدور الزعماء الميامين في عنجهية فكرية غبية ...؟ وفي الأولمبياد الاجتماعي المواطن الإنسان تحت خانة الصفر وديمقراطيات حكم مزيفة وحكام شموليون يتوارثون السلطة والمرأة لم تزل ناقصة عقل ودين وعورة بالكامل ومدفونة في حجاب التخلف والتعاليم السلفية ويحرّم عليها حتى قيادة السيارة ويفتي الفقهاء بمنع مسلسل نور ومهند لأنها تحرر المرأة من قيود وطغيان الرجل وفي دولة إسلامية أيضاً وجائزتنا في المجال الاجتماعي ميدالية كرتونية مهترئة تعلق على صدور الحكام والمفتين .. وننهي مقالنا حيث انتهى الأخ نضال نعيسة في مقاله الآنف الذكر .. َ:وماذا تعني الإنجازات الإنسانية، وأين هي البطولة الحقيقية وكيف تظهر في الميدان؟ وأن الشعوب المفلسة والخاوية من أي أفق حضاري وإنساني تقف عاجزة أمام أي نشاط فيه فن وأخلاق وإبداع. فعملية تفريع هذه الشعوب من أية قيمة ومثل علياً، وإرث حضاري، وزرع القيم العنصرية البائدة فيها، وعلى مر دهور من القمع والفساد والقهر والاستبداد قد أتت أكلها، والحمد لله، الذي لا يحمد على سقوط بالأولمبياد سواه.
وهل تعلم بنو قومي الكرام بأن هناك الكثير من الأشياء وعلى بساطتها، كالركض في الميدان وكسب مجرد ميدالية رمزية،" لا تودي ولا تجيب"، لا تستطيع كل مليارات السحت الحرام أن تشتريها؟ وأن الرسالة الحضارية لأية أمة في التاريخ هي في ما تتركه من إنجازات، وفن، وعلوم، وفيما تبذله من دروس نبيلة في التضحية والتحدي وتحقيق المنجزات. لا تلك الحالة المقرفة والمخزية التي تعيشها الإمبراطورية العربية البدوية من المحيط إلى الخليج، والتي تمور بحمى الطائفية والمذهبية والعنصرية والتفرقة والبغضاء وفوبيا الجنس وفنون التقاتل والتنابح والعواء، ( كشفت وفاة الشاعر محمود درويش عما تكتنزه بعض النفوس من سادية وحقد وسوداوية لا يتصورها عقل الإنسان)، واجترار ثقافة بدوية منحطة صفراء أتت على عقول ونفوس شعوب هذه الأرض اليباب،( تعبير الأرض اليباب Waste Land The هو للشاعر الإنكليزي تي. إس. إليوت1888–1965)، وجعلتها عصفاً مأكولاً تعاني القحط، والتصحر واليباس. فبأي آلاء ربكما تتباريان؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزمن يتحدى وفتاة من السعودية تقبل التحدي ...؟
-
مهند ونور يردان على المشايخ ...؟
-
هل الرجل بحاجة إلى أكثر من زوجة ليكون رجلاً ...؟
-
دولة كركوك العلمانية المستقلة ...؟
-
عنجهية الأنا العربية ... إلى أين ...؟
-
عصّب مهند وزعلت نور وعصب البشير وزعل القذافي ..؟
-
لا أقليات في الدولة العلمانية ..؟
-
أردوغان ينجح في السياسة ويسقط في الحجاب ..؟
-
تعدد الأديان والشعوب من صور الإله الحضارية ..؟
-
سنوات الضياع ونور بين إقبال جماهيري ورفض كهنوتي ....!؟
-
التزمت حتى في الحرية يحوله إلى استبداد ...؟
-
النساءالمفتيات تنافسن الرجال المفتين في سورية ...؟
-
هل يمكن أن يلتقي قطار العلمانية التركي بنظيره السوري ..؟
-
في الماضي والمستقبل لا طائفية في سورية ....
-
العقوبات إصلاح وتهذيب وليست وحشية واستلاب أرواحالمنامة
-
صرعات شبابية ودول مصروعة .. ؟
-
المأساة ... أن النكسة أشد وقعا من الهزيمة ...؟
-
أردوغان في ورطة الحجاب ...؟
-
برلمانيون سلفيون في الكويت تزعجهم حفلة راقصة خاصة ..؟
-
لعبة الحجاب في تركيا .. إلى أين ...؟
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|