بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أود بكلمتي هذه أن أرد على الأستاذ محمد خلف الرشوان في كلمته المنشورة في الحوار المتمدن بتأريخ 13 آب 2008 تحت عنوان" أسئلة بحاجة ألى أجوبة في التوراة و الإنجيل".
يظهر لي من مقالته هذه أن الأستاذ قد قام بدراسة الكتاب المقدس بتعمق وأظهر التناقضات الموجودة في العهد القديم و العهد الجديد.
فذاا كان القصد من كلمته هو تبرئة الإسلام من النقد الموجه له ففي رأيي أنه قد حاد عن المنهج العلمي الذي يبغي إتباعه لأنه من السهل جداً تسطير كلمة مماثلة لكلمته بإظهار التناقضات و الأخطاء المجودة في الكتب الإسلامية كالقرآن و الأحاديث كما فعل هو بالعهدين القديم و الحديث.
لا يخفى على الأستاذ الجليل أن الأديان تتألف من عنصرين منفصلين هما عنصر الغيبيات و عنصر الدنيويات. فعنصر الغيبيات يعتمد على الأيمان فكما يؤمن الهندوسي بقدسية البقرة يؤمن المسيحي بألوهة المسيح و المسلم بأن القرآن هو كلام الله و لا مجال لتحكيم العقل في هذه الأمور الغيبية فهي لا تصمد أمام التحليل العقلي المنطقي الذي إستعمله الأستاذ الرشوان لبيان التناقضات في الكتاب المقدس . إني مثلاً أحترم الهندوسي في تقديسه للبقرة بشرط - و هذا شرط مهم جداً- بشرط أن لا يؤذيني معتقده. أما الأمور الدنيوية التي تعتمد على النظم الأخلاقية التي أتت بها الأديان فهي تهدف ألى تنظيم العلاقات بين الإنسان و أخيه الإنسان.
كان بدأ أديان التوحيد بهجرة النبي داود من سومرإلى أرض كنعان قبل أكثر من أربعة آلاف عام. و منذ ذلك الحين و حتى القرن الثامن عشر كان الإنسان يعيش عيشة شبه بدائية فماذا صنعت الأديان للبشرية خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن؟ لاشئ سوى الإتيان بتعاليم أخلاقية أهمل البشر أغلبها كالمثال الذي ذكره الأستاذ في مقالته عن إهمال الأقباط تعاليم المسيح.
فالمقارنة العلمية الصحيحة بين الأديان يجب أن تكون – ليس بين غيبياتها - و إنما بين دنيوياتها. و إني أترك للأستاذ الرشوان مهمة مقارنة النظم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام مع تلك التي جاءت بها المسيحية.
و في الختام أود أن أضيف أن الأديان و خاصة السماوية منها قد خلقت التفرقة و الكراهية بين البشرفأذا أراد البشر أن يعيسشوا بمحبة و سلام بصرف النظر عن معتقداتهم ينبغي التخلي عن هذه المعتقدات البالية و التي مضى عليها آلاف السنين.
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟