أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل ندا - الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (1)















المزيد.....

الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (1)


عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة السياسية فى الحكم، فى أحد تعريفاتها الهامة، هى عملية تحاول التوصل إلى أفضل الصيغ وأدق الأحكام، وتضع المبادئ والمعايير التي على ضوئها يتم بناء النظريات والتطبيقات. وهذا بغض النظر عن نظم الحكم أو الأيديلوجيات. فالإنسان قد تخطى كل الأطر بعد تجريبها ودراستها فى الواقع.

البشرية تتحرك ككتلة واحدة بها حراك داخلى. كما تتكون البشرية ككتلة واحدة، من مجموعة من الكتل الفرعية أو تكتلات. يتم التفاعل بين المكونات (الكتل المكونة). وهناك كتل عنصرية، وهناك كتل فكرية وكتل مصلحية وكتل وهمية وربما أنواع أخرى. والمكونات جدلية بطبيعتها. بمعنى، مثلا، أنا منفصل عن باقى البشر وجزء لا ينفصل عنهم. وفى تفاعل مستمر. فأنا إنسان فرد متفرد (أو جماعة)، وجزء من الإنسانية جمعاء فى نفس الوقت ومتفاعل معها. تفاعل مختلف الشدة والنوعية. فالمكونات جدلية بطبيعتها، وأحيانا صامتة وعاجزة.

علاقة الإنسان بالإنسان متأرجحة. فهل الآخر هو الجحيم؟ ربما الآخر شر لابد منه. وربما الآخر هو النعيم، إذا ما تفاهمنا دون أن يجير أحدنا على حق الآخر المعلوم. أقصد حقوق الإنسان الحقيقية لا الدعائية الإدعائية، كإدعاء الديمقراطية.

ذهب (هوبس) الى: " أن الانسان حيوان محب لذاته (أناني) لايتحرك حركة إلا لما يفيد ذاته ولكنه مع ذلك مفطور على كراهة العزلة والانفراد، ثم ان القبائل كانت في حالة تزاحم وتناهب، يغير الاقوى على الاضعف منها، ويذهب بحياة أفرادها أو يجتاح ثمراتها، فإضطر الانسان للاجتماع الى طائفة من بني نوعه تكمل نقصه وتسد خلته فأحدث الحكومة للهيمنة على جماعته وسوقها الى غرض مشترك ". وجدي، محمد فريد، دائرة معارف القرن العشرين، 3/473-475.

من حق اى إنسان أن يكون أنانيا، ولكن هذا لا يعنى أن يمارس الإجرام تجاه الآخر. فللأنانية حدود تقف عند حدود الآخرين. الإنسان أعلى قيمة إذا ما قيمنا العناصر الكونية كلها، ولكنه ليس مقدسا بمعنى خليفة الله فى الأرض، أو منزل من السماء، التى لا نعرف كونها علميا وعمليا، أو شعب اللة المختار كما يقول البعض. فله حقوق وعليه واجبات يلتزم بها. حقوق و واجبات أعلى من التقاتل من أجل الإستحواز.

أما (روسو) فيؤسس لنظرية العقد الاجتماعي إذ ينظر الى تاسيس الدولة باعتبارها نتاجا لتكاثر الجنس البشري وتعدد الافراد المؤدي الى الخروج من حالة السكون والرخاء الهاديء الى التفاعل الشديد فيقول: " إن حالة الانسان الاولى الفطرية كانت قائمة على سعادة راقية فأدى ازدياد النوع البشري الى ذهاب تلك السعادة واصبح الفرد عاجزا أمام العقبات التي تعترضه في طريق حياته وجلها نتاج لشرور البشر، فوجد ان الاجتماع الى مثله من الافراد من الضروريات فسلك ذلك الطريق بواسطة عقد. وهو اتفاق بين افراد المجتمع دفع به الفرد جميع حقوقة الى الهيئة الإجتماعية، وهذا يقضي المساواة العامة. لانه لكل فرد نفس الحرية التي كانت للاخر ". ترجمة عن الموسوعة الفلسفية نسخة المكتبة البريطانية.

الجماعة البشرية تختلف عن التجمع البشرى وكلاهما واقع. فالجماعة متفاعلة كما يتفاعل الزملاء فى العمل أو المدرسة، مثلا. على عكس التجمع البشرى الغير متفاعل كالجالسين على مقهى مثلا، بلا حوار بينهم. والأصل فى الإنسان تكوين جماعات وليس تجمعات. والجماعة تتكون من أفراد تحكمهم مشاعر وأفكار ومصالح متفاعلة.

الكتل المتشابهة تتجمع وتتآلف ثم تتناقض، والمتناقضة تتصارع وتتباعد. والنقيض للنقيض مبهر لانه مكمل. المسألة كما يقول د. يحيى الرخاوى، مسافات مريحة ومسافات مزعجة، نحب ونكره، وقد تستدعى المسافات باقى المشاعر، كالخوف والعدوان والغيرة والرغبة والإشتياق وغيرها. والتفاعل والحوار هو رغبة لتغيير تلك المسافات بين البشر.

كلما كانت الكتلة البشرية متماسكة كلما كانت أقوى. وكلما كان التماسك إنتمائى (بالإجماع) خفت الكتلة فى القدرة على الحركة والتأثير. الصين مثلا كتلة ثقيلة إلا أنها خفيفة فى القدرة على الحركة والإنجاز. هذا الكلام مبنى على رؤية الدكتور جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر.

نوعية بناء الدولة يخضع لنظريتين أساسيتين. الأولى هى، إما أن البناء يشرك الجميع، أى جميع الكتل الصغيرة وحتى الأفراد. فتتشكل كتلة متجانسة البناء تتميز بأقل درجة من الإنفصال والإنفصام والتناقض بين الحاكم والمحكوم. والثانية هى أن نخبة ما تشكل كتلة تخدم باقى الكتل والأفراد بلا إستثناء. بناء هرمى للقوة. والجماع النسبى بينهما جائز. أى بناء آخر هش بالضرورة، لانه تجمع بشرى وليس جماعة.

يقول عبد الله الفريجي : كل شيء لدى الإمام الشيرازي الراحل(قده) يمر من بوابة الفقه وينتهي إليه؛ ذلك أنه فقه شامل لا يقف عند زمان أو مكان، والذين يعتقدون بتوقف الفقه إنما هم الذين توقفوا عند فقه معين، أما الإمام(قده) فإنه يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل برابط أساسه الدين والوعي والإدراك العميق للموضوعات. http://www.annabaa.org/nba65/mlamh.htm

الفكر الديني السياسى يحاول أن يفرض على العالم السعي وبذل الوسع في استنباط الأحكام الشرعية (بما أنها مواقف من الموضوعات على اختلافها، سواء كانت الأحكام مستندة إلى نصوص معتبرة أو إلى عمومات الشريعة، والتي يعبر عنها بـ (الوظيفة العملية) بالمصطلح الفقهي.
هل السياسة تهدم الدين والأخلاق بالضرورة؟ هذا مفهوم خاطئ. الفكر الدينى يتعامل مع الإنسان أحيانا من منطلق أن البشر كائنات متدنية، لا تعرف مصلحتها وقاصرة وغير مسئولة حتى عن نفسها ولا تستطيع الإتفاق فيما بينها، أو الإختيار السليم.
السياسية تحاول بالضرورة حل المشاكل التى يعانى منها الإنسان وتضع لها الحلول. إذا فشل أى نظام حكم فى حل مشاكلة المزمنة لزم تغيير النظام، ذاتيا أو من خارجه.

أرى أن القلة القليلة من البشر، شريرة بطبعها والقلة لا تعرف مصلحتها، فلا يجب أن نبنى نظرياتنا على العينة المتطرفة، على طرفى المتصل البشرى بين النقيضين. ولا يجب أن نسمح لمن يعلو صوته، أن يكون له الحق أو القدرة على الإستقطاب، وإمتلاك القوة الوهمية. ويجب العمل دائما على تقليص وجذب هاتين الفئتين الى المسيرة البشرية التى نختارها جميعا.
فى الفلسفة السياسية: "أنا لست بخيركم ولكن عندما تعطونى عصى الحكم، سأكسسر عظامكم."



#عادل_ندا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة إسرائيل وهم (21)
- دولة إسرائيل وهم (20)
- دولة إسرائيل وهم (19)
- دولة إسرائيل وهم (18)
- دولة إسرائيل وهم (17)
- دولة إسرائيل وهم (16)
- دولة إسرائيل وهم (14)
- دولة إسرائيل وهم (13)
- دولة إسرائيل وهم (9)
- دولة إسرائيل وهم (7)
- دولة إسرائيل وهم (6)
- دولة إسرائيل وهم (5)
- دولة إسرائيل وهم (3)
- دولة إسرائيل وهم 1
- مع خالص إحترامى لعقلى
- من وحى فيلم الفالوجة
- دعوة الى رحلة مع الجمال
- لا أهلا ولا مرحبا بك يا بوش
- العبقرية والجنون والمرض 6
- العبقرية والجنون والمرض 4


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل ندا - الإنسان والجماعة وسياسة الحكم (1)