ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:54
المحور:
الصحافة والاعلام
يقول نابليون بونابرت .. تستطيع بجيش أن تدمر بلد ، لكن بوسيلة إعلامية تستطيع أن تدمر أربعة جيوش جرارة ، فما قصده نابليون من وراء هذا القول ، ليس التدمير بقدر ما لدى الإعلام الحر من تأثير طاغي حتى على الجيوش الجرارة .
فماذا ستفعل سورية الجديدة ، هل ستقلب الواقع المزيف وتسعى إلى تغييره ، أم ستعيد قراءته برؤية جديدة ، وهل ستتأثر بالواقع أو ستؤثر فيه ؟.
هذه الأسئلة وغيرها يصعب الإجابة عنها دفعة واحدة ، فالرسالة التي ستحملها شاشة سورية الجديدة كفيلة بالإجابة عنها ، قد تجيب عن إحداها فقط ، وقد تجيب عنها جميعاً ، لكنها ومهما كثرت الأقاويل والتأويلات حول رسالتها ستبقى سورية الجديدة تمثل عين الواقع لا خياله .
فالواقع الذي ستغوص فيه سورية الجديدة بحثاً واستقصاء هو واقع العقل والمنطق ، بعكس واقع إعلام السلطة الذي هو واقع مأزوم بالصورة العقيمة والخبر المجزوء ، واقع سلطوي يفتقر إلى أبسط معايير العمل الإعلامي لصالح استمرار ذات الدعاية وذات الأسطونة القديمة .
واقع سورية الجديدة سيروي عطش المشاهد العربي قبل السوري ، لكل ما يحتاجه من رأي حرم منه وصورة جديدة تحاكي الواقع وتنقل جزئياته وتضيء جوانبه المعتمة ، لسينتج الجمهور في النهاية أي ثقافة يرتضي وأي ثقافة أصلح في مقاربة الوقع ، ثقافة إعلام العقائد والأيديولوجيات العتيقة ، أم ثقافة إعلام العقل والأراء .
من الآن بدأ النمامون والأفاكون سن حرابهم استعداداً للطعن في سورية الجديدة والتشكيك برسالتها ، فالضغينة تسري في عروقهم كما يسري سم الأفاعي في بطونها ، ونسأل .. أي من الشعارات حققتم ، وأي من الجمهور أقنعتم ؟ الواقع أنكم زيفتم وضللتم والأقسى أنكم قيدتم الكلمة عن فضائها الرحب وأخرجتم الصورة ذات الصورة بلا أمل .
إن سورية الجديدة هي لكل أبنائها وإخوانها العرب في الداخل والخارج ، وهي ليست لسان حال المعارضة السورية ، إنما هي مشروع وطن تبنيه سواعد الأجيال ، فالشاشة ستضع اللبنات الأولى على طريق هذا البناء الحديث ، ولا تهم الضريبة الكبيرة التي سندفعها في سبيل بلوغ الرسالة مبلغها السامي .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟