أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي حسين الخزاعي - وحدة وصراع القوى المحركة في العملية السياسية















المزيد.....

وحدة وصراع القوى المحركة في العملية السياسية


علي حسين الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 04:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل هذا هو قدر العراقيين .. ؟ وهل عليهم ان يقبلوا بالواقع الجديد .. ؟
كل هذه المتغيرات على الساحة السياسية العراقية لم تكن مفاجئة بل بالاحرى انها كانت متوقعة , وقد اشارت الكثير من التحليلات والتقديرات السياسية على حتمية تلك الاصطفافات الجديدة , والتحولات التي تجري في تقارب قوى كانت للوقت القريب متخاصمة ومتنازعة وتوجه التهم المتبادلة لبعضها بحجة او اخرى , خاصة تهمة الانتماءات السابقة لحزب البعث , موجهة نقدها للقوى الاخرى بحجة العلاقة بينها وبين تلك العناصر المتهمة بالانتماء الى البعث .
ففي العراق ثلاث تيارات اساسية ( التيار الديمقراطي اليساري , التيار القومي بفروعه المتنوعة والتيار الديني المتنوع والمذهبي المتعدد ) , هذه التيارات المتناقضة شاءت ان تلتقي على قضية مشتركة وهي اهمية الخلاص من النظام العبثي البعثي ورأسه العفن .
لقد لعب المقبور دورا كبيرا لظهور تلك التقسيمات القومية والطائفية وابرازها بشكل حدي ومتناقض مختلقا الصراعات بينها دون جدوى , كون الشعب العراقي بما يملك من اطياف متنوعة عاش بشكل متآخي , لكن ما ضاعف ذلك تأزما هو الاحتلال الذي تمت شرعنته , فاخذ يلعب دورا قذرا بهذا الاتجاه وابراز الدور القومي المتعصب , والطائفي المقيت , وتغذيتهما وترسيخهما الى درجة وصول الحال الى احتمالات نشوب حرب طائفية لولا العقول العراقية وانتباهها لمخاطر الانزلاق في الهاوية الخطرة .
باستثناء التيار اليساري والديمقراطي فان باقي التيارات تؤمن ببرامج متناقضة وتتحلى بمصالح طبقية متشابكة ومتناقضة بنفس الوقت , حيث ان اية علاقة تحالفية فيما بينها لاتستمر كونها مبنية على اساس طبقي متناقض تعتمد على الولاءات الحزبية الضيقة لايمكن المساومة عليها ولا التنازل من اي طرف لصالح الطرف الاخر بسبب ضيق الافق القومي والطائفي , وهي متطابقة باللفظ ومتناقضة في الجوهر , كذلك فان ضعف وحدة اليسار والقوى الديمقراطية ادى الى بلوغ الحال الى ماهو عليه .
منذ سقوط النظام المباد , تمسكت تلك القوى ببرامجها الحزبية ولم يكن هناك اي من التسامح او التواضع او حتى لغة مشتركة تقارب بين تلك القوى , وما وحدهم سوى قضية العمل لاسقاط صدام ونظامه السري المشبوه , ورغم المطالبات التي تكررت من قبل قوى اليسار لأيجاد برنامج مشترك كحد ادنى وعقد مؤتمر وطني للقوى السياسية عموما وتشكيل حكومة وطنية انتقالية , الا ان المصالح الطبقية الضيقة حالت دون ذلك .
كما استغلت دول الاحتلال تلك الثغرة في صفوف احزاب المعارضة آنذاك حيث اتتها الفرصة الذهبية على طبق جاهز من ذهب , والتي قدمها نظام صدام اولا , وتطابق المصالح مع المعارضة العراقية ثانيا , فاتجهت لتنفيذ مخططها على هذا الاساس وفق السياسة الجديدة القديمة في فرض سياسة الفرق تسد , بهدف تثبيت الاقدام اكثر مرونة , واجبار القوى السياسية للخضوع للأمر الواقع .
لقد تركت دول الاحتلال وفق خطة مدروسة مسبقا , الشعب العراقي فريسة للتجاذبات السياسية القومية الضيقة والطائفية المقيتة , وشجعت على تشكيل التكتلات الطائفية مع تشكيلات مسلحة تعتمدها لتنفيذ مآربها السياسية والحزبية الضيقة , والتلاعب بمشاعر الناس القومية والدينية من اجل تشتيت قوى الشعب وخلق الثغرات وسط الجماهير عبر الولاءات القومية والطائفية المذهبية .
لقد اصرت القوى الاسلامية على اجراء الانتخابات والبلاد تحت الاحتلال المشرعن دوليا , ولم تتحمل نتائج العمل المضني عبر اهمية انبثاق حكومة وطنية انتقالية تعالج افرازات النظام السابق قبل كل شيء وتمهد لآلغاء الاحتلال المشرعن ومن ثم التوجه الى الانتخابات وفقا على اساس المعايير الدولية وتثقيف الجماهير على اهمية الانتخابات وفقا على اسـس وبرامج سياسية لا على اسـس الولاء القومي او الطائفي , حيث لم تطرح اي من تلك القوى برامج انتخابية بأستثناء الحزب الشيوعي العراقي الذي طرح برنامجا سياسيا وبرنامجا اقتصاديا متكاملا لأعادة بناء الوطن.
لقد فازت القوى القومية والطائفية بنسب عالية من الاصوات الانتخابية التي جرت باسلوب غير ديمقراطي بعيدا كل البعد عن الشفافية والنزاهة حيث شابها الكثير من عمليات التزوير والضغوطات على المرشحين والناخبين وباساليب متنوعة , بما فيها التهديد والقتل وحرق المقرات .
لقد فازت القوى القومية والطائفية لكنها لم تحقق من وعودها الانتخابية شيئا يذكر مما اغضبت الجماهيرتلك , التي صوتت وجعلتها تَكفُر بالعملية الانتخابية حيث نرى من عدد القوى الانتخابية في تلك السنوات والتي وصلت لقرابة الـ ( 17 مليون ناخب ) وصل التسجيل لاسماء الناخبين ولغاية يوم السبت الفائت الى ( 700 ألف ) ناخب مسجل لدى المفوضية العليا , اليس ذلك نكبة على القوى السياسية , وهل ان ذلك لايعبر عن عدم ثقة الشعب بالاحزاب المشاركة في العملية السياسية وخاصة التي لم تفي بوعودها الانتخابية ؟
لم تكن تلك التجارب سوى دروس وعبر مؤلمة آلت على الشعب من مآسـي وعذابات وحرمان اكثر , فلم تحقق تلك القوائم والكتل السياسية من وعودها الانتخابية شيئا يذكر , بل خلفت المزيد من الخراب والدمار والحرمان , فالشمعة التي اشعلت ايام الانتخابات حرمت الملايين من ابناء الشعب من نور الكهرباء ونشرت الظمأ وسط المؤمنين بالوطن ليذكروا عطش الحسين ( ع ) وزادت من البطالة والبطالة المقًنًعة , ولم يفلح شعبنا جراء سقوط النظام المباد بغير القتل عبر السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والدراجات الرهيبة التي اشتهرت بتخصصها في قتل المعزين لفقدان فلذاتهم اوفي الاسواق الشعبية التي لايتواجد فيها غير ابناء الفقراء من الباعة وهم يبحثون عن لقمة عيش لعوائلم واكثرهم من النساء والاطفال , كذا الامر في القتل على اساس الهوية الطائفية والاسم .
بمرور الزمن الغابر , توقفت بعض القوى عند سياساتها ومراجعتها للواقع الجديد بعد سقوط النظام السابق ونقدها لما حصل ولسياستها غير الواقعية مع مصالح الجماهير الشعبية , أخذت تحاول تغيير توجهاتها السياسية ولسبب طبيعتها الطبقية وبدلا من العودة الى احضان الشعب ببرامج اكثر واقعية ولصالح الجماهير , فهي اليوم تبحث عن سبل لترسيخ عملها الحزبي والبحث للأستئثار بالسلطة والجاه اكثر من السابق عبثا لأعادت تقسيم السلطة .
لذلك ظهرت التحالفات الجديدة بين نفس القوى المتصارعة وتخليها عن حلفاء الامس ليصبحوا اعداء اليوم , واعداء الامس حلفاء لهم , فمجموعة الــ ( 22 تموز ) ومكوناتها , تمثل اليوم المثل الاوضح على الساحة السياسية والانشطارات الأميبية المتتالية في الكتل الاخرى ليس الا مثال آخر على مدى هشاشة العلاقات بين القوى السياسية العراقية وما يشوبها من عدم ثقـة , وضعف ايمانها بالجماهير كونها صانعة للتأريخ وصاحبة المصلحة الاولى في التغيير .
ان التحالفات وبناء الكتل الجديدة أمر لايمكن الوقوف ضدها بل هي ظاهرة صحية وصحيحة لكن يفترض الاخذ بها وبما يخدم مصالح الجماهير ووحدتها , وتطوير امكاناتها لصالح الوطن ومستقبلهما , فوحدة وصراع هذه القوى تعتمد على المصالح الحزبية الضيقة ومنحهم الاصوات الانتخابية في الانتخابات القادمة يزيد في تعزيز الطائفية المقيتة والتوجهات القومية الضيقة .
ان المواقف الاخيرة خير دليل على ما ذهبنا اليه خاصة الحالة التي ادت الى تخليهم عن التوافق الوطني لمعالجة القضايا العقدية والتزمت بالمواقف الحزبية كبديل للمعالجة عبر التصريحات النارية والتهديدات والانفعالات وردود الافعال على كل كلمة او تصريح صحفي يراد منه تأجيج الوضع اكثر , والذي لايستفيد منه غير اعداء الشعب والوطن .
ان المشكلة اليوم , انه لاتوجد قوة تشارك القوى اليسارية والتي لاتؤمن بغير الشعب في معالجة الامور وحلحلة الوضع السياسي بالشكل الذي يضع قاطرة العملية السياسية على السكة الصحيحة وبالشكل الذي يخدم مكونات الشعب ومستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .... الخ .
ما هو الدور المفترض ان يضطلع بها القوى اليسارية والديمقراطية من اجل تهدئة الامور واعادت الحياة الطبيعية والعلاقات بين القوى السياسية الى ما قبل الثاني والعشرين من تموز الماضي ؟
- استثمار كل الطرق والاساليب القانونية والتشريعية والعلاقات الطيبة من اجل التأثير على القوى تلك , ومن اجل ايجاد مخرج للعقد السياسية .
- توضيح الموقف السليم ووضع المعالجات للأخطاء التي رافقت تلك العملية والاعلان امام الجماهير عن الجهود والمحاولات الجارية من اجل تطبيع العلاقات .
- دور الجماهير والاعلان الصريح عن موقفها تجاه الاخطاء التي ترتكب بحق الدستور وبنوده .
- ان تلعب الاقلام اليسارية والديمقراطية وأخذ دورها في طرح المقترحات والمعالجات التي تهدء الاجواء المتشنجة خدمتا لمصالح الشعب والانتقال الى مواقع سليمة تخدم العملية كسلوك ونهج يخدم مصالح كادحي شعبنا .
- محاولة عدم النبش في الماضي السحيق , كما هي الحال لدى البعض من الكتاب في مقالات لاتخدم العمل والواقع السياسي اليوم , لأن المعصوم الوحيد على الارض هو الميت .
- لعب دور اكبر في التثقيف عن ماهية الوعي الانتخابي ومنح الاصوات الانتخابية الى الشخصيات والاحزاب التي تمارس العملية الانتخابية والمسجلة لدى المفوضية العليا للأنتخابات على اساس برنامج واضح مع التأكيد حول مصداقية ونزاهة الاطراف المرشحة الى الانتخابات سواء كانوا شخصيات او احزاب اوكتل سياسة , والتاريخ الحديث هو المرآة لكل ناخب لمعرفة اصحاب القلوب الطاهرة والايدي البيضاء عن غيرهم ممن اقترفوا جرائم السرقات من قوت الشعب .



#علي_حسين_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية
- المهجرون وحملات المطاردة
- الطبقة العاملة ودورها الوطني والدستوري
- العمل النقابي بعد الاحتلال


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي حسين الخزاعي - وحدة وصراع القوى المحركة في العملية السياسية