الفكر الشمولي, يعتقد نفسه قد جمع الحقائق في ذاته وأغلق الأبواب عليها وعليه, إذ لا علم ولا اجتهاد بعده, وفي مواجهة مستجدات الواقع يُخرج أحكامه وقيمه الجاهزة, ليسكب هذا الواقع عليها, ويُفترض بهذه المستجدات من وقائع وأفكار أن تتطابق مع قوالبه, و إلا لا بد من طريقة لإقصائها, أو على الأقل طمس وجودها. وعليه يظهر الكثير من حملة هذا الفكر على هيئة كهنة يحتكرون الحقائق المعروفة والقدرة على وضع اليد على الحقائق المستجدة, ومن ثم توزيعها على من يُفترض أنهم الأتباع, لإرشادهم إلى طريق الحق أو ردعهم عن طريق الخطأ كما يرى الكاهن. وكل ما يخرج خارج خطوط تفكير ومحرمات ومحللات الكاهن لابد أن يوصف بالهرطقة, التي قد تتخذ شكل : الكفر, الخيانة, الانحراف.........ويتطلب محاكم تفتيش وأحكام قاطعة. لذلك كان من الطبيعي أن يظهر هنا وهناك أشخاصا يصدرون أحكاما ومواقف تخص قضايا لا تخصهم, أو لا يعرفون عنها الحدود الدنيا لإصدار الأحكام, وذلك انطلاقا من منظومتهم الفكرية والقيمية الجاهزة, ويدينون بهذه الأحكام ردود أفعال وأحكام أصحاب القضية والمعنيين بها بشكل مباشر, باعتبارها مواقف تستحق الإدانة والتكفير أو أنها خاطئة في أحسن الأحوال. والكهنة قد يكونون قوميين أو إسلاميين أو يساريين, ولكنهم في كل الأحوال كهنة, وينتظرون من الآخرين أن يكونوا رعية مخلصة مطيعة.
لقد ابتلى الشعب العراقي بصدام حسين, وعندما تخلص منه ابتلى بهؤلاء الكهنة, الذين يدعون أنهم أدرى بأحوال العراق ومصلحة الشعب العراقي, من الشعب العراقي نفسه, ويطالبون العراقيين بمواقف وسلوكيات يرونها هم أنها صحيحة, ولو أدى الأمر إلى إبادة هذا الشعب بالكامل , و إلا فإن الأمر يبدأ بتكفير أفراد وجماعات وينتهي بتكفير الشعب العراقي ككل. ويتجاهل هؤلاء قاعدة بسيطة جدا وعلمية جدا, مفادها: أن من رأى خريطة الطريق بين الموصل وبغداد ودرسها عشرات المرات وهو جالس في دمشق أو عمان أو أي مكان آخر, مهما كانت درجة فهمه ومستوى علمه ومرتبته الكهنونتية, لا يستطيع أن يصف أو يستطيع السير على هذا الطريق بالسهولة واليسر والآمان الذي يسير عليه سائق عراقي بسيط يسير على هذا الطريق جيئة وذهابا.
أكثر الفئات تعرضا لهجمات وفتاوى الكهنة هم الكرد العراقيون والحزب الشيوعي العراقي, ويبدو أن الظروف أو الأقدار تأبى إلا أن تجمع بين الكرد أحد أكثر الشعوب تعرضا للظلم في المنطقة وأكثرهم تضحية, والحزب الشيوعي العراقي أكثر الأحزاب الشيوعية مصداقية وانسجاما مع نفسه في المنطقة, وأكثرها تضحية , فهو حزب الشهداء, والأكثر تفهما للمشكلة الكردية, فقد قدم تصورات عادلة للقضية الكردية وحلها منذ السنوات الأولى لتأسيسه. أليس أمر يدعو للتأمل أن يتعرض الاثنان الكرد والشيوعيين للتكفير الكهنوتي أكثر من غيرهم؟
قبل التوسع في الأمر الذي نحن بصدده, لا بد من إعلان التضامن مع الحزب الشيوعي العراقي, و استنكار تعرض بعض مقراته لهجمات إرهابية, ولكن هذا الإرهاب لن يلين مواقف هذا الحزب, وانحيازه الدائم للحق. لقد كان هذا الحزب هو النموذج الأمثل للحزب الشيوعي عندما كنا في بداية تعرفنا على الشأن السياسي, ورغم تعاملنا مع الحزب الشيوعي السوري إلا أن المثال والإلهام كان الحزب الشيوعي العراقي, لأن النموذج السوري لم يكن يرضي الطموح في كل المجالات سواء كحزب شيوعي أو كمعبر عن التطلعات القومية للمضطهدين. لقد كبرنا وتغيرت الظروف والأفكار وجرت مياه كثيرة, لكن الحزب الشيوعي العراقي مازال يأبى إلا أن يكون مثالا ذو مصداقية كبيرة.
أحد الكهنة, ويدعى حسين العودات, نصب نفسه كاهنا لشؤون فكر وتاريخ الحزب الشيوعي العراقي ومصالح وحقوق الكرد العراقيين خاصة و الكرد عامة, وبعد أن درس المواقف الكردية والشيوعية انتهى إلى تكفيرهم, بأشكال مختلفة. حدث ذلك حين نشر مقالا بعنوان: (الحزب الشيوعي العراقي, تاريخ مجيد وموقف مؤسف ) بتاريخ 3/8/2003 في موقع - الحوار المتمدن - وكذلك مقالا بعنوان :( الأكراد بين الفرصة التاريخية والخطأ التاريخي) في موقع عفرين نت, بتاريخ 28/1/2004.
لكي يثبت ويوضح المذكور موقعه الكهنوتي فقد طرح نفسه رجلا يقدر المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه النضالي الممتد لما يقارب السبعين سنة أو يزيد , حيث كان عنوان المقال : ( تاريخ مجيد وموقف مؤسف ) وورد في مقاله( من المؤسف والمحزن أن يتوج الحزب الشيوعي العراقي العظيم نضاله وتاريخه وتضحياته التي عز مثيلها أيام الحكم المنهار ...بأن يكون موظفا لدى الحاكم الأمريكي ), وكذلك الأمر بالنسبة للشأن الكردي فهو رجل متفهم لحقوقهم والظلم الذي تعرضوا له, وبالتالي فهو صديق متفهم ومن ثم كاهن هذا الشأن, يقول : ( بادئ ذي بدء إن للشعب الكردي الحق بتقرير مصيره وإقامة دولته شأنه شأن كل شعوب الأرض ......) وكذلك: ( الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الكردي ومازال يتعرض له من ظلم ذوي القربى وظلم السياسات الدولية خلال ما يقارب المئة عام ...) بعد هذا التأسيس لموقعه يصادر الرجل حقوق الشيوعيين والكرد في التفكير والتعامل الإبداعي الواقعي مع مستجدات ظروفهم, لصالح موقعه الكهنوتي, إذا لا بد لهم من الانتظار حتى يحدد لهم الكاهن, الذي ربما لم يزر العراق, ما هو الصح وما هو الخطأ, و إلا فإن تهمة الكفر جاهزة
رغم كل مراوغاته, فإن السيد عودات يكشف عن حقيقة أنه يسعى إلى إدانة مواقف وسلوكيات الحزب الشيوعي العراقي والكرد بعد سقوط صدام, وهو بذلك يستبطن عقلا بدويا لا يستطيع أن يضع أي شيء خارج ما يتصوره حمىً القبيلة, سواء كان الحمى مرتديا زيا دينيا أو قوميا أو يساريا. يريد أن يخون ويكفر من يتصوره خارجا على حمى القبيلة, بالمنطق, إن أمكن ذلك , وإن لم يكن فلا بد من وضعه جانبا ولي عنق الحقائق, وممارسة البهلوانية الفكرية لإثبات التهم على الآخرين .
ففي تقييمه لموقف الحزب الشيوعي العراقي من مجلس الحكم, يقول أن الحزب الشيوعي ذو نضال وتاريخ مشرفين وبالتالي فإنه لا يستطيع أن يفهم مشاركته في مجلس الحكم, وبما أن هذا التاريخ وتلك المواقف تمنعه من تكفيره مباشرة, فإنه يقول في البداية بأن الحزب( بالتأكيد لا يبحث عن الجبنة ) التي يبحث عنها الآخرون في المجلس, لكنه يستدرك ليطلق اتهامه بطريقة تساؤل ( هل يتجرأ على بيع تاريخه بوظيفة لدى بريمر ) وبما أنه لا يجد المبرر الذي يبرأ الحزب من وجه نظره, فإن تهمة البيع وبالتالي التكفير جاهزة, ( ما هي مواقف الماركسيين أفرادا وأحزابا شيوعية في البلدان العربية؟ ألا يجب عليهم أن يقولوا كلمة ناقدة لمواقف الحزب الشقيق- يقصد الحزب الشيوعي العراقي – وحسب التعابير الدينية أن يتبرأوا من هذه الهرطقة ..). إذا قد أصبح الحزب متهما بالهرطقة ولا بد من هدر دمه ..! لم يفكر الرجل للحظة أن الحزب الشيوعي وهو صاحب هذا التاريخ ربما كان على صح, ولم يكتفي بذلك بل اعتبر معظم أعضاء مجلس الحكم باحثين ( عن الجبنة التي يفترضونها بيد المحتل الأمريكي ), وبما أن المسألة " بيد عمرو" فلا بد من رفضها, لأنها من خارج القبيلة. رغم أن معظم أعضاء مجلس الحكم يمتلكون تاريخا مشرفا, ويمثلون الطيف السياسي الكامل تقريبا في العراق من الشيوعيين للإخوان, إلا أن الرجل لا يستطيع إلا أن يبدي استغرابه واستنكاره وتكفيره لسلوكيات هؤلاء, دون أن يسمح لنفسه للحظة واحدة أن يتساءل ما سر اجتماع هذا الطيف الواسع؟ ولكن هل تستطيع عقلية الكاهن أن تتفهم موقف من تعتبره كافرا أو تفترض الصحة فيه ولو للحظة؟ لا أظن ذلك, فالرجل يعلن أنه ( من المتعذر على أي صديق أو متعاطف مع الحزب الشيوعي العراقي أن يتفهم موقفه الأخير- فكيف بتقبله أو قبوله- بوضعه نفسه جزءا من شرعية الاحتلال) . وهنا يخطر سؤال مشروع كيف استطاع أن يعلم بهذه الإطلاقية أنه لا يمكن لأي من أصدقاء الحزب الشيوعي أن يتفهم موقفه, فمثلا اعتبر نفسي صديقا للحزب الشيوعي العراقي وأتفهم موقفه فكيف يسمح العودات لنفسه أن يصادر موقفي, أم أننا مضطرون أن نصدق الكاهن ونكذب أنفسنا؟!!
إذا كان تكفير الشيوعي العراقي ينطلق من الحرص على التاريخ والمواقف والفكر الذي يظهر الرجل نفسه أكثر حرصا عليه من أصحابه, فإن تكفير الكرد ينطلق من ادعاء الحرص على الأكراد, والمقدرة على فهم طبيعة المرحلة والظروف التاريخية وتقدير مدى ملاءمتها لطرح وتحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي, واتهام الكرد بأنهم لا يتفهمون ذلك, وبالتالي فإن ما يتوهمونه فرصة تاريخية سيتحول إلى خطأ تاريخي سيدفعون ثمنه غاليا. وبهذه المناسبة فإنه يفتح جعبته من الاتهامات ليلصقها بالأكراد لدرجة أن المرء سيتساءل من قاد الحرب ضد نظام صدام, هل هم الأكراد أم الأمريكيون, حيث يقول :( أطلقوا الميليشيا الكردية على المدن المتاخمة لكردستان, صادروا البيوت والأموال وقتلوا الناس واستبدوا بهم, وشكلوا إدارات محلية أغلبيتها كردية على سكان أكثريتهم من غير الأكراد, وزعوا خرائط توصل حدود كردستان العراق إلى بغداد, طالبوا بحق الفيتو على قرارات الحكومة المركزية المحتملة, عادوا للتاريخ لإثبات ما لا يمكن إثباته, وتصرفوا تماما كالمحتلين تجاه السكان.....) والسلسلة الاتهامية تطول, لدرجة أن المرء يتصور نفسه يقرأ كتابا للمرحلة الابتدائية تصور فيه نكبة فلسطين. هذا الاتهامات لم أوردها للرد عليها, فكل من تابع وسائل الإعلام أثناء الحرب, سيعلم أن مصداقية الرجل أقل من الصفر, ولكن لكي أسلط الضوء على الطريقة التي يفكر بها وإظهار تدني مصداقيته. فمثلا من المعلوم أن البيشمركة لم يتجاوزوا حدود إقليم كردستان تقريبا فكيف تصرفوا كمحتلين على أرضهم, وإذا كان يعتبرهم محتلين فكيف سنصدق أن حسين العودات يعترف بحق تقرير المصير للكرد, أم يعتقد أن على الكرد أن يقرروا مصيرهم شريطة أن يغادروا إلى خارج مجرة درب التبانة ؟ أليس هذا دجل رخيص؟
ومن صور الدجل الذي يمارسه هو ادعائه مناصرته لحق تقرير المصير, ولكنه يربطه بتفهم الظروف التاريخية المحيطة, التي يراها لا تسمح إلا بالتخلي عن هذا الحق, كمن يقول للآخر لك كامل الحرية في أن تسكت. ويضاف إلى ذلك أنه يحمل الكثير من الإساءة إلى الشعب الكردي, لأنه يدعي أنه الوحيد دونا عن الشعب الكردي القادر على قراءة المتغيرات الإقليمية والدولية ومدى ملاءمتها للطرح الكردي, إذا فإن أمهات الكرد قد أصبن بالعقم لدرجة العجز عن إنجاب رجل مثل العودات يتولى تحليل الظروف الدولية والإقليمية.يقول : ( للأكراد الحق بتقرير مصيرهم , ولكن ضمن الظروف الإقليمية والدولية ويرتبط ارتباطا وثيقا بمواقف دول قريبة وبعيدة ومصالحها ....... وعلى رأس هذه الظروف فهمها واستيعابها والتواصل العاقل والمتعقل والمتوازن مع دول المنطقة في إطار احترام مصالح الجميع , وظروف الجميع وأخذها بعين الاعتبار, لا الاستقواء بالقوة العظمى أو بعدو الجميع الخارجي واقتناص فرصة تحت خيمة الاختلال ...) إذا حق تقرير المصير الكردي يتوقف على التواصل مع دول المنطقة التي لا تعترف بالوجود الكردي في أغلب الحالات, يا له من تواصل!!!! واحترام مصالح الجميع ...ماذا تعني هذه المصالح ؟ مصالح الحكومات أم الشعوب؟ بالنسبة للحكومات فإنها هي التي يجب أن تراعي مصالح الشعب الكردي فهي التي اغتصبت حقوقه, أما الشعوب فإن مصالحها لا تتناقض مع المصالح الكردية بل بالعكس. أما الحديث عن الاستقواء بالقوى العظمى فإن التعامل معها هو شأن طبيعي, فالعالم كله حكومات ومنظمات وحتى أفراد يبحث عن دعم لدى هذه القوى, وذلك أمر ليس جديدا فقد استعانت الثورة العربية الكبرى بالإنكليز والفرنسيين للتخلص من الترك, هل ما يباح للعرب لا يباح للأكراد؟ رغم أن الأكراد حتى الآن لم يطلبوا سوى أن تعترف القوى العظمى بحق أساسي من حقوقهم تعترف به كافة الشرائع وهو حق تقرير المصير, ولم تستقو بهم لسلب حقوق الآخرين كما فعل غيرهم .
وبالنسبة لتباكيه على عدم تقدير الكرد للظروف الإقليمية والدولية, ما هي الظروف الملائمة للكرد للحصول على حقوقهم؟ العودات لم يحدد, كل ما فعله أنه حذر من الظروف وقوة أعداء الحق الكردي وإمكانية تعدي الكرد وحتى تعديهم فعلا على حقوق الغير. والسؤال المهم هنا من يحدد مدى ملائمة الظرف؟ ....يعترف بأنه ( تعتقد أحزاب سياسية كردية عديدة أن الظروف التاريخية الراهنة في العراق والمنطقة والعالم تشكل فرصة تاريخية للشعب الكردي ليحقق بعضا من أهدافه ......في ضوء ذلك تقدم الحزبان الكرديان الرئيسيان إلى مجلس الحكم المؤقت في العراق بمشروع الفيدرالية ..) وهو يستنكر ذلك ويرى أنه إثارة للمشاعر القومية والتعصب ... فإذا كانت القوى السياسية الكردية قد رأت أن الظروف ملائمة لتحقيق بعض أهداف الشعب الكردي فما الذي يزعج العودات باعتباره يرى أن للكرد حقوقا مشروعة حتى تقرير المصير إن كان صادقا؟ أم أن السيد عودات أكثر حرصا من الأكراد على أنفسهم ؟ وهو يطرح ذلك فعلا من خلال تشكيكه بنزاهة وقدرة الحزبين الرئيسين على تمثيل مصالح الشعب الكردي ( يزايد كل من الحزبين الرئيسين ...في طرح مشاريع ترضي مشاعر الجماهير الكردية دون أن تكون واقعية أو موضوعية ....وكلنا يعلم أن الحزبين عجزا عن إقامة إدارة واحدة ...وتحاربا ...كيف يمكن أن نصدق أنهما يعملان فعلا لمصلحة الشعب الكردي وليس لمصالح ذاتية ...). والحقيقة أنه من المحزن أن لا تتوحد الإدارتان الكرديتان حتى الآن, ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحزبين غير قادرين على تمثيل أماني الشعب الكردي, فليس هناك شعوب وقوى سياسية لم تنقسم لفترات وتتحارب أيضا, ومن المعلوم ومن خلال معظم المؤشرات أن الرأي العام الكردي في كردستان العراق يطرح الاستقلال ومارسه فعلا خلال أكثر من عشر سنوات, والحزبان الرئيسيان, يتبنيان طرحا معتدلا هو الفيدرالية مع المركز, وبالتالي فهما لا يزايدان على الأماني والمشاعر القومية, بل على العكس مهددان بخطر أن تتجاوزهما الجماهير. ولكن المهم من يمثل المصلحة الكردية الحزبان الرئيسيان , بكل عيوبهما, الذين قدما عشرات الألوف من الضحايا, أم الكاهن حسين العودات الذي يعتبر الأكراد محتلين في أرضهم؟
هل يمكن لشخص قابع في دمشق يجتر أفكاره بل أوهامه أن يفهم مصالح العراقيين أكثر من التعبيرات السياسية للشعب العراقي؟ بالقطع لا . ونقول للسيد عودات أن دمشق أولى من بغداد بفتوحك الفكرية, وذهنك الاستراتيجي,وإخلاصك الواضح, وربما توقعاتك الكهنوتية, فبلادك على مفترق طرق وهي تستحق من التفكير والتدبير في مواجهة الأخطار, بدلا من تضيع وقتك, في رسم مصائر الآخرين أو شتمهم وتكفيرهم.