خرجت علينا حكومة الجبهة الاسلامية في آخر ميزانية تقدمها قبل ان يحل السلام ببدعة عجيبة لحكومة تعلم تمام العلم ان عام (2003/2004) هو عام السلام أو كما تقول هي، ونحن نعلم ان السلام سيوفر مبالغ طائلة ظلت تصرفها على الحرب، وشراء السلاح. ان توفير هذه المبالغ ورصدها لمصلحة السلام بتخصيصها للتنمية، وتحسين مستوى معيشة الجماهير، من أولويات أي ميزانية تستقبل السلام.
لكن الحكومة بدلاً من ان تقدم ميزانية تتسم بالواقعية، والإدراك للواقع السياسي الجديد، خرجت لنا بميزانية تريد ان تؤدب بها الشعب، وتفقره وتدفع به لمزيد من المسغبة وذل السؤال بإعلانها للزيادات المالية في أهم سلعتين استهلاكيتين هما البترول والسكر، بالاضافة للنسبة العالية من الضرائب والتي بلغت الـ15%.
الحكومة تدعي انها منحت زيادة في مرتبات العاملين في الخدمة تبلغ الـ66% مع زيادة للمعاشين تبلغ الـ50%. لكن إذا ما قارنا الزيادة في المرتيات والمعاشات مع الزيادة في سلعتي السكر والبترول، والضرائب نجد انها بالتقريب تساوي نسبة الزيادة في المرتبات. وبالتالي تكون الحكومة وبهذه الممارسة أمهر لاعب للعبة (الملوص) المعروفة لعامة الناس. انها تأخذ ما منحته بيدها اليمنى، لتعيده إلى (جيبها) مرة أخرى بيسراها.
إننا ندعو جماهير الشعب السوداني، والنقابات، وكل قوى المجتمع المدني الحية ممثلة في أحزابه ومنظماته، ان تقاوم هذه الميزانية، والزيادات التي فرضت على سلعتي السكر والبترول، والزيادة في الضرائب.
ان جماهير شعبنا لا يمكن ان تتحمل أكثر من ذلك. فلقد بلغ السيل الزبى.
الحزب الشيوعي السوداني / بالعاصمة القومية
الخرطوم: 15/12/2003م