|
العراق زراعيا
حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 11:32
المحور:
الادارة و الاقتصاد
العراق زراعيا اطلق السيد رئيس الوزراء المبادرة الزراعية, وهي بموجزها البسيط سياسة زراعيه تهدف إلى تحسين الإنتاج العراقي كما ونوعا بهدف الوصول إلى غاية محدده هي تحقيق الاكتفاء الذاتي ضمن أفق زمني محدد لغرض تخليص الميزانية من ضغوطات الاستيراد المفرط لمفردات سله الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي .ومن المسلمات الاساسيه إن أي سياسة توضع على الورق لايمكن إن تنال النجاح على ارض الواقع إلا عندما تكون العناصر والهيئات والتشكيلات الاداريه والميدانية ألقائمه على تنفيذها قد اعتمدت آليات صحيحة لهذا التنفيذ ونسقت إعمالها ووضعت الخطط المسبقة التخطيط وأهميته
إن عالم اليوم قد تجاوز العشوائية واسقط من حساباته والى الأبد التنفيذ الغير المخطط له بل ويرفض الخطط التي لاتاخذ بنظر الاعتبار جمله العوامل المؤثرة والمحتملة التأثير في مجريات التنفيذ سلبا أو إيجابا... وفي ميادين العمل الزراعي سيكون لهذه العوامل تأثير أوضح كون النشاط في هذا الميدان يخضع أكثر من سواه من الفعاليات الانتاجيه لعوامل اظافيه.ففي النشاط الصناعي والتجاري ستكون الأمور أوضح وأسهل من خلال حسابات للانشطه الانتاجيه وأسعار المواد الاوليه وتكاليف النقل وأجور العاملين واندثار وسائل الإنتاج والمنافسة والسياسة التسويقية...الخ إما في ألزراعه فيضاف لهذه العوامل مجتمعه ما هو خارج عن أراده الإنسان كالضروف الجوية وزيادة الثروة المائية(الفيضان) ونقصها (الجفاف) والزحف الصحراوي المتأثر بسرعة الريح وعوامل أخرى تتعلق بملوحة التربة وتراكيبها الكيمياويه وصفاتها الفيزياويه وفيما يتعلق بالثروة الحيوانية كالإمراض الوافدة والمتوطنة وما يخص الثروة السمكية من عوامل كهجره الأسماك وتأثرها بالسداد وانخفاض وارتفاع مناسيب المياه وبعض الفعاليات البشرية المخطوءه كالصيد الجائر للأسماك أو رعي المحاصيل الزراعية من قبل حيوانات الفلاح قبل موسم الحصاد...أنها أمور يجب إن يضعها المخطط الزراعي نصب عينيه وهو يرسم خططه لكي يأتي عمله اقرب إلى النضج والواقعية فاعتماد قاعدة بيانات وإحصائيات ودراسات سنوية أو خمسيه قادرة على جعل المخطط على بينه من امره لتحديد الجدوى ألاقتصاديه من كل ذلك فالمعروف ان العمل الزراعي بمجمله هو اقتصادي وزياده الانتاج وتنويعه وتحسين نوعيته يمكن ان يسلك لها اكثر من سبيل واحد مما يعطي هامش كبير من الحريه في الاختيار بين مجموعه بدائل يصار الى اكثرها قبولا وعمليه وتناسب مع الامكانيات الاقتصاديه والطاقات البشريه المتوفره والانسجام مع الضروف البيئيه كعامل محدد للفعاليات الزراعيه العنصر البشري ثمه عامل اخر مهم يجب ان يؤخذ بالاعتبار هو العامل البشري سواء المنفذ في الميدان او حلقات الاشراف والقياده والاداره فقد ورث القطاع الزراعي حاله من الخراب المتعمد وانتشار الرشوه والمحسوبيه وتجاره السوق السوداء بشكل لايجب التغاضي عنه او اهماله .هناك جمله من الممارسات المخطوءه مثل توزيع اليات ومكائن مستورده على عناصر ليس لها علاقه بالزراعه ولكون سعرها مدعوم , وهذا ما يلاحظ مثلا من عدد التراكتورات الزراعيه العامله في مجال نقل السلع والمواد الانشائيه في الكثير من مدن العراق بينما يعاني الفلاح العراقي ارتفاع كلفه حراثه الدونم الواحد كذلك انتشرت تجاره السوق السوداء بالاسمده والمبيدات كونها توزع لمن هم غير محتاجين لها ويضطر من يحتاجها للحصول عليها من منافذ تسويقيه طفيليه تلعب دور سلبي في رفع اسعار هذه المواد وذات الشيء ينطبق على البذور المستورده والاعلاف وسواها من المواد الداخله في النشاطات الزراعيه كالمضخات التي تنتقل نسبه عاليه منها من مخازن وزاره الزراعه عبر الايدي المشبوهه الى تجار الاسواق السوداء. وهذا كله يوجب اعتماد نضام رقابي حيادي ونزيه تقيم من خلاله عمليات التوزيع وضمان وضع الشيء في محله المناسب وكذلك الاستعانه بالمشرع لوضع عقوبات جزائيه على المخالفين ان هذا كله يشكل حافز لتطهير الدوائر الزراعيه من العناصر المفسده والمتورطه في نشر الممارسات المخطوءه واستبدالها بمن هم انزه واكثر كفائه لكي يكون العامل البشري في مستويات الاداره اداه دفع نحو الامام .فالقطاع الزراعي مثقل بانانيه البعض وتبريريتهم حيث احترفوا القاء الفشل على جمله الضروف الخارجيه تحديث ألزراعه مما لا شك فيه ان النشاط الزراعي كغيره من الفعاليات الاقتصاديه والانتاجيه الاخرى قد ادخلت على نظمه واساليبه الكثير من المتغيرات بتأثير الثوره العلميه الواسعه في مختلف الميادين ذات العلاقه حيث شهدت السنوات الاخيره قفزات نوعيه في هذا المجال وقد كان للحصار الاقتصادي والعزله الدوليه التي فرضت على البلد بسبب سيايات النظام السابق والسنوات التي تلت وما رافقها من انفلات امني تاثير سلبي واضح على البنيه التحتيه لهذا القطاع الحيوي. ان ماحدث من تقدم في مجال طرق الري الحديثه والتحسين الوراثي وانتاج اصناف نباتات وسلاللات حيوانات عاليه الانتاجيه وما رافق ذلك من تطور في مجال الوقايه والعلاج لمختلف الامراض الحيوانيه او النباتيه سواء بانتاج الاصناف المقاومه للامراض اوبتطوير اساليب مقاومتها بالمكافحه الحيويه او الكيمياءيه او انتاج المصول الواقيه والعلاجات الفعاله للامراض الحيوانيه مما لايمكن ايجازه في استعراض مثل هذا,لقد وضعت السلطه التشريعيه والتنفيذيه والمختصون بالانتاج الزراعي امام مسؤوليه كبرى, فلكي نختصر الزمن ونقلل المسافه بيننا وسوانا علينا ان نبدء من حيث انتهى الاخرين في كل حقل بالانتاج الزراعي ... ان تعدد الانشطه الزراعيه الانتاجيه تلزم كل الطاقات العلميه وكل في ميدان اختصاصه ان يدلو بدلائهم ويوحدو جهودهم وينسقوا نشاطاتهم وينزلو الى واقع العمل باسرع وقت ممكن لاختصار الزمن وتحقيق النمو المناسب حيث تتوفر بالعراق طاقات وامكانيات وعوامل نجاح,فلدينا من القوى البشريه وتراكم الخبره الزراعيه والحب المتوارث للارض بين ابناء الريف ,كماان تحسن الوضع الامني الملحوظ وزياده مبيعات النفط وارتفاع اسعاره مع توفر النيه الحكوميه لدعم الزراعه متمثله بالمبادره الزراعيه لدوله السيد رئيس الوزراء ستكون دافعااساسيا لتحفيز الجميع على اصلاح الخطاء المتراكم والتخلص من ارث الماضي والانفتاح على العالم المتفدم وضمن الفقرات التالية 1-في مجال الهندسه الوراثيه وانتاج الاصناف ذات الانتاجيه العاليه والملائمه للضروف العراقيه وزياده انتاج المحاصيل الستراتيجيه0محاصيل الحبوب والخضروات والفواكه) 2- اتباع برامج تحسين وراثي لرفع انتاجيه الحيوانات العراقيه من اللحوم والحليب بالتلقيح الاصطناعي او استقدام الذكور ذات الصفات الانتاجيه من مناشئها وادخالها على القطعان العراقيه وتحسين انتاجيه الاغنام بادخال صفات وراثيه جيده (زياده عدد التوائم وزياده عدد الولادات الى ثلاثه كل سنتين . 3-زياده انتاجيه لحوم الدواجن وقطعان البيض والاهتمام بتريه الاسماك بتشجيع المنتج على انشاء البحيرات الاصطناعيه 4- الافاده من التنوع المناخي والتضاريسي في العراق لتخصيص مناطق بعينها لنشاط زراعي معين ففي كردستان يمكن التركيز على زراعه الفواكه ولانتاج العسل وتربيه الدواجن بنوعيها وكذلك بتربيه الابقار ذات الانتاجيه العاليه, فيما تكون مناطق الاهوار اكثر ملائمه لانتاج محصول الشلب وزراعه قصب السكر وتربيه الجاموس وانشاء بحيرات الاسما ك وتشجيع سكان الباديه على تربيه الاغنام والابل وهكذا. 5- استخدام طرق الري الجيده والاقتصاديه كالري بالرش والتنقيط لغرض الاقتصاد بالثروه المائيه وتقليل الهدر فيها ولامكانيه استخدامها في الاراضي الغير مستويه التي لم تكن زراعتها ممكنه باساليب الري القديمه كالسيح مثلا . 6-ادخال المكننه الزراعيه في مجال الحراثه والتنعيم والحصاد وجني المحاصيل المختلفه ونقل وكبس وخزن محاصيل الاعلاف والمحاصيل الصناعيه. 7-تشجيع الصناعات الزراعيه والغذائيه كصناعه السكر والمعلبات ومعجون الطماطم والمخللات وغيرها واستيراد المعامل القادره على انتاج ماده بسعر تنافسي وبمواصفات خاضعه للمقايس الدوليه من حيث الجوده, والمقبوليه لذائقه المستهلك العراقي. 8- استصلاح التربه وشق المبازل وتخليص الارض من الملوحه . 9-زراعه اشجار المصدات التي تمنع الزحف الصحراوي وتضفي الجماليه وتحسن البيئه وتلطف الحراره والهواء وتقلل من الغبار وتثبت الكثبان الرمليه . 10-تهيئه مستلزمات الانتاج المناسبه للزراعه المغطاة والمحميه ونشر البيوت البلاستيكيه واتباع اساليب زراعه المحصول في غير موسمه للاستغناء عن الاستيراد . 11-نشر زراعه النخيل في وسط وجنوب العراق والتركيز على الاصناف ذات النوعيه والانتاجيه الجيدتين واتباع طرق الاكثار الحديثه كزراعه الانسجه مع التاكيد على اعاده زراعه المناطق التي تم تجريفها او قصفها خلال الحروب الماضيه لما لذلك من اثر في نفوس الناس . 12-التوسع بالزراعه وشمول الاراضي البكر التي لم يسبق استغلالهاو الواقعه على مقربه من الانهار . 13-حفر الابار الارتوازيه في المناطق الصالحه للزراعه والبعيده عن الانهار والتي تحتوي في باطنها على كميات من المياه الجوفيه واستخدام تقنيات الري الحديثه للاقتصاد بالماء . 14-تطهير الانهار وتبطينها وانشاء شبكه ري حديثه ببناء تفرعات مبطنه بالاسمنت لتقليل الفاقد من الماء المتسرب الى باطن الارض ومنع رمي المياة الثقيله بمجاري الانهار ومنع رمي الحيوانات النافقه فيها لما لذلك من اثر سلبي على الانسان والحيوان والنبات والبيئه حيث تتحول مجاري الانهر الى عوامل نقل لمسببات الامراض جراء هذين العملين
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جلد الشعب
-
نضوب الذاكرة
-
أريد...
-
مانريده من الديمقراطيه
-
احمد الله انه حلم
-
عبر الماضي وافاق المستقبل
-
النفط وأيدي العابثين
-
عبر الماضي وأفاق المستقبل
-
الحصة والخصخصة والمحاصصة
-
فوبيا المصالحة
-
ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء
-
الأشجار وحياتنا
-
كلمه بمناسبة العيد الرابع والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العر
...
-
الانتخابات والمأزقه والتوريط والتكتيكات الميكافليه
-
العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع
المزيد.....
-
مفاجأة غير متوقعة سعر الذهب اليوم الجمعة 31-1-2025 بعد أخر ا
...
-
تراجع سعر العملة الأفغانية يزيد الضغوط على المواطنين
-
صعود النفط متأثرا بتهديدات ترامب
-
عائلات بلا معيل.. السوريات في مواجهة آثار الحرب
-
اختلاف مسارات البنوك المركزية: الولايات المتحدة ثابتة وأوروب
...
-
الجزائر وموريتانيا توقعان على مذكرة تفاهم لاستكشاف وإنتاج ال
...
-
أسهم أوروبا عند ذروة قياسية بعد خفض الفائدة
-
رابطة الكُتاب الأردنيين في -يوبيلها- الذهبي.. ذاكرة موشومة ب
...
-
الليرة السورية تسجل 9900 أمام الدولار في السوق الموازية للمر
...
-
20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|