أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامر خير احمد - حفرة صدام














المزيد.....

حفرة صدام


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 734 - 2004 / 2 / 4 - 04:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


          اعتقد كثير من العرب ان اعتقال صدام من قبل الاميركيين وعرضه على الشاشات اشعث اغبر فيه مهانة لذواتهم، غير انه يمكن الجزم انه لو اتيح لكل واحد منهم/منا زيارة الحفرة التي اختبأ فيها ساعة القبض عليه لأمكن له ان يتخلص من ذلك الشعور بالارتباط الروحاني مع مهانة الرئيس المهيب. لانه سيكتشف ساعتها المضامين الحقيقية للقول الشعري المشهور: "أسدٌ علي وفي الحروب نعامة".
       لكن، تباً للاميركيين، فهم ينوون تخريب الحفرة، وحرماننا من الوقوف على نهاية احد انصاف الآلهة العرب، وافقادنا الدليل الملموس على ان هذا الاستكبار والاستعباد والتسلط على الشعوب انما هو كذبة كبيرة لا تصمد امام هبات الريح.
       كم نتمنى لو تظل هذه الحفرة موجودة شاهدا على حقيقة «الاسياد» الذين يوحون للناس انهم قادة عظماء، ويعيثون في الارض افسادا وتخريبا بحثا عن المجد الشخصي، ويقنعون الحالمين بالحرية بالتضحية في سبيلهم بالروح والدم، فاذا هم في الحقيقة مجرد نعامة تختبىء في حفرة اذا ما شعرت بخطر يقترب من ذاتها المقدسة!
   كان يفترض ان تبقى تلك الحفرة اثرا من عصر الستالينية العربية في ارض العراق، ذلك ان الحضارات العظيمة السابقة في ارض الرافدين تركت اثارا تتناسب وعظمتها وابداعاتها، ولهذا كان طبيعيا ان يترك عصر الظلام قبوا مظلما، وان تخلف «حضارة» تكميم الافواه ومصادرة الحريات حفرة تصادر حرية ساكنها وتكتم صوته عن اهل الارض وتبقيه حياً لكن كالميت على الشاكلة نفسها التي كان يعامل بها مظاليم عهده الميمون البائد.
     غير ان الاميركيين يصرون على عبثهم حتى في هذه المسألة، ويواصلون استخفافهم بآثار العراق في هذه الحفرة الصغيرة، وهم بذلك يؤكدون انهم «محتل متجبر» ذلك انهم يتصرفون كما لو ان العراق وما فيه ملك لهم، من نفطه الى اثاره، ويتصورون ان اعتقالهم السيد الرئيس القائد في تلك الحفرة يجعلها من مقتنيات امبراطوريتهم، فيصير من حقهم التصرف بها كيفما شاءوا. لا! فتلك الحفرة واحدة من نوادر الزمان العربي، يجب ان تظل في يد العراقيين، بل العرب كلهم، الذين عاشوا مرحلة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» وصدقوها، وزمن القادة الملهمين وصدقوهم. كي تتاح فرصة اكتشاف الحقيقة للذين لا يريدون - حتى الان - تصديقها!
     يبقى عزاؤنا، اذا دمرت تلك الحفرة، ان نهايةعصر مسرحيات الانقلابات الثورية وشعارات الجعجعة الفارغة الكاذبة، حدثت في زمن ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، ما مكن العالم من رؤية الرئيس الملهم على تلك الصورة وما سيمكن العراقيين والعرب من الاحتفاظ بتلك الصور التي يظهر فيها الرئيس الذي طالما ارعبهم، شاهدا على هذا الزمان العربي المر واثرا مثاليا في مجموعة اثاره، تعويضا عن الحفرة التي ستذهب مع الريح تماما كما ذهب صاحبها.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامر خير احمد - حفرة صدام