أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أنور ياسين يُسَلِم على الحرية














المزيد.....

أنور ياسين يُسَلِم على الحرية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 734 - 2004 / 2 / 4 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من بعيد ظهر وجه الفدائي اللبناني، المناضل الثوري، الجيفاري النشأة انور ياسين ، الأسير الباسم والبشوش،المحرر العائد يلوح بيديه، كان من على سلم الطائرة يرفع شارة النصر معلنا بداية الرحلة من جديد، بداية العودة للنهايات التي لم تنته، لبيروت سيدة العواصم وست المدن، ولا ندري ان كان توقع ان حزبه الشيوعي اللبناني الذي كان اول من اطلق اول الرصاص لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية  في بيروت بعيد احتلالها سنة 1982،قد تم استبعاده عن مكان الاستقبال الرسمي، لا ندري بالضبط ، لكن انور ياسين عاد من جديد لجبل الشيخ الذي عرفه مقاتلا وفدائيا شجاعا انزل وأوقع أقصى الخسائر بجيش الاحتلال الصهيوني.

 

يوم 16 سبتمبر- ايلول 1987 دارت معركة حامية الوطيس بين الفدائي الشيوعي اللبناني و الجنود الصهاينة، استمرت المعركة لمدة 24 ساعة، اسفرت عن مصرع ثلاثة جنود صهاينة ثم اسر البطل أنور ياسين وهو في التاسعة عشر من عمره، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما، وادخل سجون وزنازين الاحتلال لسنوات طويلة، تعرف خلالها على أسرى فلسطينيين ولبنانيين وعرب آخرين، عاش لعدة سنوات في غرفة واحدة مع عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار، كانت تجمعهم الزنزانة الواحدة وكذلك المبادئ الواحدة، والسمات الشبيه والخصال الثورية الكثيرة، لم تؤثر كل تلك الفترة في المعتقل على نفسه الفياضة بروح المقاومة والصمود والتحدي وبعنفوان المجابهة التي لا تستسلم للأعداء ولا تسلم برايتهم.

 

عندما اصدر القاضي الصهيوني حكمه بسجن انور 30 عاما وقف انور ياسين وقال بكل جرأة وكبرياء وتحدي وعنفوان : " أنتم تحاكمونني لأنني قاتلت من اجل أرضي المحتلة ولكن من سيحاكمكم على هذا؟ من علمكم هذا ؟بالطبع ليس توراتكم".

بهذه الروح النضالية العالية كان انور ياسين يتحدى جلاده المتسلح بشريعة الغاب وبراية العقاب وبعقيدة الابادة والاجتثات والارهاب.

 

كتبت له والدته في آخر رسالة بعثتها اليه قبل الاعلان عن الاتفاق على التبادل : " نام يا أنور.. كتر النوم وشباع نوم. أنا بدي سهرك ومش رح خليك تنام ومش رح إشبع منك".

 

بهذه الكلمات المعبرة والتي يصعب على اعظم الشعراء ايجاد معاني نبيلة مثلها، كانت ام انور ياسين تشد من عزيمة ابنها الاسير وتعطيه الأمل بالعودة القريبة وبأن اللقاء لا بد آتٍ قبل ان ترحل هي عن عالم اليوم بحكم عامل السن وبسبب النخوة العربية المفقودة والكرامة العربية المشروخة.

 

صبرت ام الاسير واستطاعت رؤية انور عائدا كأنه السنديانة الحمراء الممتدة من أول المقاومة اللبنانية حتى آخر رفاقه من أسرى المقاومة الفلسطينية الذين سيتم تحريرهم عاجلا أم آجلا، ولم  تخف ام علي ياسين والدة انور فرحها الممزوج بحزنها، فقد قالت : " الأرض لا تتحرر وأبطالها في الأسر. وسمير القنطار أول الأبطال ورح ضل ناطرتو متل ما نطرت انور".

 

 مثلما سارت الأم على خطاه أكمل انور مسيرته المميزة، فرفض التوجه الى منزل عائلته في الرميلة مباشرة، وذلك بعيد انتهاء مراسم وحفل الاستقبال في بيروت،بل أصرّ على التوجه أولا الى بلدة عبيه في جبل لبنان الأشم حيث زار منزل رفيقه سمير القنطار ، زميل المعتقلات والسجون والزنازين، وبهذا عبر انور ياسين عن وفائه الكبير لرفيق دربه الكبير.

 

ان تحرير انور ياسين ورفاقه الآخرين من الاسرى اللبنانيين والعرب والفلسطينيين يعتبر انتصارا مهما للارادة العربية المقاومة، ولا بد لهذا الانتصار من الاكتمال بتحرير كافة الاسرى الباقين في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي، وقد تكون التجارب السابقة خير معلم للطرف العربي، بحيث ثبت انه بدون تضحيات وجهد وعمل جاد لا يمكن ان يتحرر الأسرى، لذا ليس امام الجانب العربي وبالذات الفلسطيني سوى العمل على اعتقال جنود اسرائيليين ومبادلتهم بالاسرى الفلسطينيين، فوجود آلاف الاسرى في السجون الاسرائيلية ليس سوى شوكة في حلق الأمة العربية وخنجر حاد في خاصرتها، لذا على الأطراف العربية ان تقتلع الشوكة وتنزع الخنجر و أن تعلن الالتزام بالعمل الجاد من اجل حرية كاملة وشريفة وتامة لكل الاسرى في سجون العدو. وبهذه الطرق المختصرة يتم و يكون الوفاء لمن قالوا لانور ياسين ورفاقه اثناء خروجهم من السجون : سلموا لنا على الحرية...

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظر لعملية تبادل الأسرى بعينين مفتوحتين
- ضمائر حرّة و حيّة
- هنيئا للاسرى ، هنيئا للمقاومة وصبرا يا سمير الكبير
- مؤتمر حركة فتح ، هل سيعقد باسرع من البرق ؟
- ريم الرياشي
- تضامنًا مع الصحفي ذيب حوراني (مراسل -المنار-) الذي اعتقلته ق ...
- نهايات و بدايات
- هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟
- فنان سوري بقلب عربي فلسطيني
- كانت سنة سوداء
- وداعا احمد صدقي الدجاني
- كلمات وطائرة وأفق
- كلمات لروح الأسير الشهيد بشير عويص
- اختراق الجليد ، سلام العبيد ..
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أنور ياسين يُسَلِم على الحرية