|
أيها العراقيون .. اسحبوا البساط من تحت كراسي المسؤلين عن افقاركم باعلان العصيان المدني
حامد حمودي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:19
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
أنا واحد ممن وقع عليهم ما وقع من حيف وعذاب وابعاد واعتقال ايام كان الشعب العراقي بمجمله حبيس الفترة المظلمه ينأى بثقل الجور وانتهاك الحقوق وسلب الحريات ، ولم اذكر هذا هنا إلا لابعد عني شبهة طالما رميت بها كل نفس تواقة لقول الحقيقة والدخول اليها من ابوابها الرئيسية والواضحة المسار لا الدوران داخل شرنقة النفاق واللامسؤولية . لقد سأم المظلومون من افراد الشعب العراقي كل اشكال التبرير والتحوير ومحاولات الالهاء غير الانسانية والتي تجري منذ زمن ليس بالقصير امام ظواهر لا يمكن عبورها او السكوت عنها او تاجيل وضع الحلول لهل لاكثر مما مر عليها من زمن ، لقد مل الناس سماع كل المفردات الفارغه والتسميات المنمقه لتجمعات واحزاب وصحف ومجلات ومجالس ولجان حتى اضحى الفرد العراقي وكأنه غريب في وطن لا يعي ما يدور فيه ويقف حائرا امام تفسير كل هذه الاكداس من المصطلحات المخترعه في حين يلهبه حر الصيف ويدخل الى داره - ان امتلك دارا - نسائم برد الشتاء دون ادنى حمايه ، فلا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ، بل ماء ملوث بالقاذورات وتمرح فيه الديدان ، والمستشفيات لا تحمل اية صفة لدور يتطبب فيها البشر بل هي مأوى للحيوانات السائبه ، والمدارس اكلتها جرذان المقاولين النشامى حين رمموا جدرانها الخارجية وتركوها خاوية من الداخل بعد ان لهفوا الملايين ، وشوارع المدن تئن تحت اكداس القمامة يحوم فيها وحولها العاطلون عن العمل ، وفرص العمل مرهونة باسعار تبدو وكانها رسميه ، وتظهر يوميا على شاشة الفضائيات العراقية انواع غير مألوفة من تجاوزات على حقوق المواطن حتى وهو داخل بيته المتواضع ، واخرها اقدام بعض المسؤلين على ارسال زبانيتهم الى العوائل الامنه لترحيلها تحت التهديد من دورها بعد تسجيل تلك الدور في الدوائر العقاريه باسمائهم زورا وعدوانا . انني استغرب فعلا من انجرار الكثير من المثقفين العراقيين اصحاب الباع الفاعل في عملية التنبيه لخطورة ما يجري من انتهاك لمصائر الناس الفقراء والمعدمين علنا وبلا ادنى خجل او خوف ، استغرب من انجرارهم وراء هذا الكم الهائل من التنميق الفكري المترف والدخول في متاهات التحاليل ( السياسيه ) لهذا التوزيع الاميبي غير المنتظم للكيانات غير العريقة في البلاد ، حتى امتلات شوارع بغداد باعداد هائله من الصحف فاقت اعداد حاويات جمع القمامة التي يحتاجها المواطن الان اكثر من حاجته لاقتناء جريده . لقد عم الامن في جنوب البلاد خاصة ولا يحدث فيه اليوم اكثر مما يحدث في الدول الامنه الاخرى ، وقام السيد رئيس الوزراء بواجبه محفوفا ببسالة القوات المسلحة العراقيه بطرد فلول القتلة والارهابيين شر طرده ، وطفحت ميزانية العراق بما اعتبر ميزانية فائضة مضافة الى الميزانية الاصليه ، اذن لماذا لا يتحرك القائمون على دوائر البلدية والكهرباء والماء والمجاري والزراعة والري والصحة والتعليم وغيرها من الدوائر صوب عملية الترميم والبناء وانقاذ المواطن المسكين ؟ .. وهل لضرورة انجاز هذه الواجبات الخدمية فورا وبدون ابطاء علاقة من قريب او بعيد بارهاصات العملية السياسية والتوافق السياسي ومشكلة كركوك ومعضلات توزيع الحقائب الوزارية بين الكتل ومعارك البرلمان ومشكلة دول الجوار وتحديد موعدا لخروج القوات الامريكية ؟ .. ما دخل هذا الكم الهائل من من الارامل والايتام والعاطلين عن العمل والشوارع المخربه والدور الآيله للسقوط على رؤوس اصحابها والمرضى بلا دواء وذوي الاحتياجات الخاصه من المعوقين والمدارس البائسه ، ما علاقتها بزعل جبهة التوافق على الحزب الاسلامي وعدم تجانس الاحزاب الاسلامية مع بعضها البعض بسبب عدم الاقتناع بتقسيم الغنائم ، وما علاقتها بعدم انعقاد جلسات البرلمان لغياب شرط توفر النصاب ؟ . لقد اصبح من الجرم بمكان ان نبقى ضمن دائرة اللعب اللابريء حينما نتفنن في ادارة حركة سمجة ضاعت فيها كل المعاني ونحن نحلل ونقسم ونجمع وندور حول مسميات كلها تحمل كلمة الديمقراطيه والمجتمع المدني والمؤسساتيه وتكرار مفردات ( عدم تفاهم الحزبين الكرديين ) و ( ومصالح المحتل الامريكي ) و ( وعدم اكتمال النصاب ) و ( وتشكيل لجان ، وعدم تفاهم وزير الكهرباء مع وزير النفط ) و ( والانفتاح على المحيط العربي والعالمي ) و .. و .. الخ من مفردات وجمل اصبحت تؤرق المواطن ولا يفهم منها شيئا وهو يموت يوميا عشرات المرات لا يعرف لحياته معنى ولا لموته موعد . ولانه ليس هناك من نقطة ضوء يعرف المواطنون الفقراء مكانها المحدد كي يستأنسوا بنورها ، فان الجماهير المحرومة لم يتبقى لها الا ان تتحرك صوب المقرات المسؤولة عن ادارة البنى التحتية في البلاد معلنة العصيان المدني والتظاهر وتشديد المطالبة بضرورة الانتباه لصرخات المظلومين والتوجه فورا للبدء بعملية الاعمار، وان يرغم الجالسون على كراسي ادارة الدوائر الخدمية في المحافظات كافه على الشعور بخطورة وضعهم وتهديدهم بالطرد بقوة الجماهيرواستبدالهم بعناصر كفوءة قادرة على البدء بالاعمال الضرورية لانعاش حياة الناس . لقد اصبح اطلاق اللحى وبنسق مختلف ولبس المحابس الملونة الشذرات ووضع شارة السجود المصطنعه على الجباه هي المؤهل الوحيد والكافي للجهلة والسراق وعديمي الضمير كي يعبثوا بمقدرات البلاد والعباد بلا خوف ولا ادنى تردد ، وعلى مجاميع المثقفين والاحزاب والتجمعات الوطنية المخلصة في النضال من اجل توفير الحاجات الاساسية للمواطنين المعوزين ان تتحرك مجتمعة لنصرة وتحريض وحماية وتحريك الجماهير الفقيرة والمقهورة صوب التظاهر اليومي وبالحاح من اجل المطالبة بايقاف هذه اللعبة غير الانسانية والتي طال امدها كثيرا واصبحت بلا معنى ولا مسوغ غير انها تهدف اولا واخيرا الى اثراء المتنفذين والمقاولين الكبار واصحاب رؤوس الاموال المسروقه في حين بقي المواطن معلقا بين الحياة والموت بلا امل يجعل من توفير ضرورات حياته قريب المنال ، وعلى تلك الاحزاب والمنظمات وكافة الشخصيات الوطنية والاقلام الخيره ان تتحالف من اجل رفع شعارات تطالب بطرد سراق قوت الشعب ونزع لباس التقوى الكاذب عنهم وايقاف عمليات نهب المال العام والسلب العلني لارزاق الفقراء .. وبخلاف ذلك فان اوجه القهر وانتشار ظواهر اليتم والبطالة والتشرد وانتشار الامراض المزمنه والتهجير القسري وانعدام الكهرباء وعدم توفر الماء الصالح للشرب وخراب المدن والشوارع كلها ستبقى وتتزايد وسوف يستمر نهب اموال الشعب وتكديس رؤوس الاموال بيد الجهلة والمنافقين وسوف تنحدر الامور صوب الهاويه .
#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سهيل احمد بهجت .. ألانسان ألاثمن رأسمال
-
الى متى يبقى الشعب العراقي أسيرا للصراع على المناصب وضحية لل
...
-
عزيز الحاج بين السياسة والادب ... محاكاة مؤثره
-
أحموا الكاتب رضا عبد الرحمن علي من شيخ الازهر
-
حرب المياه على العراق .. بين الفعل ورد الفعل
-
الى متى تبقى المرأة جدارا للصمت وبؤرة للخطر حينما تتكلم ؟
-
منعتم بيع الخمور .. فابشروا بسوق رائجة للحشيش
-
بين معاشرة الزوجتين معا ورذيلة زواج المتعه والمسيار - قضية ا
...
-
وماتت بهيه .. بعد ان خنقها عرف غسل العار
-
مصير النساء الارامل في العراق .. الى اين ؟
-
بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين
-
قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى عل
...
-
العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم
-
السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في ال
...
-
العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب
...
-
أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
-
ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
-
حلم في غرفه
-
صيف وحب وخيال
-
رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|