جان فرانسوا بوري
الحوار المتمدن-العدد: 141 - 2002 / 5 / 25 - 17:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
2002/05/24 |
|
|
|
|
بونار |
روما، مقهى غريكو
كل صباح، كانت تصل عند الحادية عشرة
لتلتقي مجدداً بالرجل الذي يجعلها تبكي
تجلس إلى طاولة في عمق الصالة
(غالب الأحيان يكون هنا في انتظارها)
يتهامسان بعصبية وسرعان
ما تبدأ بالبكاء وبلوي
ذراعيها
وبالحديث معه
وبالابتسام من بين دموعها وبالنهوض
تقريباً وبالبكاء مجددا
وبطلب فنجان آخر من القهوة وهي تحاول الابتسام
(لم أكن أرى منه سوى عنقه، سوى جزء من كتفه)
بدأت أسأم من قصتهما
وبالتسلل
إلى أعماق الصالة
من جراء موجات الحر الصغيرة
يبدو الصيف مرعباً
خاصة وأنني لم أعد أشعر حقاً
بالرغبة في كتابة قصائد
تلميذ مراهق.
يعود ليهمس في أذنها
تعود لتبكي مجدداً
أظن انها تعرف أنني اصبحت آتي
إلى هذا المقهى
كي انظر إليهما فقط
وأنني مثله ربما
انتظر اليوم الذي لن تعود فيه أبداً.
جان لوي جيوفانوني:
كلما سافرت
كلما سافرت
كلما انطوت المناظر على نفسها
كيف يمكننا احتمال الحياة
في هذه البلاد؟
لطالما أحببت أن تحتفظ بي
الأشجار
الأحجار
عميقاً في داخلها
كم من مرة رغبت في
الغياب
كي لا أكون هذا الجسد
هذا الوجه
(سرعان ما تولد الأشياء
وتنطوي على نفسها)
جوليان بلين:
استعارة (ملاحظة نظرية)
كل شاعر يعرف
انه آخر من يتكلم
من ثم يجيء آخر
يكون أيضاً
آخر من يتكلم
(للأكورديون لحن تانغو)
الشعر مات
للأبد
وكل من يأتي يستعيد
الجثة
يهزها
يداعبها أو يصفعها
يحتضنها ويضاجعها
إذاً من يأتي
يعيد بعثها حية.
روبير ساباتييه:
اقتسام الجسد
ضعوا عيني في خمر معتق
لكثرة ما شاهدت نجوماً وكلمات
أريد أن تحيا انهيار العالم
ضعوا يدي فوق ما صنع قوتي
لأنني ناضلتُ مطولاً ضد الموت
أنا رجل مخلص، والموت كان صديقي الوحيد.
إن شاب شعري، إن غطت
شفتاي غياب العبارة
لتدمروها بالرمل والكلس
اقطعوا قدمي ان وجدت أرضاً
لم تعرف المنفى المتشاوف
وارموها فوق البحر كي تمشي
خذوا القلب ،الصدغ والأذن
لتسمعوا خفقان الأصداف
وهي تنتظر المد الأول.
هنري دولوي:
المنظر الطبيعي
ضباب أزرق يترك خلفه
لهاثا باردا. إحدى الكراسي
أصابها الانزعاج. الطاولة، قرب
الباب، تمسك بقفا الستارة. حين
تبتعد مياه البحر، تختفي
الغيوم.
كان المنظر وراء الأشجار
لم نعد نعرف مطلقاً ما الذي
تغيّر بعمق.
وبأي كتلة علينا
أن ندافع
عن أنفسنا.
فيليب دوني:
درب مطروق
في الخارج. باكراً جداً أغلق عليّ في الخارج
تهت
لم أتمكن من إيجاد رأس
لكي أنام.
الطريق مثل ذراع
يمتد
حتى التخوم
ليبقى بعيداً عن متناول يدنا
حثالة الألم هذا:
أن لا نكون سوى خطوة
نحو الأسفل أو الأعلى
غير مبالين بأن نصل إلى الضفة الأخرى.
برنار دلفاي:
كل هذه الكلمات
كل هذه الكلمات لونها صمت
كل هذه الكلمات جاءت من المطر
من فجر بالكاد مضاء
كل هذه الكلمات لم تسمع مطلقاً
لكنها ترنّ الآن
ملّ الزمن من استعمالها
في الليل المعتدل
المصباح المشتعل دوماً
عند طرف الشارع
ميت من يأتي
وسأكون وحدي
حين ينبغي السهر
على جسدك
حتى تباشير الفجر
والأوراق الندية على جبهتك.
ترجمة/ اسكندر حبش