بين جورجيا والمنطقة ....علاقة

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 11:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

قد لا يرى البعض علاقة بين ما يحدث في جورجيا ومنطقة الشرق الاوسط , كما سبق ولم ينتبه هذا البعض الى ان ما حدث سابقا في القرن الافريقي(الصومال) وتاليا افغانستان وايضا العراق كان له الاثر على الوضع في الشرق الاوسط وتحديدا مسار التسوية فيه , ويدل ذلك في الواقع على مقدار تخلف ادراكنا لمقولة ( العولمة) وقصور رؤيتها على المجالات الاقتصادية والثقافية في حين ان العولمة تعني ايضا ترابط حركة الاقليمي بالعالمي وتقاطع التاثير المتبادل بينها , لذلك يستحسن في مجال الرؤية والمتابعة والتحليل السياسي ادراك قيمة وملاحقة اثر هذا التقاطع والترابط بينهما . بل من الضروري عادة البدء منه
ان العلامة الفارقة التي احدثت تغييرا في الصراع العالمي هو انهيار حالة الصراع بين المعسكرين الاشتراكي الشرقي والراسمالي الغربي , والتي نقلت مركز ثقل الصراع من بين نظامين عالميين مختلفين الى داخل معسكر نظام انتاج واحد هو الراسمالي حيث اصبح اعلى مستوى للصراع العالمي هو هذا الذي يدور بين مراكز هذا المعسكر الواحد والذي يضع هذا المعسكر نفسه على درجة اعلى من الوحدة والصراع في نفس اللحظة
ان مستوى الوحدة بين مراكز هذا المعسكر هو في جوهر ومضمون علاقتها بالبرامج القومية الاقليمية في سوقها ومحيطها العالمي ويحكم موقفها هنا هو حرصها على الحفاظ على مجمل التفوق الاستعماري العالمي وبقاءه حاسما امام المحاولات القومية الاقليمية للتفوق , لذلك نرى في وحدة النهج الجماعي الاستعماري العالمي حيال البرامج القومية الاقليمية انها تصر على تسوية النزاعات والصراعات الاقليمية بهدف اعادة تحجيم الاحجام القومية التي تضخمت ابان فترة الحرب الباردة كما يحدث في محاولة فرض التسوية على الكيان الصهيوني بغض النظر عن الطريقة والاسلوب ومقدار وضوح او عدم وضوح الضغوط العالمية عليه
اما مسالة الصراع بين المراكز الاستعمارية العالمية فهي تتمحور حول سباقها حول مستوى التفوق فيما بينها والذي تلجأ به الى توظيف النزاعات الاقليمية وتوظيف العوامل الاقتصادية ومقدار التطور العلمي والتقني والامساك باسباب اعاقة وتائر التفوق او اعاقتها
اما البرامج القومية الاقليمية فان نجاح او فشل حركتها في اطر الصراع العالمي انما يعود الى قدرة انظمتها واداراتها القومية على رؤية الفرص والمجالات المتاحة في الصراع العالمي . وهنا لا بد من الاشارة الى تميز قدرة الادارة في الكيان الصهيوني على رؤية هذه الفرص واستفادته منها حيث نجده
• يرى بوضوح مميز حالة الصراع بين المراكز الاستعمارية الراسمالية وكيفية اللعب على تناقضاتها الى درجة تهديد مصالح الحليف الاساسي الولايات المتحدة الامريكية عبر تسريب الاسرار التكنولوجية وغيرها الامر الذي يستغل فيه التواجد اليهودي الصهيوني في اكثر مجالات الحياة الامريكية حساسية فيستغلها للتجسس عليه وعرضها وقايضتها لدى المراكز الاخرى , ان الولايات المتحدة الامريكية تدرك هذا السلوك الصهيوني فلا تلجأ للضغط المباشر عليه بخصوص التسوية
• ان الكيان الصهيوني يدرك كيفية زيادة حدة صراع المراكز العالمية مع البرامج القومية الاقليمية وفي سبيل تخفيف الضغوط العالمية عليه بصدد التسوية فانه بلجأ الى توتير الصراع بين المراكز العالمية والبرامج الاقليمية محاولا دائما ايصالها الى حد التورط العسكري , كما سبق له واسهم بصورة رئيسية في توريط المراكز الاوروبية وعلى الاخص الامريكي بصراع القرن الافريقي وافغانستان والعراق والان محاولة توريطه في حرب مع ايران بل وصل الامر حد التلاعب بالعلاقة الامريكية الروسية في الصراع الذي انفجر حاليا حول قضية جورجيا والمناطق الانفصالية , ان مزيدا من انفجار الصراع بين البرامج القومية الاقليمية ومراكز الاستعمار العالمية يعني مزيدا من تخفيف الضغط على الكيان الصهيوني وبالتالي مزيدا من تشدده في التسوية بل وامكانية النكوص الكلي عنها اذا اخذ الصراع الروسي الامريكي حول جورجيا مستوى حدة يمكن الكيان الصهيوني من ذلك

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات