اهتز العراق من اقصاه الى اقصاه بجريمة اربيل التي استشهدت اثرها كوكبة بارزة من قادة ومناضلي الحزب الديمقراطي الكردستاني والأتحاد الوطني الكردستاني، اضافة الى المدنيين الأبرياء في اول ايام عيد الأضحى المبارك وسط انفجارات متنوعة اخرى في الوسط راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين الأبرياء .
لقد جاءت تلك الحادثة المروّعة مع توقعات زيادة احتمالات تصاعد وتيرة اعمال العنف، اثر اقتراب موعد تسليم السلطة للعراقيين والبدء بالسير نحو انهاء الأحتلال وبالبدء بحياة دستورية، التي يبدو انها ابتدأت قبل ايام بعملية غادرة استهدفت تفجير مقر الحزب الشيوعي العراقي في قلب العاصمة بغداد شاءت الصدف وحدها ان تنفجر العبوة بعد انصراف العدد الكبير من حضور ذلك اليوم، مؤدية الى استشهاد كادرين وجرح ثالث بعد ان تحطّمت بناية المقر.
وان اشاعت العمليات الماضية ارتباكاً وقلقا بين المواطنين، فان جريمة اربيل المروّعة وآليتها وشخصيات وعدد ضحاياها وتوقيتها في اول ايام العيد، قد طالت مشاعر كل القوى الوطنية العراقية، ومشاعر عموم العراقيين عربا وكرداً وتركمانا وكلدوآشوريين، مسلمين ومسيحيين ومن كل الطوائف العراقية، وتهدد بادامة ملف العنف وتصعيده وحشية ودموية، وبتصعيد مشاعر الكره والفرقة والوحشية، واشغال العراقيين وقواهم السياسية عن القضية الأساسية في انهاء الأحتلال والخطو نحو اقامة الدولة البرلمانية الفدرالية الديمقراطية الموحدة .
وفي الوقت الذي تخطط قوى متنوعة لشق وحدة ارادة وصف العراقيين، الاّ ان الخسارة الفادحة التي المّت بالشعب الكردي وعموم الشعب العراقي، لن تزيد الأصرار على التلاحم والوحدة الكردستانية والعراقية الاّ اصراراً، عبّرت عنه كلمات قادة الحزبين الكرديين المتضررين وكل الأحزاب وقوى التغيير ووجوه وشخصيات البلاد .
ان التعاطف العربي والدولي الواسع والسريع ضد هذه الجريمة البشعة ان دلّ على شئ، فانه يدلّ على حجم التعاطف مع قضية الشعب الكردي العادلة وعموم الشعب العراقي، وارادته الطبيعية وكسائر البشرعلى العيش بكرامة وسلام بعيداً عن الحرب، ويثبت ان للشعب الكردي وقضيته العديد من الأصدقاء في المنطقة العربية .
واذ يطالب كلّ الخيّرين بملاحقة وكشف الجناة وتقديمهم للعدالة، فانهم يطالبون بالأسراع في الأستفادة من قدرات وخبرات القوى الوطنية العراقية المتنوعة التي ناضلت ضد الدكتاتورية الفاشية، الى جانب الوحدات العراقية النظامية لحفظ امن وسلامة المواطنين والمواطنات ومطاردة الأرهابيين والقتلة.
المجد لشهداء القضية الكردية، المجد لشهداء الشعب العراقي!
2 / 1 / 2004 ، مهند البراك