أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهمي الكتوت - محمود درويش














المزيد.....

محمود درويش


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 10:45
المحور: سيرة ذاتية
    


تعجز الكلمات عن التعبير في لحظة تأمل وذهول امام فقدان مبدع بكل المقاييس, عرفناه انساناً وشاعراً ومناضلاً ضد الظلم والاضطهاد واستغلال الانسان للانسان وقبل كل شيء ضد القهر القومي والاحتلال الاسرائيلي, التقيته في صوفيا صيف عام 1968 حيث التأم مهرجان الشباب العالمي, واحدث ظهوره المفاجئ ضمن وفد الحزب الشيوعي الاسرائيلي ضجة كبيرة واتهامات جارحة من اوساط معينة في بعض الوفود العربية, عبرت فيما بعد عن اسفها لما بدر منها بعد ان اتضح لها مواقف هذا المناضل المدافع بقوة عن حقوق الشعب الفلسطيني.

كان لقاؤنا الثاني في موسكو عام 1970 حيث كنا ندرس الفلسفة والاقتصاد في معهد العلوم الاجتماعية, كان محمود يحظى باحترام وتقدير مختلف الاوساط السياسية والثقافية في موسكو وكان معروفا لدى اوساط واسعة في المجتمع السوفييتي, في قاعة المعهد التي تتسع لمئات الدارسين كانت تعقد الندوات الفكرية والثقافية اسبوعيا, وقد اختير محمود درويش لالقاء كلمة سياسية باحدى المناسبات الوطنية وبحضور جميع الدارسين, وقد شعرت حينها انني امام مثقف مميز وانا استمع لكلمته باسلوبه المبدع وثقافته العالية واختياره للمفردات, شعرت وكأنني استمع للغة العربية لاول مرة, كان خطابا سياسيا ثقافيا, وطنيا, انسانيا, بامتياز, نعم انه سفير اللغة العربية امام العالم, سفير المقهورين اينما حل ممثلا للشعب الفلسطيني يعكس الامه ومعاناته.

كان علينا ان نعود في المساء الى السكن الداخلي التابع للمعهد قبل الساعة الحادية عشر, وذات مساء عدت متخلفا عن الموعد, وقد احترت فيما افعل وحين اكتشفت ان محمود درويش شريكي بالتأخير, هان علي الامر, فاذا به يداعبني اين كنت يا رفيق انت غير منضبط, فاجبته من حسن حظي انني لست وحدي, واذا به ينادي على المسؤول المناوب عن ادارة السكن الداخلي, ليحضر وهو يتمتم باللغة الروسية فاتحا الباب دخلت بمعيته وكانت من الامسيات القليلة التي التقينا بها للاسباب نفسها.

مساء ذات يوم جاءنا احد رفاق درويش مسرعا كي نستمع سويا الى محطة اذاعة صوت العرب, وكانت الجبهات العربية ساخنة اعتقدنا ان الحرب قد اندلعت وبدأت معركة التحرير .. الا اننا فوجئنا ب¯ محمود درويش يتحدث من اذاعة صوت العرب من القاهرة, دار هرج ومرج, محمود درويش في القاهرة, ماذا يعني ذلك, يعني الكثير, ان محمود درويش لن يتمكن من العودة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة قبل تحريرها, فمن المعروف ان محمود من مواطني الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وبقي مع اسرته رغم تدمير قريته وتعرضه للاضطهاد القومي كبقية ابناء الشعب الفلسطيني الذين اختاروا البقاء في ارض فلسطين.

وكان محمود درويش قد غادر موسكو في مطلع عام 1971 متجها الى الهند لاستلام جائزة تقدير لاعماله الشعرية ودوره التعبوي في مقاومة الاحتلال, حيث التقى بعدد من المثقفين المصريين ومن بينهم لطفي الخولي الذي اصطحبه معه الى القاهرة, قيل ان محمود درويش فقد بريقه بعد خروجه من الاراضي المحتلة وفقد مصدر الهامه وغذاءه الثقافي والادبي, لكنه بقي على العهد كما اعلن منذ لحظة وصوله القاهرة »غيرت موقعي ولم اغير موقفي« بقي وطنيا صادقا ملتزما بقضايا شعبه الفلسطيني وشاعرا مبدعا متحديا للقهر والظلم والعدوان, فهو مرتبط بالارض ومسكون بها, متوحدا مع الشعر والمقاومة والمكان, مرآة للوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني ونضاله المثابر من اجل الاستقلال واقامة الدولة وحق العودة, غادرنا مبكرا وهو في ذروة عطائه فله المجد والخلود.0



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالجة التجاوزات بدلا من الاعتداء على الحقوق المكتسبة
- حالة المديونية بعد تنفيذ اتفاقيات نادي باريس
- اسعار وضرائب...وحكومة
- مطلوب سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة (2)
- مطلوب سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة
- العداء الامريكي لم يبدأ بمرشحي البيت الابيض
- الازمة الاقثصادية ومراحل تطورها
- مطلوب قانون عمل عصري وديمقراطي يستجيب للظروف الاقتصادية والا ...
- العودة الى الزراعة لمواجهة ازمة الغذاء
- الواقع الملموس بين التفاؤل والتشاؤم
- عيد الاستقلال
- في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين
- ستون عاما على اغتصاب فلسطين
- الاول من ايار
- نداء بمناسبة الاول من ايار
- مستقبل الاحزاب السياسية في الاردن
- سياسة الملاحق.. محاذير واخطار
- ازمة الدولار واثارها على الاقتصاد الاردني
- البيئة الاستثمارية
- ملاحظات ضرورية على مشروع قانون الضمان الاجتماعي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهمي الكتوت - محمود درويش