|
تلفيق التهم متابعات إختطافات إعتقالات التضييق على العائلة هذه هي ضريبة أن تكون مناضلا بالمغرب
فيفا ليبرتا
الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 02:04
المحور:
حقوق الانسان
لكل شعب مناضلوه الشرفاء وللشعب المغربي في كل زمن مناضلون ينسجون من حبهم لهذا الشعب قصيدة وفاء لهذا الوطن قصيدة يدفعون ثمنها من دمهم وحريتهم فيكرمهم الوطن ويمنحهم ويقلدهم وسام الحرية على صدر التاريخ وينزع هذا الوسام على من يخونون قضية الشعب وهذه قصة أحدهم . قصة لازالت لم تكتمل فصولها لكنها مليئة بالدروس والعبر. مراد الشويني شاب مغربي ولد من رحم الفقر وتربى وشب على دروسه فالتحق بالجامعة المغربية كحال معظم إخوانه وأبناء الشعب الفقراء ممن تتاح لهم فرصة التعليم بالجامعة فضاء حرية الرأي والتعبير بالمغرب ، تشكل وعيه السياسي فاختار معسكر الشعب وإلتحم بقضاياه فإلتحق بفصيل النهج الديموقراطي القاعدي ليناضل في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، هذه المدرسة النضالية العريقة فكان لابد أن يدفع الثمن وكان على أتم الإستعداد لذلك لم تتأخر عيون الأجهزة القمعية بمراكش في رصد حركيته النضالية وديناميته فكان أن تعرض للإختطاف من أمام محكمة الإستئناف بمراكش يوم 21-11-2003 على الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا بعد حضوره إلى جانب رفاقه محاكمة مناضلين إعتقلوا بعد تدخل قمعي بالحي الجامعي بمراكش خلال يناير 2003 تعرض على إمتداد إثنا عشر ساعة لتعذيب شديد لثنيه عن النضال فكان أن تصلبت قناعاته بعد أن خبر التعذيب وهذا الأخير بالمغرب فن له أصوله . وبمراكش أبدع فيه أهله حتى صار يضاهي الصناعة التقليدية بالمدينة وصار من مآثر مخفر جامع الفنا وأحد أشهر الوسائل لإختبار الضباط وترقيتهم ، أطلق سراح مراد بعدها لتظل عيون الأجهزة القمعية تترصده ثلاثة عشر شهرا بعد ذلك ليختطف من منزل بالوحدة الأولى بحي الداوديات بمراكش رفقة ثمانية عشر مناضلا من بينهم أحد إخوته على خلفية إضراب طلابي إنتهى إلى مقاطعة الإمتحانات يوم العاشر من يناير 2005 لينفذ الإختطاف يوم 12 يناير ، ولازال سكان الحي المذكور يذكرون تفاصيل ذلك الإعتقال ، عشرات السيارات تحاصر الحي سيارات مدنية ،وأخرى للتدخل السريع .عناصر أمنية رفيعة المستوى تطلب من السكان فتح أبواب منازلهم لعناصر الشرطة لحصار" إرهابيين" - كما سموهم – موجودون بالمنزل المجاور ليتم إعتقال قادة الإضراب الطلابي وقد سبق لجريدة الأيام أن نشرت القصة كما سمعتها من أبطالها وسكان الحي. سيتعرض المعتقلون من ضمنهم مراد الشويني لتعذيب شديد سيطلق سراح ثلاثة عشر مناضلا وسيتم الإحتفاظ بمراد وخمسة من رفاقه، ستصاغ التهم الموجهة لهم حسب محاضر الشرطة القضائية كالتالي :المس بالمقدسات ، التجمهر المسلح ،عرفلة السير العادي للدراسة ، العصيان...وتهم أخرى على هذه الشاكلة ، والنيابة العامة كانت أذكى من الشرطة القضائية بمراكش حيث ستلغي تهمة المس بالمقدسات سعيا منها لطمس الجانب السياسي للمحاكمة إلا أن مرافعات المعتقلين وهيئة دفاعهم كانت مرافعة سياسية بامتياز أكدت على الهوية الشيوعية للمعتقلين و أحرجت القضاء الذي رفض كل وسائل الإثبات المتعارف عليها دوليا كشهادة الشهود الذين أثبتوا أن الطلاب إختطفوا من منزلهم وليس من تجمهر مسلح وأن الطلاب إتخذوا قرار مقاطعة الإمتحانات بإجماع قل نظيره حيث لم يلج فضاء الكلية غير قلة قليلة من الطلاب محسوبون على التنظيمات الطلابية الدينية ،ورفضت الإدراة أن يجتازوا الإمتحانات في ظل مقاطعة أزيد من ثمانية آلاف طالب، كما أن الطلاب كانوا مستمرين في المقاطعة رغم الإعتقالات وخلال المحاكمة ضربوا طوقا حول مقر المحكمة مجسدين تشبتا رائعا بمعتقليهم، فكان حكم القضاء متماشيا مع "دولة الحق والقانون" ثلاث سنوات سجنا نافذة لمراد وأحد رفاقه وسنتين لكل رفيق من الرفاق الأربع شهرين بعد ذلك وتحت ضغط إستمرار الإضراب الطلابي الشامل بمراكش سيطلق سراح مراد ورفاقه يوم 9 مارس 2005 خلال المحاكمة الإستئنافية و سيتحول الحكم الى سنة موقوفة التنفيد و سيحقق الطلاب نصرا عظيما لكن هل ستستسلم الأجهزة القمعية امام هذا النصر طبعا لن تستسلم فبعد اقل من 20 يوما من اطلاق سراح مراد ورفاقه (يوم 28 /3/2005) وأمام استمرار الإضراب الطلابي ستصدر مفوضية جامع الفنا مذكرة بحت في حق مراد ورفاقه لكن هذه المرة ستتضمن إسم اخويه ايضا رغم ان أحدهما لم يمض على التحاقه بالجامعة غير بضعة اشهر و التهمة تفننت قريحة خبراء جامع الفنا في ابداعها - خصوصا امام العجز عن ايجاد تهم – وهي الإعتداء على رجال الشرطة و لسخرية التاريخ لن يكون هؤلاء سوى من اشرفوا ولازالوا يشرفون على تعديب الطلاب بالمخفر المذكور رحال، مجدي، عبد الحق، اسماء جلادين معروفين أصبحوا يتقنون هذه اللعبة كلما أعتقل طلاب يقدمون شواهد طبية ويهيؤون الشروط للزج بالمناضلين بالسجن بعد ان يكونوا قد اذاقوهم أسوء اشكال التعديب بالمخفر المذكور ومنذ ذلك الحين اصبحت تهمة الإعتداء على رجال الشرطة هي التهمة النموذجية لمخفر جامع الفناء لتتطور حسب قوة الحركة الطلابية بالموقع لتصير محاولة قتل رجال الشرطة والهدف رفع مدة العقوبة للمناضلين و ليتحول الجلادون الى ضحايا لطمس جرائمهم التي وصلت حد القتل كما حدت للعديد من المواطنين بنفس المخفر وعلى ايدي نفس هؤلاء الجلادون وغيرهم . في نفس التاريخ السابق إعتقل مناضلين وحوكما بأربعة اشهر حبسا نافذا بنفس التهمة قضياها بسجن بولمهارز بمراكش وهكذا أدوا ضريبة الإنتماء لمعسكر الجماهير وقضاياه. لم تكن رغبة الاجهزة القمعية الدائمة في اعتقال مراد ورفاقه بالنهج الديموقراطي القاعدي نابعة من كونهم مناضلين طلابين فحسب بل نابعة ايضا من رغبتهم في منع الشبيبة الطلابية من الإلتحام بنضالات الجماهير الشعبية وهو ما كان يتجسد بمراكش بشكل دائم ورائع فقد تواجد الطلاب في معارك العمال وسعوا قدر استطاعتهم الى تقديم الدعم لها كما تواجدوا في معارك الاحياء الشعبية لدعم النضال ضد الزيادات في أتمنة الماء والكهرباء كما نظموا معارك بمناطقهم لتحقيق مكتسبات (النقل، تعميم المنح ،...) كما جسدوا ارقى اشكال التضامن الأممي من خلال التظاهرات و المسيرات التضامنية مع الشعوب المظطهدة وقضاياها في كل بقاع العالم وعلى رأسها الشعب الفلسطيني ، قبل ان يتواجدوا بشكل مكتف في نضالات الجماهير الشعبية بعد تأسيس تنسيقيات مناهضة إرتفاع الأسعار وهو ما جعل لهم مكانة خاصة في قلوب الجماهير بالمدينة والمغرب ولن ابالغ ان قلت في العالم اجمع (1) و تشكل مسيرة فاتح ماي العيد الأممي للطبقة العاملة بمراكش أحد أروع صور التلاحم بين الشبيبة الطلابية والجماهير الشعبية فالآف الطلاب يخرجون كل سنة في مسيرة ضخمة تعطي مراكش نكهة خاصة لا يفسدها غير التواجد المكتف للاجهزة القمعية وسعيها الدائم لإفشال تواجد الطلاب و إعتقال المناضلين وهو ما قامت به خلال عيد العمال من سنة 2005 اي بعد شهرين من إطلاق سراح مراد حيث ستعمد فرقة خاصة من الجلادين الى محاولة إختطافه لتفشل امام التواجد الشعبي وتنجح في إختطاف رفيقين اخرين سيقضي احدهما ستة اشهر بسجون مراكش، واكادير وتيزنيت و التهمة دائما الإعتداء على رجال الشرطة !!!. بعد أزيد من سنة من هذا التاريخ و بعد ان حصل مراد على شهادة الإجازة في القانون العام وإلتحق بالحركة النضالية للمعطلين بمدينة طانطان وبنضالات العمال والفلاحين ومختلف الجماهير الشعبية وبنضالات تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار لتزداد رغبة الأجهزة القمعية في إعتقاله حيث ستصدر مذكرة بحث وطنية أخرى في حقه وبعض رفاقه الطلاب يوم 15-12-2006بتهمة الإعتداء على الشرطي المسمى نوردين عجم وقصة هذا الجلاد تثير الإشمئزاز فقد ضبط من طرف الطلاب يوزع المخدرات القوية داخل مقصف الكلية فكان أن فضحوا هذه الممارسة ،وإرتباط جلادي الشرطة بعصابات المخدرات والدعارة(2) وسعيهم إلى نشر الإدمان والتفسخ في صفوف الشباب الجامعي لثنيه عن النضال والإرتباط بهموم شعبه وقد تضمنت مذكرة البحث إسم مراد رغم أنه كان متواجدا بشمال المغرب بمسقط راسه ليتأكد سعي الأجهزة القمعية إلى إعتقاله بتهم مفبركة مهما كان الثمن . وبموازاة ذلك سيحرم من تجديد البطاقة الوطنية ومن الحصول على جواز السفر ومن إجتيازات المباريات المهنية ومن متابعة دراسته العليا هذا السبب الإخير الذي سيدفعه إلى العودة إلى مراكش خلال موسم 2007-2008 من أجل التسجيل في السلك الثالث والإنخراط في الدينامية النضالية للطلاب ضدا على إقرار رسوم التسجيل بالسلك الثالث ومن أجل كافة مطالب الطلاب الأخرى . وهو ماسترد عليه الأجهزة القمعية ببرقية ضبط وإحضار يوم 13 -10 -2007 رغم غيابه عن مدينة مراكش ساعتها ايضا حيث كان بمدينة طانطان تليها مذكرة بحث بتاريخ 23-12-2007 في القضية التي كان بطلها قيدوم كلية الحقوق محمد الأمراني زنطار والذي إتهم مجموعة من المناضلين بمحاولة إغتياله وبتحطيم بعض مرافق الكلية ليعمد إلى دفع أحد موظفي الكلية للشهادة هذا الأخير - سيتحول من شاهد إثبات إلى شاهد إدانة لهم -، سيستحضر ضميره ليعلن بكل جرأة عن فضحه لمؤامرة قيدوم الكلية والأجهزة القمعية للزج بمناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب في السجن فقد أقر أن القيدوم لم يتعرض لأي تهديد في سلامته البدنية والجسدية وأن الطلاب يتظاهرون بشكل دائم من داخل الكلية نظرا للمشاكل المتراكمة التي يعانون منها إلى جانب موظفي الكلية وقد كانت شهادته أثناء جلسة محاكمة ثلاثة من مناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب المعتقلين على خلفية هذا الحدث ( محاولة الإغتيال!!!) هده الشهادة التي ستفضح المؤامرة ليتم الحكم ببراءة المناضلين واطلاق سراحهم بعد ان تم إعتقالهم يوم عيد الأضحى (سيرا على نهج الأستعمار الأمريكي بالعراق الذي يرتكب جرائمه خلال الأعياد والمناسبات) لإحراج عائلاتهم لكن ما يثير الإنتباه هو تواطئ النيابة العامة التي لم تحرك اي متابعة في حق المدعي بتهمة الإدعاء الكاذب وتخريب مرافق ذات منفعة عمومية. ستستمر نضالات الطلاب خلال هذا الموسم – 2007/2008 – و سيستمر نضالهم الى جانب الجماهير الشعبية خصوصا الأشكال النضالية التي خاضتها تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار حيث عرفت حضورا متميزا للطلاب كما شاركوا بكتافة في التعبئة و النقاش في صفوف الشعب و الدعوة الى المحطات النضالية و قد كان للرفيق مراد دورا بارزا في هذه الدينامية و في دينامية معركة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة النهج الديموقراطي القاعدي حيث ستأخد بعدا شاملا مع تعرض 22 طالب للتسمم ليلة 24 ابريل بعد وجبة بمطعم الحي الجامعي تناول خلالها مئات الطلاب مواد انتهت مدة صلاحيتها لينقلوا الى المستشفى الذي سيطالبهم بدفع رسوم العلاج ليتبين مدى الإستهزاء بأرواح ابناء الشعب لكن رد مراد ورفاقه سيكون فوريا من خلال مسيرة ضخمة الى المستشفى ستمنع الأجهزة القمعية وصولها و ستقوم بإعتقال 21 مناضلا ليخوض طلاب مراكش اضرابا شاملا بكليات الاداب والحقوق والحي الجامعي استمر حتى يوم فاتح ماي حيث سيخلد الطلاب هذا العيد في جو نضالي حافل الى جانب الجماهير من خلال مسيرة ضخمة ضمت الاف الطلاب وجابت معظم شوارع مراكش ونظرا للحضور المكثف والنوعي للطلاب خلال عيد العمال ستعمم الأجهزة القمعية برقية ضبط وإحضار يوم 2 ماي في حق معظم المناضلين ومن بينهم مراد وأخويه حيث ستعمل على التخطيط لإعتقالهم فلم تجد غير التهمة / الفضيحة محاولة قتل شرطي!!! (جلاد معروف بتعديبه للطلاب و للمواطنين بمخفر جامع الفنا وتجهل الظروف التي تعرض فيها لإصابة بسيطة) و إضرام النار!! و التجمهر المسلح!!! (مرة أخرى) وهذه التهم ستلفق للمناضلين يومي 14 و 15 ماي حيت ستتعرض مسيرة طلابية نحو رئاسة الجامعة بوم 14 ماي الى حصار قمعي سيليه تدخل وحشي في الحي الجامعي ستمارس فيه الأجهزة القمعية وجلادوا مراكش هوايتهم المفضلة التنكيل بالطلاب ورميهم من اسطح البنايات و إجبار الطالبات و الطلاب على نزع ملابسهم امام الملأ وإعتقال وتعديب المئات وسرقة ممتلكاتهم واضرام النار بالمساكن الجامعية انتقاما من الطلاب لمقاومتهم التدخل بالحرم الجامعي ساعتها ستفشل العناصر القمعية في إعتقال مراد وبعض رفاقه حيث سيلتحقون في اليوم الموالي بكلية الحقوق لفضح التدخل الوحشي بالحي الجامعي ورص صفوف الطلاب للإستمرار في نضالهم الى ان اجهزة القمع كانت مصرة هذه المرة على النيل منهم خصوصا انها حضرت كافة التهم للزج بهم وراء القضبان وعلى رأسها التهمة المهزلة محاولة قتل شرطي ليعتقل مراد ورفاقه ومن بينهم اخوه بالقرب من كلية الآداب حيث سيساقون الى مخفر جامع الفنا ليتعرضو لشتى انواع التعديب على مدى اربعة ايام كان نصيب مراد منه وافرا حيث سيهدد بالقتل وبالحقن بفيروس الإيدز وبإغتصاب اخيه امام عينيه (3) واشكال اكتر بشاعة تتعفف حتى النازية من ممارستها الا ان كل دلك لن ينال من صموده وعزيمته حيث سيخوض بالسجن معركة الإضراب عن الطعام الى جانب رفاقه ل 46 يوما حاكم من خلالها المعتقلون النظام أمام العالم أجمع وفضحوا المحاكمة المهزلة فهم يحاكمون بمحاضر مزورة لم يوقعوها ولا اطلعوا عليها اصلا من قبل، وهي بعيدة كل البعد عن الأسباب الحقيقية للإعتقال و التي تتجسد في مواقفهم السياسية وتجسيدهم لهذه المواقف على أرضية الممارسة الى جانب الجماهير . إن هذه القصة ليست من وحي الخيال ولا من أرشيف المقاومة الفلسطينية إنها قصة واقعية من صفحات تاريخ النضال الشبيبي الشعبي بالمغرب عن مناضلين وهبوا حياتهم لشعبهم ووطنهم ذاقوا مرارة الإعتقال و التعديب مرات ومرات ظلوا مطاردين لمدد طويلة عاشوا بلا هوية ولا جواز سفر ظلوا دائما الى جانب الجماهير وأعتقلوا في معاركها انهم نمادج يحتذى بها من شبابنا لم يختاروا الهروب الى الضفة الأخرى ولا إختاروا الهروب الى العالم الأخر و لا اختاروا الإنزواء في الغرف المظلمة خوفا او جهلا بشروط الواقع وقوانين الصراع بل إختاروا خط الجماهير وتجسيد مواقفهم السياسية على أرض الميدان، إن المناضل مراد الشويني هنا مثال بسيط فقط لعشرات المناضلين فيهم من اعتقل ومن لازال ينتظر دوره لكنهم جميعا سائرون على طريق الشعب .
1 - انظر البيانات التضامنية التي تقاطرت من كل بلدان العالم بعد انتفاضة الطلاب بمراكش و العديد من المقالات لكتاب تقدميين تشيد بنضالهم 2 - كل المعطيات الواردة في هذا المجال تأكدها حتى الوقائع اللاحقة حيث القي القبض على احد جلادي مراكش وهو عبد العزيز ايزو الذي كان يتزعم شبكة مخدرات و قد كان المسمى نور الدين عجم من مساعديه الرئيسيين لكنه ظل بمنأى عن العقاب ربما للخدمات التي كان يقدمها في ما يخص الزج بالمناضلين في السجن 3 – أنظر ملحق هذا المقال وهو يتضمن شهادة تعديب المناضل مراد الشويني
أحد رفاق المعتفلين.
ملحق المعتقل السياسي الشويني مراد رقم الاعتقال: 94603
شهادة تعذيب في 14/05/2008 و على الساعة الثالثة و النصف ، آلاف الطلبة يغادرون كلية الحقوق و يتوجهون الى رئاسة جامعة القاضي عياض بكلية العلوم السملالية ، حيث كان من المقرر إجراء حوار مع رئيس الجامعة حول الملف المطلبي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، لكن الجماهير الطلابية ستتفاجأ بتطويق محكم لكل الحرم الجامعي : كليتي الحقوق و الآداب و الحي الجامعي و كافة الأحياء المجاورة له ، من طرف مختلف أجهزة القمع السري و العلني : سيمي ، قوات مساعدة ، فرق مكافحة العصابات ، المخابرت ، الاستعلامات ... حتى شرطة المرور لم تتخلف ذلك اليوم. تدخلت قوات المع بشكل وحشي ، مانعة الطلبة من التوجه الى رئاسة الجامعة ، كان الطلبة يرغبون في حوار حول مطالبهم لكنهم وجدوا حوارا من نوع آخر ،حوار النظام القائم مع الجماهير في العهد الجديد ، حوار مقدمته الرصاص المطاطي ،و القنابل المسيلة للدموع ، و القمع الوحشي ، و مضمونه التنكيل و التعذيب و الاغتصاب و السرقة و النهب ، و خاتمته تلفيق التهم للمناضلين و المحاكمات الصورية. اقتحمت قوات القمع كليتي الآداب و الحقوق ، لكنهما وجدتهما فارغتين ،لأن الطلبة لجئوا الى الحي الجامعي لتحصين أنفسهم في غرفهم ، فكان النظام القائم وفيا لديمقراطيته الدموية ، و لمبدأ تقريب القمع من المواطنين ، لهذا قام باقتحام الحي الجامعي و كل عماراته بدءا بعمارة الطالبات و انقسمت قوات القمع الى عدة مجموعات ، إحداها اهتمت بالتنكيل بالطالبات و باغتصابهن ، و اخرى بفرز المناضلات ، و الأخرى كانت مهمتها سلبهن كل ما يملكن بدءا بالهواتف النقالة و مصاريف جيوبهن على هزا لتها. نظمت قوات القمع عملية السرقة و النهب و سرقوا كل ما استطاعوا حمله حتى الحواسيب النقالة ، و ما لم يستطيعوا حمله كسروه و خربوه. في نفس الوقت كانت فرق أخرى من قوت القمع المتنوعة قد اقتحمت عمارات الطلبة الثلاث ، و سرقت و نهبت كل شيء و خربت و كسرت كل ما هو قابل للكسر ، و اعتقلت كل من وجدت في طريقها أو في غرف العمارات ، و من وجدتهم على أسطحها قام بعض عناصر الاستعلامات و المخابرات برميهم الى الارض ، مما تسبب في الشلل و في عاهات دائمة لبعض الطلبة. لم تنته المسرحية الدموية التي اجتهدت قوت النظام القائم في تجسيدها عند هذا الحد ، بل بعد أن اعتقلت من اعتقلت و نكلت بهم و نهبت ما طالت يدها ، عمدت الى إضرام النار في إدارة الحي الجامعي و في مقهى مجاور له. قام بذلك عناصر ترتدي بذلا غير رسمية ، و أمام أعين السيمي و القوات المساعدة الذين اخلوا المناطق المحيطة بالحي و المقهى كي لا يرى أحد مؤامرتهم ، و كل هذا لكي يعتقد الناس بأن الطلبة هم الذين أحرقوا الادارة و المقهى هذا لكي يهيء النظام القائم تهما للمناضلين تناسب التطور الذي وصلت اليه الحركة الطلابية بموقع مراكش. إذ بعدما فرغت عناصر قوات القمع المختلفة من عملياتها الاجرامية المنظمة هذه ، قامت بتصوير الخراب الذي أحدثته بالادارة و المقهى و غرف الطلبة ، و نسبت كل أفعالها الاجرامية الى الطلبة و مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي ، و قدمت تلك الصور كدليل لإدانتهم،و تابعتهم قضائيا بجرائمها، فهذه هي ديمقراطية العهد الجديد ، و هكذا يحترم النظام القائم حقوق الانسان ، و هذه هي دولة الحق و القانون ، و هذا هو الدور الحقيقي لقوات الاجرام. في اليومن الموالي ، أعلنت حالة الطوارئ بمدينة مراكش ، و تحولت الى مدينة من مدن فلسطين المحتلة ، حيث قامت قوات القمع بسد كل منافذها و مداخلها ، و مراقبة كل الطرق و الشوارع و قامت بنصب الحواجز في الطرق المؤدية الى مدن أخرى ، من أجل تفتيش كل الحافلات ، مخافة أن يفر أحد المناضلين الى مدينة أخرى . انتشرت قوات القمع في كل شبر من مدينة مراكش ، و بدأت سلسلة المداهمات و الاقتحامات لمنازل المناضلين المتواجدة بالاحياء المجاورة للحي الجامعي ، لم يكفهم ما نهبوا و سرقوا في الحي الجامعي ، فلجئوا الى المنازل ينهبونها أيضا و يعتقلون المناضلين منها. في صباح ذلك اليوم ،سدت قوات القمع و النهب و السلب كل المنافذ المؤدية الى الحرم الجامعي و طوقته، بعد أن جاء المناضلين اليه لكي يقوموا بواجباتهم ، و اقتحمت كلية الحقوق و طاردت المناضلين و اعتقلت بعضهم ، نكلت بهم و نقلتهم الى مخفر جامع الفنا ، الذي أصبح أكثر شهرة في التعذيب من درب مولاي الشريف . و أنا كنت واحدا من المناضلين الذين اعتقلتهم قوات القمع و السلب و النهب ذلك الصباح ، و اقتادوني الى مخفر الشرطة ، و الأسطر القادمة سأسرد من خلالها ما حدث لي منذ لحظة اعتقالي الى حين تقديمي رفقة رفاقي الى المحكمة. في 15/05/2008 تم اعتقالي أنا و بعض الرفاق على الساعة العاشرة صباحا ، قيد البوليس يدي الى الخلف و وضعوني على بطني على الأرض ، و انهالوا علي بالركل على الوجه و الرأس و البطن و الفخذين و الساقين ، و انهال علي آخرون بالعصي و المينوطات ، و أشهر بعضهم المسدسات في وجوهنا ، و هم يضربون طوقا علينا ، أدخلونا الى سياراتهم ( سطافيط) و استمروا في الضرب و البصق و الشتم ، و هم يجولون بنا بحثا عن رفاق آخرين ، مضت ساعة قبل أن يقفوا بنا امام مخفر جامع الفنا ، أدارو ا السطافيط ، و قابلوا خلفها بباب خلفي للمخفر ، فتحوا بابها ، و صعد رجال ببذل غير رسمية ، و انهالوا علينا بالضرب من جديد ، ثم أخذوا أحزمة من قماش ، و عصبوا أعيننا جميعا، اقتادونا الى داخل المخفر أ أصعدونا سلالم ، و عبروا بنا ممرات طويلة ، ثم استقروا بنا في غرفة حيث أقعدونا جميعا ، و انهالوا علينا بالضرب مرة أخرى . بعد عشر دقائق ، اقتادوني الى غرفة أخرى ، تجمع علي حوالي 7 ،و 8 أشخاص ، احكموا تعصيب عيني و يداي مقيدتان بقوة الى الخلف ، حتى تجمد الدم في الكفين . اقترب مني واحد منهم ، و أخذ يحدثني بصوت هادئ ، يطلب مني ان أتعاون معهم ، و أن أمدهم بالمعلومات التي يريدونها ،و حين ابتدأ التحقيق، ابتدأت جولات التعذيب ، في الأول الضرب بالعصي و الايدي ، و الركل بالارجل، ، و حين لم يأت هذا الضرب بما يريدونه ، مددوني على بطني و أخذ أحدهم يداي المقيدتان و رفعهما الى أعلى ، و وضع رجله على ظهري ، رفع يدي بقوة حتى صارت في وضع زاوية قائمة مع ظهري ، و حين كنت أصرخ بصوت عال ، وضعوا خرقة قذرة في فمي ، و طلبوا مني أن أرفع أصبعي إذا أردت الكلام ، فكنت أرفعه فورا ، و حينها ينزلون يدي ، و ينزعون الخرقة ، و يطلبون مني الكلام ، فأخبرهم أنني لا أعرف شيئا عما يسألونني عنه ، فيعيدون رفع يدي ، و وضع الخرقة في فمي ، كرروا ذلك ست مرات حتى كاد يغمى علي ، و مازالت كتفاي تؤلماني من جراء ذلك الى حدود الساعة. بعد ذلك ، و بعد ان رفضت إخبارهم بأي شيء ، هددوا باغتصابي ، ثم هددوا باغتصاب أخي امام عيني ، ثم أحضروه و هددوا بإرغامي على اغتصابه ، بعدها أخرجوه من الغرفة ، و انهالوا علي بالركل و الرفس على الرأس و الظهر و الفخذين و الساقين ، ثم هددوني بالكهرباء و بالاغتصاب و ب"الفلاقا" ، و بأن يجلسوني عل قنينة...و ذكروا لي بأن كثيرا من الرفاق أجلسوهم على قنينات سابقا. أخذوا يسألوننني من جديد ـ، و حين لم أجبهم ، خلعوا عني ثيابي ، و هددوا باغتصابي واحدا تلو الآخر ، ثم ضربني أحدهم بعصى ،ثم وضع تلك العصى على مؤخرتي ، كأنه يحاول اغتصابي بها ، و هو يأمرني أن أجيبهم على أسئلتهم التي يطرحونها علي و حين لذت بالصمت حاولوااغتصابي ، ثم عدلوا عن ذلك ، ثم حملوني مقلوبا من قدمي، و رأسي الى أسفل ، و أنا ما أزال عريا و هم يصرخون و يشتمون و يسألون ، ثم انهالوا علي بالركل على الرأس و الظهر ، و حين تعبوا أنزلوني ، و صاح بهم أحدهم :" لنقتله و نستريح منه ، سندفنه في الخلاء و لن يعرف أحد أي شيء عنه". صاح آخر : " إذا قتلناه سيستريح ، سنعذبه هنا حتى يكره حياته ، بعدها سنرسله بثماني سنوات الى السجن كي يتربى". تركوني عاريا ملقى على الأرض بضع دقائق ، فيما كانوا يتشاورون مع بعضهم البعض ، و حين عادوا أخذوا يقدمون لي النصائح بضرورة التعاون معهم إذا أردت أن اتفادى التعذيب الحقيقي ، و قالوا أنهم لم يشرعوا فيه بعد ن و أنني إذا لم اتعاون معهم ، فسوف يلجئون إليه ، ألبسوني ثيابي ، و بدئوا يطرحون الأسئلة ، و هم يحاولون التحدث بلباقة ، و عندما لم أجبهم انهالوا علي بلضرب و الركل ، ثم مددوني على ظهري ، و أمسك شخصان بقدمي ، كل واحد أمسك قدما ، و أخذ يجرها في في اتجاه مناقض للاتجاه الذي يجر اليه الآخر ، و هما يشتمان و يهددان ، صرخت بأعلى صوتي ، فأغلقوا فمي بخرقة ، و طلبوا مني أن أهز رأسي إدا أردت الكلام ، فكنت اهز رأسي بسرعة فيطلقون قدمي و ينزعون الخرقة ، و يطرحون علي سؤالا أو اثنين ، و حين أخبرهم بأنني لا أعرف شيئا ، كانو يعيدون الخرقة الى فمي ، و يجرون قدمي من جديد ، و بعد ان فعلوا ذلك ثلاث مرات ، فقد شخص منهم أعصابه و انهال علي بالركل بشكل هستيري ، فأوقفه أحدهم و جره بعيدا عني. كانوا يسألونني أحيانا أحيانا أسئلة غبية ، خاصة عندما يدعون أنهم يعرفون شيئا ما ، فيعطونني معطيات لا أساس لها من الصحة ، و كنت أعرف أنهم يريدون من وراء ذلك جر لساني الى الكلام ، لكنني كنت ألزم الصمت ، أو أجيب بأنني لا أعرف .و أحيانا كانوا يسألونني أسئلة لا أفهم ما المغزى منها ، سألوني مثلا ، من هم الأسياد هنا أنتم أم نحن ؟!! لم أجبهم و لم أتفوه بأية كلمة ، فانهالوا علي بالضرب ، فاستغربت ، لماذا يضربونني . ثم كانوا يقولون بحقد كبير : " انتم أسود في الكلية ن لا تخافون و لا تهابون أي أحد ، و الآن أين هي قوتكم ، هيا تكلموا ..." كانوا ينهون كلامهم بالضرب و الركل. سألوني سؤالا آخر ، من هم الرجال نحن ام أنتم ، لذت بالصمت من جديد ، فصرخوا في وجهي بالسؤال مرة أخرى ، بقيت صامتا ، فانهالوا علي بالضرب.كانوا يضربونني بحقد جنوني ، و كنت أتساءل أي نوع من البشر هؤلاء ، و ما هذا الكم الهائل من الحقد الذي يحملونه اتجاهنا ، و هل يقومون بهذا مقابل الأجر الشهري فقط .تساءلت إذا ما كان يعرف هؤلاء من نحن و على ماذا ناضل و هل يهمهم أن يبقى التعليم مجانيا أم يدخلون أبناءهم الى المدارس الخاصة هم أيض مثل أسيادهم ، تساءلت ما إذا كانوا هم أيضا يكتوون بنيران الأسعار أم لا ، و تساءلت إن كانوا يجتهدون في تعذيبنا و التنكيل بنا لأنهم يملكون أحقادا شخصية اتجاهنا ، ربما لأنهم حينيعملون بالليل و النهار ، يطاردون الطلاب في الشوارع و الخلاء و يقتحمون البيوت ، يظنون أن الطلاب هم السبب في هذا الشقاء و هذا الجحيم ، و لا يدركون أن رؤسائهم هم الذين يشغلونهم كالكلاب بالليل و النهار... تساءلت عن أشياء كثيرة ، و دائما كانت تقطع تساؤلاتي و افكاري ضرباتهم التي تهوي على رأسي أو رقبتي ، و صرخاتي التي تدوي. استمر التعذيب و التحقيق ما يزيد عن ثلاث ساعات ، تركوني بعد ذلك ما يقرب نصف ساعة ممددا مكاني ، معصب العينين ، مقيد اليدين ، بعدها جرني شخص و أوقفني ، و أمرني بالمشي فمشيت ، فاقتادني الى الغرفة التي وضعوا بها الرفاق و هم معصبي الأعين مقيدي الأيدي الى الخلف.كانوا يخرجون الرفاق واحدا تلو الآخر للاستنطاق و التعذيب ثم يعيدونهم . بعد مدة قصيرة ، أخذوني الى غرفة أخرى و طلبوا مني أن أدلهم على المنزل الذي أقطن به ، و على منازل الرفاق، و حين رفضت ، انهالوا علي بالضرب بالايدي و العصي، و هددوا بأن يعلقوني و يغتصبوني... نزعوا عني ثيابي مرة أخرى ، و هددوا باغتصابي ، إن لم أجبهم على أسئلتهم، سألوني عن أشياء كثيرة ،و هددوني كثيرا ، ضربوني بالعصي و بأيديهم و أرجلهم ، و هم يشتمون و يتوعدون ن و يهددون بأنهم سيغتصبونني خلال الليل في الخلاء. بقيت معصب العينين ، و مقيد اليدين الى الخلف ، في اليوم الاول من الاعتقال من الساعة الحادية عشر صباحا ، الى الواحدة ليلا ، و طيلة هذا الوقت كانوا ينتقلون بنا من غرفة الى غرفة ، من أسفل الى أعلى ، و من اعلى الى أسفل ، يتغير الجلادون لكن الأسئلة لاتتغير ، و التعذيب لا يتغير ، تنخفض اللهجة في البداية ، و يبدؤون بأسلوب الترغيب و الاغراء ، و حين لا يتوصلون الى أية نتيجة ، يكشرون عن أنيابهم ، و يلجؤون الى الاساليب الوحشية في التعذيب. هددوا بتعليقي و قالوا أن أقوى مني عشر مرات لم يصمدوا حتى خمس دقائق، فمن الأفضل أن أجيبهم على أسئلتهم ، و حين لم أجبهم ، هددوا بإخصائي ، التف حولي خمسة أو ستة أشخاص و بدؤوا في طرح الأسئلة و في التهديد و الضرب و الصفع و الشتم ، ثم أوقفوني على ركبتي ثم انهالوا علي بالضرب عبى ظهري ، فسقطت على رأسي و أغمي علي. لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا مغمى علي ، صبوا علي الماء، و أيقظوني ، كنت ما أزال معصب العينين مقيد اليدين الى الخلف ، أحسست بألم أشد في يدي ، اللتان تجمد الدم فيهما و الى حدود الآن ، مازلت أعاني من آلام بهما ، كما أعاني من آلام متفرقة في جسدي من جراء التعذيب ، في الكتفين ، و في الرأس ، و في الركبتين ، و في الفخذ اليمنى و في الساقين ، كما أحس أحيانا كثيرة بدوار في رأسي ، يكاد يغمى علي كلما أحسست به. حوالي الساعة الواحدة ليلا ، اقتادوني الى قبو أسفل مخفر الشرطة ، نزعوا الأصفاد من يدي و الخرقة عن عيني ، و خلعوا عني ثيابي ، فتشوني ، فلم يجدوا شيئا ، ارتديت ثيابي ، و أنزلوني الى القبو المتعفن ، حيث وجدت جميع الرفاق ممددين على الأرض من آلام التعذيب. في اليوم الموالي ، أخذوني الى أعلى المخفر ، إخبروني بأنهم اقتحموا الغرفة التي أسكن بها في الداوديات ، أخذوا منها كل حاجياتي بدون استثناء ، أخذوا كتبي و وثائقي و صور الشخصية و ملابسي ، و حاسوبي ، و كانوا قد سرقوا هاتفي المتنقل منذ اليوم الأول. حققوا معي لأول مرة دون تعصيب عيني ، سألوني عن محتويات الحاسوب ، و من أين حصلت عليه ، و من يستعمله ، و أسئلة أخرى ، لزمت الصمت ، فهددوني من جديد و قيدوا يدي الى الخلف ، و أجلسوني على الأرض ، و تناول أحدهم عصى خشبية و هوى بها على كتفي و على ظهري ، و هو يشتم و يأمرني بالكلام ، بعد ساعة أعادوني الى القبو . في منتصف الليل من اليوم الثاني من الاعتقال ، أصعدوني الى أعلى المخفر ، أدخلوني الى غرفة ، حيث جلس شخصان الى مكتب ، سألني أحدهما عن إسمي و عن بعض المعلومات الشخصية عني و عن عائلتي ، كتبوها في جهاز حاسوب ، بعد دقائق ، أمروني بأن أوقع على أوراق المحضر ، و حين رفضت ، انهالوا علي بالضرب و الركل ، و هددوني بأشياء كثيرة ثم اعادوني الى القبو. بعد ساعة أصعدوني الى أعلى المخفر ، قيدوا يدي الى الخلف ، و سألوني عن شخص ما و عن البيت الذي يسكن به ، و بعد ان نفيت معرفتي بالشخص و بالبيت الذي يقطنه، هددوا باغتصابي ، و هددوا بأن يخصوني عن طريق استئصال أحد العروق... ثم ضربوني على رأسي ، و صفعني أحد من الخلف بكلتا يديه على أذني ، ثم هددوني بأن يلقحوني بمصل يحتوي على فيروس السيدا ، و قالوا أنهم سينادون على بعض المجرمين المتواجدين بجامع الفنا ، و الذين يتمتعون بحماية البوليس و سيجعلونهم يغتصبونني ، هددوني و توعدوني ، و اعتمدوا أسلوب الإرهاب النفسي كثيرا ، هددوا باستعمال الكهرباء ، باغتصابي ، بإخصائي ، بنزع أظافري ، و بأشياء كثيرة... بقينا أربعة أيام في قبو مخفر الشرطة ، في اليومين الأخيرين استمر التعذيب ، و اقتصر على الضرب ، و التهديد و الارهاب النفسي ، و في اليوم الرابع أخذونا الى محكمة الاستئناف.
#فيفا_ليبرتا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|