أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - محمد حسين فضل الله














المزيد.....

محمد حسين فضل الله


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 01:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنقل لنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر تناول السياسيين أو المثقفين أو رجال الدين اللبنانيين للشأن العراقي، وليس غريباً طبعاً أن تكون هذه التناولات لبنانية الهوى، بمعنى أنها قراءة للواقع العراقي بحروف وأوراق وأقلام لبنانية. ومن هنا جاءت دعوة حسن نصر الله الشهيرة للسياسيين العراقيين للتصالح مع صدام حسين، فالرجل لا يتعامل مع المشاكل العالقة بين الطرفين عراقياً بل لبنانياً. هو لا يريد أن تدخل أميركا للمنطقة، لأنها تقوي إسرائيل من جهة وتضعف حليفته إيران من جهة أهم. وإزاء هذين الخطرين لا يعبأ نصر الله بعد ذلك بالمخاطر التي كانت ستنجم لو تحالف أو تصالح سياسيو العراق مع صدام، فشر صدام، الذي تم تدجينه آنذاك، لا يمكن أن يصل لبنان ولا إيران بأية حال.
مثل هذا التعامل يجب أن يكون درساً يفسر حقيقة حال رجال الدين السياسيين الذين لا يتحركون إلا سياسيا أما الدين عندهم فتابع للسياسة وليس قائداً لها، وإلا لماذا اختلف موقف حزب الله من موقف أحزاب الإسلام السياسي العراقية التي رفضت بشكل قاطع التصالح مع صدام واشتركت بعملية إسقاطه؟
الموقف اللبناني من العراق لن يتغير استناداً لمعادلة المصالح السالفة وقلنا أن هذا أمر طبيعي لكن تصريح السيد محمد حسين فضل الله الأخير ـ والذي سلب خلاله الشرعية من الحكومة العراقية في حال انها أبرمت أية اتفاقية مع أميركا ـ يطفو على سطح الوعي ولا يمكن تجاهله بأية حال. والسبب ان الرجل ممن يرون ضرورة ربط الدين بالسياسة فهو رجل دين (واقعي) وكثيراً ما اتصفت آراؤه الدينية بهذه الصفة فلماذا تتوقف واقعيته عندما يعالج الشأن العراقي؟
كيف يتصور السيد فضل الله أن ينتهي حال القوات الأميركية في العراق دون إبرام أية اتفاقية؟ ولماذا لا يترك شأن هذه الاتفاقية للمرجعية الدينية العراقية التي يعلم جيداً أن لها تأثيراً مهما في سياسيي العراق؟ ثم ألا يعلم بأن الحكومة الماسكة بالسلطة في العراق هي حكومة أحزاب إسلامية شيعية، وأن بعض هذه الأحزاب كان، وربما لا يزال، على علاقة وثيقة بمرجعيته.
يندرج تصريح فضل الله الأخير بجملة التشويش اللبناني على الشأن العراقي، وهذا التشويش طبيعي لأنه يصدر عن مصلحة لبنانية، لكنه يؤكد قضية فك الارتباط بين الدين والسياسية، ذلك أنه يكشف عن أن المراجع الذين يقولون بوجود مثل هذا الارتباط لا يديّنون السياسة بقدر ما أنهم يسيّسون الدين، فعند فضل الله الدين تابع للسياسة اللبنانية وليس العكس. والدليل أن الرجل تنويري حداثوي في كل شيء إلا في السياسة، وهذا الموقف ترجمة حرفية لواقع حياة شيعة لبنان فهم تنويريون في لباسهم ومأكلهم والأعم الأغلب من تفاصيل حياتهم ولا يتكئون على الدين إلا عندما يريدون النيل من إسرائل. يعرف ذلك من زار لبنان وعرف اللبنانيين عن قرب. بالمناسبة وما دمنا تكلمنا عن موضوع الدين والسياسة وعلاقة ذلك بالموقف من تطورات الواقع العراقي لا بد من الإشارة إلى أن ما سمي بالمقاومة الشيعية للاحتلال كموقف سياسي إسلامي لم ينطلق من فتاوى المدرسة الشيعية العراقية، بل من فتاوى مراجع إيران، ومثل هذه الفتاوى ينطبق عليها ما ينطبق على فتاوى فضل الله، أي أنها فتاوى إيرانية سياسية وليست إسلامية سياسية. وهذا ما يؤكد فك ارتباط الدين بالسياسة. فتماهي آراء المدرسة الدينية اللبنانية مع الواقع اللبناني والإيرانية مع الواقع الإيراني واختلافهما مع الواقع العراق يؤكد أن رجال الدين السياسيين لا ينطلقون في قراءتهم للوقائع السياسية من وجهات نظر دينية بحتة، بمعنى أنهم يتحركون، كسياسيين، من منطلقات دنيوية وليست دينية الأمر الذي يسقط دعواهم بوجود ارتباط بين الدين والسياسة ارضاً.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك
- ارضنة الدين
- يوسف.. لا تُعرض عن هذا


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - محمد حسين فضل الله