أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان شيرخان - خيبة امل المنتظرين














المزيد.....

خيبة امل المنتظرين


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا تغيب قضية رفض الانتماء لحزب النظام السابق وتداعياتها المتشعبة قليلا الا لتعود اقوى وامر، وتصبح في احيان كثيرة كجلد مؤلم للذات، ومبعث حسرات وندم وخيبة. وصف احد الزملاء (من جماعة العقود) حاله وهو حيران اسفا، بعد ان امعن مليا بسلم الدرجات الوظيفية الجديد قائلا : " ندفع حماقة معارضتنا للنظام السابق، ويجني الاخرون دائما فوائد انتمائهم للنظام وحزبه". وقضى السلم الجديد ان يوضع زميلي (الخمسيني) في بداية الدرجة السابعة براتب اسمي قدره 196 ألف دينار، تماما كما وضع اوسط ابنائه المتخرج حديثا من الجامعة، سنوات خدمة زميلي في الدولة العراقية (صفر)، لم يسبق له ان توظف في اية دائرة او مؤسسة حكومية بسبب توتر العلاقة الشدبد بينه وبين حزب السلطة السابق، وحتى الخدمة العسكرية الالزامية والاحتياط الاجباري اللتين قضتما من سنين شبابه 11 عاما، رفضت مديرة الحسابات احتسابها لان وزارة المالية قضت بعدم احتسابها.
تتحمل الكتل والاحزاب والجماعات السياسية التي عارضت النظام السابق وحاربته لعقود طويلة مسؤولية عدم تفهم اوضاع من بقى داخل العراق، وعانى لعقود من بطش النظام وظلمه، كانوا على مرمى حجر من ازلام النظام وجواسيسه ومخبريه، ودفع الكثيرون حياتهم ثمنا بخسا لمعارضتهم (السلبية) للنظام، والتي تمثلت برفضهم الانتماء لحزب السلطة برغم الاغراءات والتهديدات المستمرة، وخطورة هذا الرفض خاصة عندما كان يوثق في سجلات الحزب والدوائر الامنية بأحدى العبارتين (عائلة غير محسومة الولاء للحزب والقائد) أو (عائلة معادية للحزب والقائد). ذهبت الوظائف المرموقة والبعثات والزمالات للذين انتموا لحزب السلطة حصرا، وفي حقبة الحرب مع ايران مثلا، كانت الوقائع تشير الى ان زميلين تخرجا من كلية واحدة يذهب احدهما في بعثة حكومية ليكمل دراسته في اوروبا، والاخر يؤدي الخدمة العسكرية على جبهات الحرب مع ايران، والفارق الاوحد بينهما ان الذي في اوروبا انتمى لحزب السلطة، والذي رفض كان مصير (بطولته) الموت دفاعا عن البوابة الشرقية للامة العربية.
لا ينبغي لقادة المعارضة العراقية ممن عاشوا عمرا في الخارج، والذين تسيدوا الموقف السياسي منذ العام 2003، ان ينظروا نظرة سطحية لمن عارض النظام في الداخل، وان يحقروا معارضتهم التي امتدت طويلا، وان يحصروا امر معارضة تظام صدام بهم، وان لايذهب خيالهم بأن جميع من بقى في العراق كانوا في جانب وصف النظام ورأسه، لقد تجرع من بقى في العراق وعارض النظام أسوا حالات الذل والهوان والفقر والعوز، رفضوا الحل الجاهز (المذل) بالانتماء الى حزب السلطة وآثروا معارضته ببسالة، منعوا انتشار الحزب نوعا وكما، واضاف رفضهم المبدئي نوعا من التوقير لموقف المواطن العراقي، لكي لا يبدو الشعب وكانه قطيع ينقاد لنزوات طاغية اشر، وبقوا حتى قبيل سقوط النظام شوكة في حلق النظام واجهزته الامنية، كانوا معارضين حقيقين، ناقشوا وناظروا وسفهوا وسخفوا افكار حزب النظام وسياساته وتوجهاته وممارساته الرعناء.
بعد سقوط نظام البعث العام 2003، المنظر يتكرر مرة اخرى، المكان كان اولا امام فندقي المرديان والشيراتون، ثم ينتقل الى قصر المؤتمرات والمنطقة الخضراء، يتدافع السفهاء والمنافقون للانتماء الى الاحزاب الجديدة أملا بالفوز بمغانم التغيير، او الاختباء من ضحاياهم تحت عباءة احد رموز المعارضة الذين جاؤا من الخارج، نفس الوجوه الكالحة المعروفة، عادت وكأن شيئا لم يكن، يا لهذه الامة التي تنتج هذا الكم من المنافقين والدجالين وعديمي المشاعر والاحاسيس، المنظر يمر امام من رفض النظام السابق ثانية، بفارق نحو ثلاثين عاما بدت كثلاثين دقيقة، نفس الهياكل التي كانت امام الفرق والشعب، تذكروا الان ان لهم قبائلا وعشائر وافخاذا تحميهم، وان لبعضهم نسبا بمن كرم الله وجهه. ولو حق لنا مجازا ان نظهر مشاعر احترام لوجهت الى الذين تركوا العراق، وآثروا العيش بعيدا عنه، بعد ان سقط الرمز والنموذج والحقبة الاشد دموية، التي بقوا سنين طوال يدافعون عنها.
ليس هناك من حمْل أثقل ولا أسى أقسى من شعور الإنسان بان احلامه تقتل الواحد تلو الاخر، وان تغدو الايام التي انتظرها عمرا طويلا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء ... يا لخيبة امل المنتظرين ...



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان شيرخان - خيبة امل المنتظرين