الديمقراطية الإنقلابية الموريتانية

هشام اعبابو

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 02:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

ديمقراطية الجنرالات آخر صيحة للموضة في عالمنا العربي , و هذه المرة و كباقي المرات السابقات, في قطر عربي, للأسف الشديد, بلد ضننا في الآونة الأخيرة أنه استطاع الإفلات من قبضة الإستبداد و الديكتاتورية الطايعية, نسبة لولد الطايع,لكنها لم تكن سوى نزهة قصيرة في حديقة الديمقراطية, و التي تمثلت في إجراء انتخابات ديمقراطية و نزيهة أسفرت عن فوز رئيس منتخب ديمقراطيا من الشعب, انتخابات لم تكن سوى استراحة موريتانية, من مخالب الإستبداد و الديكتاتورية, العسكرية, الموريتانية ,لتعود موريتانيا و شعبها إلى زنزانتهم, ويسكرها العسكر بمفاتيحهم الفولاذية..
الغريب في الامر أن العسكر و على رأسهم الجينرال ولد عبد العزيز و معه زمرة من الموريتانيين, يقولون بأن انقلابهم على الرئيس السابق, ليس إلا إجراءا تصحيحيا بغرض ترسيخ الديمقراطية و حمايتها, سبحان الله إنهم يقتلون الديمقراطية و يمشون في جنازتها و إذا لامهم أحد عن ذلك, يقولون لك لا إننا نحب الديمقراطية و لا احد يحبها و يخاف عليها أكثر منا...يا سبحان الله عالمنا العربي عالم بحد ذاته, لا يشبه العوالم الأخرى الغير العربية, لا في مصطلحاته ولا في تفسيراته و لا في ديمقراطيته,و هذه هي المصيبة, الأكثر من ذلك فعالمنا العربي جادت قريحة أحد جينرالاته وهو محمد ولد عبد العزيز الموريتاني, فاخترع لنا شكلا جديدا من الديمقراطية, ألا و هي الديمقراطية الإنقلابية الموريتانية, ديمقراطية عربية الشكل و المذاق, لن تجدها إلا في أقطارنا العربية, حماتها جينرالات, بها يتوجون هم و أنظمتنا المسلسل الديمقراطي في كل بلد من بلداننا,ففي الديمقراطيات الغربية تتوج المسيرة الديمقراطية بانتخاب رئيس منتخب بالأغلبية لمدة أربع أو خمس سنوات يطبق خلالها برنامجه الإنتخابي و تقوم المعارضة بمساءلة الرئيس و حزبه و فريق عمله و عند انتهاء مدة حكمه تأتي محاسبة الشعب أو الناخبين له و إعادة انتخابه أو انتخاب غيره
لكن في بلداننا العربية فالمسلسل الديمقراطي تكون نهايته في معظم الاحيان ماساوية فإما يتم تزوير نتائج الإنتخاب أو إلغائها في حالة فوزالمعارضة و هذا ماكان قد و قع في الجزائر و إما بالإنقلاب على الرئيس المنتخب من طرف العسكر حتى قبل إتمام الرئيس و فريق عمله نصف مدة حكمهم ..و إن تعجبت من ذلك و حاولت الإستفسار يجيبونك جينرالاتنا الأشاوش بأنهم يحافظون بذلك على الديمقراطية نعم فهي عندنا بكر و عذراء و لا يجب الإستفراد بها و الإستحواذ عليها مسكينة الديمقراطية في بلداننا كان الله معها و معنا...

#هشام_اعبابو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات