ايها الأصيل هكذا تتركنا دون ان تلمح عراقنا الجديد وهو يمنح الكرد حقوقهم التي غيبتها السنين .
كتب عليكم الموت والتشريد والنفي والهجرة والسبي لكونكم اكراد .
وحين رحلت مبتسماً وسط المهنئين بعيد الأضحى وفي لحظات النهار الأولى كنت متيقناً من صمود اخوتك وتواصلهم في النضال من اجل تحقيق ما أقره الشعب .
كنت متأكداً تماماً من أنك اديت الأمانة ووفيت ما يمليه الضمير وجاهدت وناضلت وكافحت من اجل قضية شعبك وعراقك ، ولهذا كنت مطمئن الى أن الراية لن تسقط وأن غيرك مستعد لحملها من بعدك .
ولكنك لم تشهد معنا لحظات تحقيق الفيدرالية التي ضحينا لها نحن اهل العراق الكثير الكثير ، ورعيناها بماء العيون وسقيناها بأنهار من الدماء .
رحلت عنا ونحن في أمس الحاجة اليك .
رحلت عنا وسط صمت عربي مريب ، وألسن سوء اخرسها الله ، وفضائيات لم تشأ ان تفضح نفسها أكثر من هذا الموقف .
سيدي سامي عبد الرحمن أن رباط حذائك أشرف من أشرفهم ، وبقايا ماتدوسه أطهر من أطهرهم ، فأنت تعمل في الضوء وهم يعملون في الظلام ، وأنت تدعو للمحبة والخير وهم يدعون للكراهية والشر ، وأنت تقف بجنب الأنسان وتدافع عن حقوقه وكرامته ، وهم يدافعون عن الباطل والتردي .
لاأدري لم اتخيلك مبتسماً تستخف بفعلتهم الشنيعة ، فقد فخخوا لك بهيمة بشرية ليقتلوا بها رمزاً عراقياً وطوداً وطنياً وفارساً ماقدروا عليه في الأشتباك وقتال الرجال .
تمكنوا منك بخبث وجبن وخلسة عن أفعال الرجال .
أستطاعوا أن ينالوا من جسدك الطاهر لكن مبادئك وقيمك لم تزل باقية حين رحلوا هم تلاحقهم لعنة الناس في الأرض ولعنة الله في السماء .
أيها الرمز العراقي الذي نفتخر به يقيناً لم تزل روحك ترف فوق سماء العراق تحط فوق شجر كردستان وتغتسل بماء المطر وتدعو الطيور والناس لأن تأخذ حقها في الحياة .
لقد قلت لي يوماً حين التقينا : حتى الطيور يا أخي لها الحق في أن تعيش وتأخذ ماقسم الله لنا فلم يستكثر علينا البعض هذا الحق ونحن بشر من خلق الله .
وها انت تحقق حلمك الذي طالما تحدثت به من أن تكون ضمن قافلة شهداء كردستان ، مع أنك قدمت مايمليه الواجب والضمير والمواطنة ، لكنك كنت ترى في الشهادة في سبيل القضية خلوداً مابعده خلود . أي مهابة يقدم عليها الموت حين يحضن سامي وهو يبتسم كعادته .
ايها الكردي الذي تفتخر به امة الكرد حتى موتك يغيض مرضى العقول والوجدان والضمير ، كنت في حياتك سيفاً محارباً وخنجراً في قلوب أعداء شعبك ، كنت الكلمة الصادقة ، كنت الموقف الثابت والمباديء الحقيقية .
أخي سامي عبد الرحمن لقد سجلت اسمك في سجلات الخلود العراقي ووسط شعب الكرد الذي نذرت له نفسك ، وأنت من أختار الشهادة وليس هم ، فقد كانوا بلاضمير ولاعقل في حين أنك ورفاقك تمتلئون بالضمير والعقل ومحبة الأنسان .
أخي سامي عبد الرحمن لقد سبقتنا الى المجد ونحن لم نزل نحبو على آثارك فقد كبرت قامتك وعلا شموخك وكنت ابنا باراً لقضية سعبك فنم قرير العين وانت ترفل بثوب العز والفخر والخلود .