أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صادق عبود - مازال هناك متسع من التسامح














المزيد.....

مازال هناك متسع من التسامح


محمد صادق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 01:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعرف الجميع إن بلدا مثل العراق يضم مجموعة من القوميات والديانات والمذاهب وان تلك هي إحدى مشكلاته الرئيسية التي واجهها بعد سقوط النظام حيث بحثت كل من تلك الفئات عن مصالحها ودخلنا مرحلة صراع المصالح وتدريجيا بدأنا نصل إلى مرحلة التوافق السياسي الذي نشهده هذه الأيام بين الأطراف المتنازعة ..
هذه هي باختصار الحالة العراقية من منظورها العام والتي قد يتفق عليها الجميع ولكن لو نظرنا للمسالة العراقية من منظور آخر فربما وجدناه أكثر واقعية ومنطقية حيث إن سقوط النظام خلق عراقا منقسما إلى قسمين وليس أقسام كثيرة حيث إن كل تلك الطوائف والفئات والمذاهب صارت نصفين . النصف الأول وهو الأكبر هم الناس المتضررين من النظام السابق ويشمل هذا القسم كل من عاش ذليلا وفقيرا في بلد غني مثل العراق استلم مقدراته ثلة من الجهلة واللصوص حرموا أبناءه من خيراته وجعلوهم يعيشون حياة صعبة تحت رحمة نظام جائر حكم بالحديد والنار عقودا طويلة ظل جاثما على صدورهم.
ويشمل أيضا كل من فقد أبا أو أخا قد اعدم أو قتل في حروب الطاغية , وكل من كان له رأي مناهض لفكر الثورة فحاربهم النظام وأخرجهم من ديارهم وشردهم إلى الدول الأخرى كل هؤلاء هم أبناء القسم الأول بالرغم من اختلاف قومياتهم أو أديانهم أو مذاهبهم.
أما أبناء النصف الثاني من الشعب فهم الذين كانوا مع النظام والمتعاطفون معه والمستفيدون منه وربطوا وجودهم بوجوده وحياتهم ببقائه . وكان لأبناء هذا القسم امتيازات خاصة فهم يستلمون رواتب عاليه تختلف عن رواتب باقي موظفي الدولة وكانوا يستلمون دفعات ماليه أخرى تحت عناوين مختلفة وتوزع لهم الأراضي والدور السكنية والسيارات كل حسب درجته وكل هذا جعلهم في خندق مع النظام يستميتون في الدفاع عنه, وباقي الشعب في خندق آخر وهذا التخندق بعيدا عن الانتماءات الأخرى فان ما يفصلهم فقط أنهم مع أو ضد النظام مع اختلاف موازين القوى حيث إن القوه والسلطة والسلاح بيد القسم الثاني مع النظام ...
ما حدث بعد سقوط النظام إن أعوانه وبمجرد سقوط الصنم في بغداد هربوا وفروا تاركين مقراتهم وأسلحتهم ليسيطر عليها أبناء القسم الأول وتتغير موازين القوى فيسيطر من كان مستضعفا على مصير ورقاب الجلاد والظالم بعد أن زالت أسباب قوته وسلطته . الكل كان يتصور أنهم سيأخذون بثأرهم من ظالميهم وسينتقمون منهم شر انتقام ولكن ما حدث ان أبناء القسم الأول اظهروا كرما عظيما وأخلاقا فاضلة بالعفو عنهم وتحت شعار
(عفا الله عما سلف) فلزم هؤلاء الأزلام بيوتهم وهم وجلين خائفين ولم يتوقعوا هذا الموقف النبيل وأوجسوا خيفة إلا إن أصالة الشعب العراقي ألهمته فكرة العفو والبدء من جديد لبناء ما تدمر واعمار البلد والنهوض به من جديد . ولكن الأمر لم ينته هنا . ففي الصفحة التالية من تاريخ هذه المرحلة بدأت تدخلات إقليميه في العراق من أطراف تتعاطف مع هؤلاء الأزلام فخرجوا من جحورهم ولبوا نداء الشر وتعاونوا مع الغرباء ضد أبناء شعبهم الذين سامحوهم وعفوا عنهم . فقدموا المساعدة للغرباء وفي ظل ضعف الدولة في مراحلها الأولى وشنوا حملة وحشيه لقتل أبناء الشعب العراقي دون التميز بين الطوائف والأعراق . وهذا دليلا على أن التخندق لم يكن طائفيا أو قوميا لان السيارات المفخخة والاحزمه الناسفة كانت تقتل العراقيين دون تميز , ولقد تستر القتلة بلباس الدين والدين الإسلامي براء منهم.
وظل الحال هكذا حتى صارت الدولة قادرة على ردع هؤلاء وقواتها المسلحة باتت تضرب بيد من فولاذ وتحكم السيطرة على ربوع البلد فهرب الغرباء ووضحت الصورة وانكشف المشهد العراقي وانفضح أصحاب الخندق المعادي للشعب العراقي...
ومع كل ذلك ما زالت هناك فرصه لهؤلاء ممن لم تتلطخ دمائهم بدماء العراقيين عليهم إن يستغلوها وهي تلك النوافذ التي فتحتها لهم الدولة من خلال مجالس المصالحة التي باتت الحكومة حريصة على إنجاحها لإعادة أللحمه بين أبناء الشعب الواحد والتوحد في خندق واحد لان أعداء العراق هم المستفيد الأول من خلافاتنا .....ولأصحاب القسم الثاني نقول عودوا إلى أحضان إخوانكم فما زال هناك متسع من التسامح وان العراق صار متعدد الألوان بعد أن كان بلون واحد وكل الأطراف ستكون مستفيدة في ظل العراق الجديد..



#محمد_صادق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماءات
- التربية والثواب والعقاب
- الاعلام والشعائر الحسينية
- ليلى تساعد امها مقالة في التربية وعلم النفس
- عراقيون لايفرحون لفرح العراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد صادق عبود - مازال هناك متسع من التسامح