أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية














المزيد.....

كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 07:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-2007-

هذه ليست زيارات دبلوماسية يقوم بها رئيس الوزراء في إقليم كردستان نجيرفان بارزاني إلى طهران، ونائب رئيس الوزراء برهم صالح يغازل تركيا في نفط كركوك من أربيل (بعد اجتماعه مع حفنة من الاقطاعيين)، متوسلا شراكتها الاستراتيجية في النفط واستثمارات الشركات التركية، فيما الرئيس مسعود بارزاني يطير صوابه القومي الانفصالي، ويتوجه (إلى جهة غير معلومة) حسب توصيف الصحافة الكردية!
ولكنه جهد سياسي مكثف جاء في أعقاب إقرار قانون مجالس المحافظات في البرلمان العراقي بتأريخ (22 يوليو/ تموز الماضي) ، حيث أقر إجراء الانتخابات في منتصف شهر كانون الثاني، فيما تقرر تأجيل الانتخابات في كركوك إلى إشعار آخر، رغم تهديد الكتلة الكردستانية الممثلة في البرلمان بالطعن في القانون، وكل ذلك أزعج الزعامات في الحزبين الكرديين المتصارعين، سواء على السلطة والنفوذ والثروات في كردستان العراق، أو على السلطة الاتحادية في بغداد، وسلخ مدينة كركوك الغنية بالنفط وضمها إلى إقليم كردستان!
معلوم أن نصف احتياط النفط العراقي موجود في كركوك، وتحاول القيادات الكردية استخدامه كورقة ضغط على الحكومة الاتحادية لتمرير مشروعها الانفصالي، ويمكن القول بلاتردد، بالاستناد إلى ضعف الحكومة المركزية وتدخل دول الجوار، إن سياسة الحزبين الكرديين تتوافق مع سياسة الولايات المتحدة جملة وتفصيلا، حيث لاتهمهما مصلحة العراق وأهله ومستقبله، بقدر ماتهمهما مصالحهما الآنية الضيقة، ولاشك أنهما سيفشلان بقوة الارادة العراقية المتحققة في موشور التحولات اليومية، سواء على صعيد العملية السياسية، أو في نبذ الإطار السائد للدولة الدينية، بحثا خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة، عن آفاق جديدة للحياة الحرة الكريمة بعد التغيير.
وبدا أن الانفتاح على إيران وتركيا بعد إقرار قانون الانتخابات المذكور مخجلا للطرف الكردي، المتحالف مع أكبر كتلة مهيمنة في البرلمان : الإئتلاف، وهو مايقع في غير مصلحة الشعب العراقي، مايدعو إلى تفكيك التوافقات الكردية الشيعية التي بني على أساسها الدستور ونظام الحكم، وبدا فيها واضحا ضعف الخطاب الوطني العراقي في إطار الدولة الدينية الكردية!
ومهما يكن من أمر فإن كركوك الغنية بالنفط هي محور الصراع الكردي مع البرلمان والشارع العراقي، وليس مع قوى الاسلام السياسي الذي لاتهمه من قضية الوطن إلا المعاملات والعبادات وتقاسم النفوذ والثروات، وسبب النزاع هو إصرار الأكراد على ضم كركوك إلى كردستان العراق، حيث يعتبرونها قدس الأقداس حسب أدبياتهم الحزبية وتثقيفهم، فيما يرى العرب والتركمان أنها يجب أن تبقى تحت سلطة الحكومة الاتحادية، أو تكون إقليما لوحدها ومدينة للتعايش العربي التركماني الكردي كما كانت في تأريخها، وكان عدد من النواب اقترحوا أن يتم تقسيم المدينة إلى أربع مناطق انتخابية، لكي تسهل على القوميات الثلاث الرئيسية (العرب/التركمان/الأكراد) على نسب وأصوات متساوية، عكس الأحزاب الكردية المطالبة باخضاع المدينة إلى دائرة انتخابية واحدة!
إن التنوع الديني والإثني والطائفي في كركوك وصراع الهويات يجعل منها بدلا من أن تكون برميل نفط في خدمة التنمية العراق وإسعاد شعبه، برميل بارود يمكن أن ينفجر في أية لحظة، في حرب أهلية مستعرة لها أول وليس لها آخر، وسيخسرها الكرد والعرب والتركمان، فيما تتفرج علينا دول الجوار بل وتصب الزيت على النار، لذلك على الجميع التزام جانب الحذر في التعامل مع حساسية قضية كركوك، والجلوس إلى طاولة حوار والخروج بنتائج ترضي جميع الأطراف.
لقد اختلط أبناء العراق وثمة مليون كردي يعيش في بغداد لوحدها، ونسبة كبيرة من العرب ربما أكثر من نسبة الأكراد أنفسهم يعيشون في كركوك : مدينة التآخي العراقية والسلام والمحبة، ولاينفع العراق حكم الدويلات الاقطاعية والدينية والطائفية، وهو مايجري في كردستان العراق وقائم في إمارة النجف الطامعة في فيدرالية هجينة، تتضامن معها الأحزاب الكردية تماشيا مع مصالحها، وتهلل لها أحزاب الاسلامية، ويجب أن نتذكر دوما موقف تركمان العراق الوطني في رفض إلحاق كركوك بكردستان وكذلك الشبك والمسيحيين، موقف هؤلاء جميعا من الصراع الدائر والمؤامرات التي تتدخل فيها كبريات شركات النفط العالمية، التي وجدت في التعصب الكردي مطامع في نفط كركوك فتناغمت معها، وهاهي شركة ( دي.ان.او) النرويجية تبيع نفط كردستان بأبخس الأثمان.
إن قضية كركوك هي قضية عراقية بالدرجة الأساس وعلى الساسة الأكراد أن لايهرعوا إلى خارج العراق بحثا عن حلول، فقد مضى زمن رفع السلاح الكردي ضد طغيان المركز، والعراق يعيش حاليا أجواء بناء مؤسساته الديمقراطية، والبرلمان قال كلمته وعلى الجميع الامتثال لها، وتحية لقوى 22 تموز التي صوتت على قانون الانتخابات، في أول تمرد على قادتهم قادة التحاصص الطائفي والعرقي الذين لاهم لهم إلا غنائم المناصب والنفوذ والثروات، وتحية إلى الوطنيين العرب والتركمان الذين يحبون العراق ويدافعون عن وجودهم في كركوك مدينة التآخي العراقية.
12.8.2008
[email protected]
http://summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهزيمة الاستراتيجية للقاعدة في العراق !
- ماالفرق بين عدي وعمار الحكيم في حفلات الزواج الجماعي!؟
- دعوة لإنشاء مطار الناصرية الدولي!
- أدين الاعتداء الآثم وعلى متعددة الجنسية الاعتذار الرسمي من أ ...
- صوت الشعب العراقي هو الأقوى في الانتخابات القادمة
- التكليف الشرعي انتهاك صارخ لحقوق الطفل العراقي!
- مدينة المليون عريف هل حقا ستصبح مدينة المليون نخلة!؟
- أهمية منع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة!
- كلمات -198- إطردوا اطلاعات ومجاهدي خلق من بلادنا!
- هل نحن عبيد لايران وأولنا رئيس الوزراء نوري المالكي .. أم ما ...
- حملة إيمانية بمناسبة الانتخابات في الناصرية!
- القوى السياسية والمرجعيات الدينية : بوادر إجهاض الاتفاقية ال ...
- النفط مقابل السفير !
- أقراص -مكين- المنومة أربع سنوات أخرى!
- صورة النخلة المقلوبة على رأسها في الناصرية !
- وزارة زيباري تطالب بإعادة الجزر العربية الثلاث!
- مجزرة الشرطة في سوق الشيوخ (2008).. تذكر بمجزرة كيمياوي سنة ...
- رسالة إلى مقتدى الصدر
- شكثر بيك فلوس ياعراق..وشكثر حراميه !!؟
- تيتي تيتي الفضائية العراقية مثل مارحتي إجيتي !!


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - كركوك مدينة التعايش والسلام العراقية