أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - التعصب الحزبي














المزيد.....

التعصب الحزبي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:23
المحور: المجتمع المدني
    


الكائن الحزبي منحاز بشكل أعمى لكيانه الحزبي ويؤتمر من قيادته لتنفيذ مهام متعارضة مع التوجهات الإنسانية، كائن مُغيب تماماً، لاوعيه يقسره على الانتماء للجماعة ( المافيا أو العصابة الحزبية) لتمنحه الحماية النفسية الكاذبة في المجتمع باعتباره ذاتاً منتهكة، مهددة بوجودها من السلطة أو من كائنات حزبية منافسة. لكن هذا الاستلاب الروحي والعقلي يجعله يرفض الاعتراف بدوافعه الحقيقية للانتماء إلى الكيان الحزبي ويجاهد في تصوير الأمر على أنه بدافع تحقيق توجهات إنسانية ليظهر لنفسه وللآخرين على أنه مخلوقاً خرافياً، ناكراً لذاته ومصالحه لصالح الآخرين.
وبذلك فإنه لايعي واقعه بشكل كامل وآلية حراكه في المجتمع تخضع للشحن الديماغوجي المتواصل من قيادته الحزبية لغرز روح الفداء والشهادة والتضحية في لاوعيه، وتصوير السعادة على أنها التضحية بالنفس ليسعد الآخرين، بمعنى أخر تقديس العذاب والهلاك لتسعد القيادة الحزبية بملذات الحياة وتتفاخر بشهداءها من الضحايا وتطرب لأغاني تمجد الشهادة والفداء شرط أن لاتمس ذواتها أو عائلاتها!.
يعتقد (( دوركيم ))" أن هناك أنماطاً للسلوك يستحيل إدراك معقوليتها، فالإقدام على الشهادة والتضحية بالنفس في سبيل قيم أو مُثل عليا يقدسها المجتمع، تعتبر سلوكيات فردية دافعها تأكيد وأحياء المثُل في ضمير المجتمع لتكتسب معقوليتها على المستوى العام".
هذا الاستلاب العقلي الذي تمارسه القيادة ضد كائناتها الحزبية، عبارة عن نزعة سادية وأنانية لتأكيد ذاتها من خلال التضحية بالذوات المغيبة وزجها في صراعات دموية لتحقيق الأجندة الخاصة، فغرز مبادئ التضحية والشهادة وفرض الوصاية على الآخرين في لاوعي الذوات المغيبة يعد عملاً واعياً تمارسه القيادة الحزبية لتحريض الرواسب الشريرة الكامنة في الذات المغيبة وأستغلالها في فعل عدائي ضد معارضيها دون النظر لحجم الضحايا وما قد يعرض السلم الاجتماعي للخطر.
إن المسعى غير النزيه للقيادة الحزبية في غرز توجهات شريرة في ذات مُغيبة لإحاكم السيطرة على أفعالها وسلوكها وتحريضها ضد الآخرين، يعد عملاً منافياً للمبادئ الإنسانية، فالكائن الحزبي المحقون قسراً بمصل فرض الوصاية على المجتمع يتصرف بوحي مسؤوليته الكاذبة لفرض الهيمنة والتسلط على الآخرين.
ويستهجن بداخله رفض الذوات المستقلة لسلوكه وتصرفاته وعدم وعيهم بأنه مكلف بفرض الوصاية عليهم من قيادته الحزبية التي توهم ذاتها بأنها مسؤولة عن كافة أفراد المجتمع وأنها الأصلح والأكثر قدرة على توجيه سلوك وتصرفات كافة البشر دون اعتراض أو مساءلة عن كفاءة أو جهل أو سفالة القيادة الحزبية!.
يقول (( دانغ أوبينغ ))" ليس المهم أن تكون شيوعياً، المهم أن تكون خبيراً لتخدم شعبك".
عموماً كافة التوجهات الشمولية للكيانات الحزبية، تعتبر توجهات متعصبة وغير إنسانية مسعاها الأساس الاستيلاء على السلطة لفرض نهجها بالقوة والعنف على الآخرين، توجهات ذات ملامح غيبية تحاكي العاطفة وليس العقل تستقطب الذوات الجاهلة والأمية من المجتمع لإنها ذوات منحازة لعواطفها ومعطلة التفكير، لاتدرك الفكرة وماهيتها وإنما أنظارها متجهة نحو الهدف في منطقة السراب، توهم نفسها أنها قريبة من الهدف لكن السراب يخدعها أبداً.
يرى (( دنيس ديديرو ))" هناك خطوة واحدة تفصل بين التعصب والهمجية".
إن استقطاب الكيانات الحزبية الشمولية تحديداً للجمهور الجاهل في المجتمعات المتخلفة، لايعود لصواب أفكارها ونهجها وإنما لتدني وعي الجمهور بمصالحه وأنحيازه الأعمى لعاطفته دون عقله. وليس من السهولة إقناعه بخطورة النهج الشمولي للكيانات الحزبية لرفع مستوى وعيه بمصالحه لوجود جملة من المعوقات في المجتمع أهمها: ارتفاع نسبة الأمية، وتفشي الجهل، وشيوع التوجهات الغيبية، وهيمنة المافيات الحزبية على مفاصل الحياة اليومية والمعيشية للمجتمع. إن ندرة الأصوات الداعية للاحتكام إلى العقل دون العاطفة في المجتمعات المتخلفة، تحكمه توجهات عنفية تنال من المثقفين الرافضين للنهج الشمولي السائد وتسعى لإسكات الأصوات المطالبة بالتغيير.
يتساءل (( ماسيل بروست ))" لماذا لانسمع صوتاً يتحدث بالحقيقة حتى لو كان نشازاً ويحتاج لقليل من الدوزنة؟".
يشكل التعصب الحزبي خطورة كبيرة على السلم الاجتماعي لأنه يحتكم للعنف لفرض التوجهات الحزبية على الآخرين، إنه مسعى لتقسيم المجتمع على أساس حزبي وفرض الولاءات على الذوات المستقلة الرافض للهيمنة والسيطرة باعتبارها ذوات محتكمة لعقولها لا لعاطفتها في حراكها الاجتماعي.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والسياسي الجاهل
- دور الذوات المُغيبة في السياسة
- السياسون والمجتمع المُغيب
- الفكر والإدراك العقلي
- الفكر والوعي الإنساني (الحاجة والأسبقية)
- الفكر والسياسة
- العلاقة بين النسق الفكري واللغوي
- آليات تنظيم الانتخابات
- حق التصويت للناخب
- الناخب والانتخابات
- مواصفات الناخب والمرشح
- الصلاحيات الدستورية للأقاليم الفيدرالية
- الالية الفيدرالية (الأهداف والفوائد)
- المفاهيم الفيدرالية
- صراع الصلاحيات بين المركز والأطراف
- آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي
- الانعكاسات السلبية للفيدرالية
- الفيدرالية والكيانات الحزبية
- بيروقراطية الدولة
- ماهية البيروقراطية


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - التعصب الحزبي