ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:08
المحور:
المجتمع المدني
ثمة ظلم كبير عندما يضع العرب معاناة الشعب الفلسطيني في سلم أولوياتهم ، فهذه المعاناة الدائمة أنستنا ما يوجد من معاناة أخرى ، تقع في هذا البلد العربي أو ذاك .
في العراق لا تقل معاناة شعبه عن معاناة الفلسطينيين ، وما ينطبق على المعاناة في العذاب والتشرد ينبغي أن ينطبق على النضال ضد الخصم ، فلا تفريق البتة بين الخصوم مهما اختلف عرقهم ولونهم وعقيدتهم ، فالقمع والتفي والتشريد واحد في النهاية .
مطلوب منا أن نقف بكل خشوع أمام نضال الفلسطينيين ، لا بل يجب أن نترك نضالنا ونلتحق بنضالهم في الكلمة والرصاصة والهتاف ، وإذا ما انحرفنا قليلاً عن جادة النضال ، اتهمنا بالتخاذل ، أما إذا ذهبنا في نضالنا ضد خصمنا أسوة بنضال الفسطيني ضد خصمه الغاصب ، فإننا نكون قد تآمرنا على تاريخ أمة .
لا نعلم شيئاً عن تاريخ أمتنا سوى ما خطه سادتنا أصحاب العرش الموروث ، كما لا نعلم ما إذا كان هذا التاريخ صادقاً في وقائعه أم باطلاً مزيفاً في أحداثه ، لكن لماذا يحق للفلسطيني أن يناضل ، وهو يناضل بحرية رغماً عن أنف إسرائيل وجبروتها ، ولا يحق لعربي أن يناضل ، فقط من أجل تصحيح تاريخه المزور؟.
حتى الشروع في النضال أصبح ضد الخصم الإسرائيلي الساعي إلى التهام التاريخ ، أسهل وأيسر من النضال ضد نظام عربي بعينه ، نظام لا يجرؤ أحد على ممانعته ، ونعني ممانعة النظام السوري الذي يخاف أن يقال له .. سجل أنا ضدك .
لماذا يخاف وما مبررات خوفه ، إذا كان المناضلين في الأقفاص أو هناك خارج حدود الغابة ؟ ربما من وراء هذا الخوف تتولد القوة اللازمة لردع من يراد ردعه ، وهو خوف يتشابه مع خوف إسرائيل الذي يمنحها قوة تخيف من حولها ولا تخاف مناضليها بعكس حال النظام السوري .
ما الذي يخيف النظام السوري إذن ؟ تعالوا نعدد ، هل تخيفه المحكمة الدولية ؟ هل تخيفه العزلة الدولية ؟ هل تخيفه الضغوط الأميركية ؟ وهل تخيفه إسرائيل ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها ، بالإمكان الإجابة عنها بلا ، لكن ما الذي يخيفه أكثر ، لا تستغربوا فيما سنذهب إليه ، يخيفه حرفان إذا اجتمعا فإنهما يشكلان كلمة ( لا ) ويخيفه أيضاً من يجرؤ على النطق بها سراً أو جهراً .
أفضل صيغة مضادة برع النظام في ابتكارها ، إفطار القلوب على كلمة نعم ، نعم للأبد ، كلمة لم تفارق الذهن منذ الصغر في المدارس والساحات .
بهاتين الكلمتين تكمن قوة النظام وخوفه ، أظن أننا أصبنا في رأينا ، لكن هل قلنا لا من حيث لا ندري بعدما أعمت قلوبنا الـ..نعم
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟