اثر عمليتين ارهابيتين منفصلتين في يوم 1/2/2004 الواقع على مقر الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني والمركز الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة اربيل قتل وجرح مالايقل عن 200 شخص من بينهم اعضاء قياديين وكوادر بارزين للحزبين المذكورين.
اننا ندين بشدة هذا العمل الارهابي الوحشي ونعبر عن تعازينا لاهالي الضحايا ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، كما نعتبر بان منفذي هذا العمل هم من الارهابيين الاسلاميين الذين يحاولون دوماً وعبر اللجوء الى الارهاب والتفجيرات وتنفيذ عمليات انتحارية وازهاق ارواح الانسان التصدي لمناوئيهم وتحقيق مآربهم وخططهم الاسلامية. ومما لاشك فيه فان التصدي لمثل تلك الاعمال الاجرامية والبربرية يتطلب، وقد اكدنا على ذلك مراراً، ينبغي ان تكون جزءاً من محاربة الحركات الاسلامية ككل على الصعيد السياسي والفكري والاجتماعي، لان هذه الحركات اثبتوا بجلاء بان الارهاب والتفجير والانتحار والقتل جزء لايتجزء من سجلهم السياسي والتنظيمي والحزبي، وان ندد بعضهم قولاً بمثل تلك الاعمال الارهابية الا ان عقائدهم ونشاطاتهم يمهد الطريق بشكل او بآخر لانبثاق وظهور وتجدد مثل تلك الاعمال وتطورها.
فرغم ان الحركات الاسلامية وبمعونة الدول المجاورة والنظام البعثي المقبور لم يتمكنوا من تحويل كردستان الى مركز ومرتع لنشاطاتهم وفشلوا في ذلك بسبب احتجاج وتنفر الجماهير المتمدنة والتحررية، الا ان اجتثاثهم لم يتم بعد وانهم بدأوا في الاونة الاخيرة بربط نشاطاتهم مع بقية الحركات الارهابية الموجودة في سائر مدن العراق وشرعوا في القيام بخلخلة الوضع الامني والهدوء النسبـي المستقر في كردستان ليحل محله الفوضى وانعدام الامن.
لاشك بان هذا الحدث دل قبل أي شيء آخر على فشل وعقم المعاملة المزدوجة لامريكا والمتحالفين معها مع الارهاب الاسلامي والحركات الاسلامية عموماً، فالكيل بمكيالين واعطاء امتيازات لجهة او جهات اسلامية معينة ودق رؤوس الجهات الاسلامية الاخرى، الجهات التي يعتبرونها خطراً على المصالح الامريكية اثبت بانه سياسة عوجاء ومن شأنها التضحية بالشعب العراقي بين مطرقة امريكا وسندان الحركات الارهابية الاسلامية.
ان الشعب الكردي وفي الوقت الذي عليه ان يعامل تلك الاحداث بعيون مفتوحة ويحضر نفسه لافشالها والحيلولة دون تكرارها او استهداف الوضع الامني المستتب في كردستان عليه ان يعي تلك الحقيقة التالية وهي ان استتباب الامن والسلام والقضاء على الارهاب والتفجير وقطع الذراع الطولي للارهاب الاسلامي امور يصعب تحقيقه دون المضي قدما في نضال بلاهوادة في عموم العراق. ان النضال في سبيل بناء مجتمع مدني وعلماني، النضال للحيلولة دون المساومة مع الحركات الاسلامية وعقد الصفقات معها، والحيلولة دون تعاون بقايا نظام البعث المنهار مع تلك الحركات، كما ان النضال للقضاء على الظلم القومي والطائفي والحنسي وبقية اشكال التمييز وانعدام المساواة، و....... الخ ان كل ذلك يشكل الميادين الرئيسية للنضال السياسي في الحقبة الراهنة في العراق وكردستان وان المضي قدما في اجتياز خطواتها من شانه ان يبعد خطر الارهاب والتفجيرات ويمهد السبيل اكثر لتطور نضالهم وكفاحهم وتحسن مستوى معاشهم.
الموت للارهاب
عاشت الاشتراكية
حركة انبثاق حزب العمال الشيوعيين -العراق
اللجنة المركزية
2/2/2004